تفاقمت موجة بيع الأسهم يوم الاثنين مع تنامي المخاوف من تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي عن الركب بدعمه للاقتصاد الأميركي المتباطئ، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في السندات. وانخفضت الأسهم اليابانية لليوم الثالث على التوالي مع تسعير المتداولين لمزيد من الزيادات المحلية في أسعار الفائدة.
انخفضت العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 6%، فيما تراجعت عقود مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 3%. وفي اليابان، تراجع مؤشرا "توبكس" و"نيكاي" بأكثر من 13%. وشهدت تايوان أسوأ يوم تداول في تاريخها، بينما انخفض مؤشر الأسهم الآسيوية بأكبر معدل له منذ أكثر من أربع سنوات. وبالتزامن مع ذلك، ارتفع الين الياباني بنسبة تزيد عن 2.5% مقابل الدولار.
جاءت عمليات البيع بعد نشر بيانات اقتصادية حاسمة يوم الجمعة الماضي، والتي أظهرت ضعف سوق العمل الأميركي، مما أثار احتمالات الركود التي يراقبها المستثمرون عن كثب. ودخل مؤشر "ناسداك" في منطقة التصحيح الفني مع قلق المستثمرين من التقييمات المبالغ فيها للشركات التى تعمل على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مخاوف من تحركات الفيدرالي
تحرك الأسعار يشير إلى المخاوف بشأن قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على هندسة هبوط ناعم للاقتصاد الأميركي. أظهرت بيانات يوم الجمعة أن رواتب القطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة سجلت واحدة من أضعف القراءات منذ الوباء، وارتفع معدل البطالة على نحو غير متوقع إلى ما يزيد عن توقعات نهاية العام لبنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى ظهور مؤشر ركود تتم مراقبته عن كثب.
من جانبها، قالت تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجية العملات في "ساكسو بنك" (Saxo Bank): "إنه تحوّل جذري في وجهات النظر السائدة، ويبرز مدى اعتماد اتجاهات التداولات مؤخراً على توقعات الهبوط السلس للاقتصاد الأميركي. وكلما زادت الشكوك حول تحقيق الاقتصاد الأميركي لسيناريو الهبوط السلس؛ زاد التراجع الذي يمكن أن نشهده في الأسهم والاستراتيجيات الممولة بالعملات ذات العوائد المنخفضة التي يستند التموضع فيها إلى وجهات نظر متحيزة بشكل كبير".
أداء السندات وتوقعات الفائدة
توقع متداولو السندات اتجاه أسعار الفائدة بشكل خاطئ عدة مرات منذ نهاية جائحة كورونا، وبالغوا أحياناً في تقديرات الخفض أو الزيادة. وعوضت السندات العالمية خسائرها لهذا العام، حيث دعمت علامات تدهور الاقتصاد الأميركي الطلب على أدوات الدخل الثابت.
تراجع عائد السندات اليابانية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى منذ أبريل، منخفضاً بنحو 17 نقطة أساس إلى 0.785% يوم الاثنين. وسجلت أسهم مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جي فاينانشيال" (Mitsubishi UFJ Financial) أكبر انخفاض يومي على الإطلاق، بعدما أنذر تراجع عائدات السندات بتقليل هوامش الاقتراض.
تراجع تجارة الفائدة في الأسواق الناشئة
في سياق متصل، ارتفعت العملات الآسيوية بقيادة الرينجيت الماليزي، بينما تواصل انهيار البيزو المكسيكي مع استمرار ابتعاد المتداولين عن صفقات تجارة فوارق الفائدة في الأسواق الناشئة. وأدى الارتفاع المفاجئ في العملات المدعومة، مثل الين واليوان الصيني، إلى الإضرار بتجارة فوارق الفائدة التي تتضمن عادة اقتراض الأموال بأسعار فائدة منخفضة للاستثمار في أصول ذات عوائد أعلى.
وفي أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين وسط التقارير التي تفيد بأن إيران قد توجه ضربة إلى إسرائيل للانتقام من اغتيالات مسؤولين في حزب الله وحماس. وفي قطاع آخر، تراجعت عملة بتكوين بأكثر من 10% قبل أن تعوض بعض خسائرها. وارتفع سعر الذهب بشكل طفيف.
