تسعى شركة "كيوتشيا هولدنغ" (Kioxia Holdings Corp) اليابانية إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام في أقرب وقت هذا الصيف، بدلاً من الدخول في مفاوضات مع مستحوذين أجانب محتملين، وتجاوز روتين الإجراءات التنظيمية لدى الدول الأجنبية، وذلك وفقاً لمصادر مطَّلعة.
وترى الشركة المصنِّعة لرقائق ذاكرة التخزين الإلكترونية أنَّ الاكتتاب العام يمثِّل أفضل الطرق لتعظيم القيمة المضافة لمساهميها بما في ذلك "توشيبا"، و"باين كابيتال" (Bain Capital)، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وتأتي هذه الأخبار بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنَّ شركتي "مايكرون تكنولوجي"، و"ويسترن ديجيتال" تسعيان لعقد صفقة استحواذ محتملة على "كيوتشيا".
خطط الطرح
وتخطِّط الشركة التي تتخذ من طوكيو مقرَّاً لها، والمتخصصة في صناعة رقائق الذاكرة القابلة لإعادة التخزين إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام منذ أن باعت "توشيبا" في العام 2018 حصة الأغلبية في الشركة إلى كونسورتيوم يضم "باين"، و"آبل"، و"إس كيه هاينكس".
وبحسب المصادر، فقد تراجعت الشركة عن الاكتتاب قبل ذلك في ظل التقلُّبات التي تشهدها سوق رقائق ذاكرة التخزين الإلكترونية، لكنَّ المساهمين ما زالوا يعتقدون أنَّ الطرح العام هو أفضل خيار للتمويل وتعظيم القيمة المضافة للمساهمين.
ويتوقَّع هيديكي ياسودا، المحلل في معهد أبحاث "ايه سي اي"، أن تفوق تقديرات القيمة السوقية لـ "كيوتشيا" 36 مليار دولار في الوقت الحالي.
وتشهد سوق الاكتتابات العامة الأولية إقبالاً كبيراً من المستثمرين في الأشهر الأخيرة وسط الارتفاعات التي تشهدها أسهم شركات التكنولوجيا بعد الإدراج مثل ما حدث مع شركات مثل "كوبانغ"، و"دوورداش".
وقال متحدِّث باسم "كيوتشيا"، إنَّ الشركة ترفض التعليق على تلك التوقُّعات، لكنَّها ستواصل البحث عن الوقت المناسب للاكتتاب العام.
ويواجه أي استحواذ محتمل عقبات تنظيمية شديدة قد تؤخِّر أو تقضي على الصفقة في ظلِّ معارضة الحكومة اليابانية بيع أعمال "توشيبا" في مجال الرقائق الإلكترونية إلى مستثمر أجنبي قبل ثلاث سنوات؛ وهو السبب الرئيسي الذي أبقى "توشيبا"، وشركة "هويا" اليابانية مستحوذتين على حصة أغلبية في "كيوتشيا".
تعقيدات الاستحواذ
وما يزيد إتمام أي صفقة استحواذ تعقيداً، هي الحاجة لموافقة الحكومة الصينية التي من المرجَّح أن ترفض الجهات التنظيمية فيها السماح لشركة أمريكية بالاستحواذ على مثل تلك الأنشطة الاستراتيجية، في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين. ويتركَّز الخلاف الرئيسي بين الولايات المتحدة والصين حول صناعة أشباه الموصلات، التي استخدمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لمعاقبة شركات التكنولوجيا الصينية مثل "هواوي تكنولوجيز".
وكانت شركة "أبلايد ماتيريالز" قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن إنهاء خطَّتها للاستحواذ على شركة "كوكوتشاي إلكتريك" لعدم الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في الوقت المناسب.
وبحسب أحد المصادر، فإنَّ صفقة "كيوتشيا" من غير المرجَّح أن تتم. في حين قال مصدر آخر، إنَّ الشركة لا تشارك في أيِّ محادثات استحواذ، فيما قد يلجأ مساهمون راغبون في الاستحواذ على الشركة مثل "باين" إلى بدائل مثل الاكتتاب العام.
ويبدو من غير الممكن أن يمضي المستثمرون قدماً في دفع "كيوتشيا" لإتمام صفقة استحواذ محتملة، وذلك لأنَّ أحد المساهمين مثل "هاينكس" تعمل في مجال صناعة رقائق ذاكرة التخزين الإلكترونية، ولذلك قد تكون مترددة في استحواذ شركة منافسة على "كيوتشيا".
وذكرت صحيفة "نيكاي" اليابانية، أن "ويسترن ديجيتال"، و"مايكرون" قد أعلنتا عن رغبتهما لشركة "كيوتشيا" للبدء في محادثات استحواذ محتملة؛ لكنَّ المحادثات تعثَّرت بعد ذلك.