يقترب ثاني أكبر سوق للأوراق المالية في العالم من حالة استقرار بعد التراجعات الأخيرة، ولكن قد لا يحدث أي انتعاش لمدى زمني طويل وحدوثه سيكون عابراً في ظل مخاطر شح السيولة وقلق المستثمرين الذين أنهكتهم التراجعات الأخيرة.
وارتفع مؤشر CSI 300 بنسبة 4.8% من أدنى مستوى سجله خلال تداولات شهر مارس في الوقت الذي أنهى المؤشر الصيني الربع الأول مسجلاً أول انخفاض فصلي له على مدار عام.
وأظهر استطلاع أجرته بلومبرغ شمل 19 من المحللين ومديري الصناديق أن المؤشر سينهي الربع الثاني على انخفاض. حيث لخصوا الاتجاه العام للسوق بحالة من التردد مع حصار المستثمرين بين شعور الحصار ما بين الخوف من تأثير شح السيولة والتفاؤل بقوة تعافي الأنشطة الاقتصادية.
وقال تشانغ هايدونغ مدير الصناديق في جينكوانغ لإدارة الأصول ومقرها شنغهاي: "بيئة السياسة النقدية المتشددة نسبياً والتباطؤ في منح قروض جديدة سيخلقان ضغوطاً على أغلب الأسهم التي ارتفعت أسعارها في السوق، وهو ما سيفرض مزيدا من الضغوط على المؤشر ويقلل احتمال ارتفاعه. وفي نفس الوقت، من المستبعد أيضاً حدوث انخفاضات جديدة في ظل ما يشهده الاقتصاد من تعافي".
شهد مؤشر CSI 300 الصيني حالة من التذبذب الشديدة منذ أن بلغ أعلى مستوى له في 13 عاما مطلع فبراير. ليدخل بعدها في تصحيح فني وتراجعات حادة نتجت عن ارتفاع أسعار الأسهم بشكل كبير ووصولها لتقييمات باهظة. ورغم ذلك التصحيح انخفض المؤشر 1% فقط منذ بداية العام.
وأدى تراجع المؤشر الصيني 5.4% في مارس إلى تخلفه عن أداء مؤشر قياس أداء أسهم الأسواق الناشئة لمدة خمسة أشهر متتالية، بعدما سجل أكبر انخفاض نسبي خلال تلك الفترة منذ 2016.
تفاصيل مسح بلومبرغ لتوقعات الأداء:
- وصول مؤشر CSI 300 إلى مستوى 4950 مع نهاية الربع الثاني ليسجل انخفاضا بـ 4% مقارنة بإغلاق يوم الجمعة.
- وصول مؤشر شنغهاي المركب إلى مستوى 3400 نقطة بانخفاض بنحو 2% من آخر إغلاق
- انخفاض مؤشر ChiNext لأسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة بأكثر من 12% ليصل إلى مستوى 2500 نقطة
- أسهم القطاع المالي وقطاع السلع الاستهلاكية سوف يسجلان أفضل أداء بين القطاعات
وزن كبير لشركة الكحوليات
تتضاءل الآمال في حصول السوق على دفعة من أسهم شركة كوايتشو موتاي Kweichou Moutai Co صاحبة أكبر وزن نسبي في مؤشر CSI 300 والتي دفعت مكاسبها خلال شهر فبراير لمستويات قياسية. حيث يتوقع المشاركون في الاستطلاع انخفاض سهم موتاي 19% إضافية ليصل إلى مستوى 1750 يوان للسهم والذي يراه المحللون مناسباً لبدء إقبال المستثمرين على شراء السهم مرة أخرى. وكان السهم قد سجل تراجعاً بنسبة 17% مقارنة بأعلى إغلاق سجله السهم في فبراير ليعاود التحسن في جلسة تداولات يوم الجمعة التي سجل خلالها أفضل أداء على مدار سبعة أسابيع.
تلاشي زخم أسهم موتاي
تلاشى الزخم عن أسهم مثل موتاي والتي شهدت إقبالا كبيرا من المستثمرين وسط الجائحة العام الماضي في ظل شح السيولة وتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وتضخم أسعار الأسهم في بعض القطاعات، مما حد من رغبة المستثمرين في تحمل المخاطرة. وتزامن ذلك مع تراجع وتيرة التداولات الإجمالية في السوق مع انخفاض متوسط حجم التداول اليومي في البورصتين على مدار ستة أسابيع.
وقال أو شياو مدير صندوق في شركة جيمنغ كابيتال Jiming Capital Co. ومقرها شنغهاي: "لا أتوقع حدوث تراجع كبير في أسعار الأسهم بين عشية وضحاها، وكذلك لن تستمر المؤسسات في مسارها السابق خلال النصف الأول وشراء الأسهم التي تفضلها في ظل عمليات البيع القوية التي شهدتها".
كما يمثل عدم اليقين بشأن قوة التعافي الاقتصادي عبئاً آخر. حيث تشير نتائج الشركات التي تم الإعلان عنها حتى الآن إلى تعافٍ أوسع. وبحسب تقرير مورغان ستانلي الصادر في 29 مارس والذي شمل 200 شركة مدرجة في مؤشر MSCI الصيني أعلنت عن أرباحها، فقد ارتفعت أعداد الشركات التي أعلنت عن زيادة في أرباحها بالربع الأخير من عام 2020 مقارنة بالعام السابق.
ويتوقع أن تكون أرباح باقي الشركات التي لم تعلن بعد أقل من التي أعلنت في ظل إلزام شركات بورصتي شنغهاي وشنتشن بالإبلاغ عن أرباح العام 2020 والربع الأول من العام 2021 قبل نهاية أبريل. ودائماً ما ترغب الشركات التي تسجل أداءً ضعيفا إلى تقديم تقاريرها المالية بالقرب من الموعد النهائي.
ويقول أو شيا من جيمنغ كابيتال: "تسجيل الشركات لأرباح جيدة سوف يمثل انعكاسا لأسعار أسهمها الحالية، ولن يكون لأي زيادة طفيفة هنا أو هناك قدرة على رفع أسعار الأسهم". وأضاف شيا: "لن تتم العودة للاتجاه الصعودي في يوم واحد".