ارتفعت الأسهم في الأسواق الناشئة في بداية تعاملات اليوم، لتنتعش بعد موجة تراجع بقيادة شركات قطاع التكنولوجيا محت 1.2 تريليون دولار من ثروات المساهمين، حيث عوضت البورصات الأكثر تضرراً بما فيها تايوان وكوريا الجنوبية جزءاً من خسائر اليوم السابق.
صعد مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة 1.7% عند الساعة 6:30 صباحاً بتوقيت لندن، وهو أكبر ارتفاع له خلال شهرين. وتصدرت شركة " تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ كو" الارتفاعات بزيادة قدرها 7.5%. كما عوض المؤشر الرئيسي لبورصة تايبيه -الذي سجل أسوأ انخفاض منذ 1967- حوالي ربع خسائره التي تكبدها على مدى اليومين الماضيين. وأسهمت مكاسب شركة "سامسونغ إلكترونيكس" في انتعاش المؤشر الرئيسي لبورصة كوريا الجنوبية على نحو مشابه.
مبالغة في هبوط أسواق آسيا
يوضح هذا التعافي صحة رهانات المستثمرين على أن الحركة التصحيحية في أسواق آسيا كانت مبالغاً فيها، لا سيما في اليابان. لكن تبقى ثقة المستثمرين ضعيفة مع تقلب التكهنات حول سياسة أسعار فائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والوضع الجيوسياسي غير المستقر. وعُزيت موجة البيع إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بداية من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، إلى الشكوك حول ما إذا كان مجال الذكاء الاصطناعي سيلبي التوقعات، وصولاً إلى الين الياباني القوي الذي أدى إلى التخلص من تجارة فروق الفائدة.
أوضح سيرن لينغ، مدير عام بنك "يونيون بانكير بريفيه" (Union Bancaire Privee) في سنغافورة: "من المنطقي أن نرى نوعاً من الانتعاش بعد هبوط سريع على مدى الجلسات القليلة الماضية. رغم ذلك، فمع تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي خلال النصف الثاني، وعدم اليقين بشأن الانتخابات، والتقييمات المرتفعة، سيكون من المنطقي استغلال المستثمرين لأي انتعاشات تقنية لإعادة التموضع".
أسفر هبوط الأسواق أمس عن انخفاض مقياس "إم إس سي آي" للأسهم دون متوسطه المتحرك لأجل 200 يوم للمرة الأولى منذ يناير الماضي، واستمرت حالة التذبذب حتى اليوم. ومن بين أسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات، تراجعت قيمة سهم واحد من كل 3 أسهم.
وفق بيانات جمعتها بلومبرغ، أسفر الانخفاض الذي شهده اليوم إلى محو 927 مليار دولار من القيمة السوقية المجمعة لأسهم الأسواق الناشئة، ما يُضاف إلى 288 مليار دولار التي خسرتها نهاية الأسبوع الماضي. ودفع هذا المؤشر الرئيسي للأسهم لأدنى مستوى من التقييم له منذ فبراير الماضي، إذ بلغ 11.63 ضعفاً للأرباح المتوقعة.
عملات الدول النامية
امتد انتعاش اليوم إلى عملات الدول النامية المفضلة للمضاربين على فروق الفائدة مثل البيسو المكسيكي، الذي ارتفع 0.5% مقابل الدولار الأميركي. في حين لم تطرأ تغييرات تُذكر على مؤشر عملات الأسواق الناشئة وسط قوة كبيرة للدولار الأميركي، وصعدت العملات في كافة أنحاء منطقة أوروبا الناشئة وأفريقيا والشرق الأوسط تقريباً، كما صعد الشيكل الإسرائلي للمرة الأولى منذ 7 أيام.
أظهرت البيانات الواردة أيضاً من الولايات المتحدة الأميركية ليلاً أن سوق السندات لم تكن بمعزل تماماً عن موجة هبوط الأسهم أمس، إذ سجل مؤشر بلومبرغ لسندات الدول النامية المقومة بالدولار أكبر انخفاض له خلال 5 أسابيع، وارتفعت علاوة المخاطر السيادية لليوم التاسع على التوالي، في أطول سلسلة منذ يونيو 2018. ويطالب المستثمرون حالياً بعلاوة إضافية قدرها 4.3 نقطة مئوية على عائد شراء سندات الأسواق الناشئة بدلاً من سندات الخزانة الأميركية.
مع ذلك، حققت السندات المقومة بالعملات المحلية مكاسب أمس. وصعد مؤشر بلومبرغ لهذه الفئة من الأصول لليوم السادس على التوالي مسجلاً أعلى مستوياته منذ مارس 2022.