شمل الانخفاض المستمر منذ أسبوع أسهم الشركات الصغيرة والمالية

علامات ضعف الاقتصاد تضغط على مؤشرات وول ستريت

لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اتسع الانخفاض الذي استمر أسبوعاً في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة يوم الخميس، ليشمل الشركات المالية والصغيرة، بعدما طغت علامات الضعف الاقتصادي على التفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة.

انخفضت كل المجموعات الرئيسية تقريباً في مؤشر "إس آند بي 500"، مع نزول مؤشر الأسهم الأميركية بنسبة 1%. 

أدى الارتفاع الذي قاد المؤشر إلى ما يقرب من 40 مستوى قياسياً هذا العام، إلى تحفيز التوقعات بتراجع الأسهم أو على الأقل التصحيح. وتزايدت هذه التوقعات بعدما ارتفعت مجموعة واسعة من أسهم الشركات في غضون أيام قليلة، متفوقة في الأداء على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي قادت صعود السوق منذ بداية العام الحالي.

زيادة مطالبات البطالة

أدى الاقتناع بأن الاحتياطي الفيدرالي يستعد للتخفيف من معركته لكبح التضخم، إلى الابتعاد عن أسهم الشركات الضخمة التي ظهرت خلال دورة تشديد السياسة النقدية باعتبارها "آمنة"، بحكم أرباحها الثابتة وميزانياتها العمومية الجيدة. وفي المقابل، كانت الأموال تتدفق إلى مجموعة واسعة من الشركات الصناعية، والسلع الأساسية، التي شكلت تكاليف التمويل المرتفعة عائقاً أكبر لها.

وفي حين أن كل نقطة بيانات تشير إلى أن اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة سيدعم هذه الشركات، إلا أن الأمر لم يكن كذلك يوم الخميس، بعد أن أظهرت زيادة مطالبات البطالة أن سوق العمل الأميركية مستمرة في التباطؤ.

قال كريغ جونسون، من شركة "بايبر ساندلر" (Piper Sandler)، إن المستثمرين تحولوا بسرعة من الشركات الرائدة ذات رأس المال الضخم، واستثمروا في فرص ذات رأس مال منخفض"، مضيفاً أن "هذا يبرر توسيع السوق الصاعدة، إلا أن الحكمة تقتضي التراجع عند مستويات الدعم المؤكدة، وسط إشارات محسنة على اتساع السوق".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى نحو 5550 نقطة. وكانت أسهم الشركات العملاقة متباينة، مع صعود أسهم "إنفيديا" وانخفاض "أبل". انخفض مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 2%، بعد أن وصل مؤخراً إلى مستوى ذروة الشراء منذ عام 2017. وأوقف مؤشر "داو جونز" الصناعي سلسلة مكاسب استمرت ستة أيام.

قالت شركة "نتفليكس" إنها أضافت 8.05 مليون عميل في الربع الثاني، متجاوزة التوقعات، في حين أغلقت أسهم شركة "برودكوم" (Broadcom Inc) على ارتفاع بعد تقرير أفاد بأنها ناقشت صنع شريحة ذكاء اصطناعي لـ"أوبن إيه آي". وتخلت شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (TSMC)" عن مكاسبها على الرغم من التوقعات الصعودية، في حين سجلت أسهم "دومينوز بيتزا" (Domino's Pizza Inc) أكبر انخفاض لها منذ أكثر من عقد، بعد أن علقت بشكل غير متوقع أهداف نمو متاجرها. سجلت أسهم "دي. آر. هورتون" (D.R. Horton Inc) مستوى قياسياً، بعد أن أعلنت شركة بناء المنازل عن هامش ربح ربع سنوي أقوى من المتوقع.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.20%، في حين انخفض اليورو بسبب الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

البحث عن إشارات

في غضون أيام قليلة فقط، ارتفع مؤشر "راسل 2000" بأكثر من 10%، وجاء معظم الارتفاع بعد بيانات التضخم التي صدرت يوم الخميس، وعززت الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة.

قال جيم بيانكو، مؤسس شركة الأبحاث التي تحمل الاسم نفسه، في منشور على "إكس"، إن الشركات الصغيرة حققت أفضل أداء لها على الإطلاق مقارنة بنظيراتها الأكبر في فترة خمسة أيام. وقام بيانكو بتتبع الفرق بين "راسل 2000" و"راسل 1000" منذ عام 1978.

بالنسبة لدان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott)، فإن "التناوب" الأخير دفع الأسواق الأوسع إلى منطقة ذروة الشراء المعتدلة على المدى القصير. هذا الواقع، بالإضافة إلى الظروف الممتدة المستمرة في القطاعات القيادية، يجعلها عرضة للتصحيح المحتمل على المدى القصير.

وأضاف: "بينما يبدأ النقاد في مهاجمة النظرية القائلة إن التناوب يحصل، فإننا ندرك إمكانية وجود أفخاخ صعودية أمامنا في المستقبل". وتابع: "كما لاحظنا الأسبوع الماضي عندما بدأ التغيير في الاتجاه لأول مرة، فإن هذا التناوب في مراحله المبكرة جداً، ولا يمكن تأكيده بعد كاستراتيجية استثمارية طويلة الأجل في رأينا. لذلك، في حين أننا متحمسون لتوسع أسواق الأسهم الأميركية في الآونة الأخيرة، إلا أننا نريد أن نكون متيقظين لأي إشارات خاطئة".

اختبار موسم الأرباح

بالنسبة إلى لوري كالفاسينا، من "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets)، كانت هناك بالفعل العديد من البدايات الخاطئة، حتى في الوقت الذي مهدت فيه التقييمات وتحديد المراكز الطريق للتحول إلى قطاعات قيادية جديدة. وأشارت إلى أن موسم الأرباح سيكون "اختباراً رئيسياً" لعمليات التناوب.

أما توم إيساي من "سيفينس ريبورت" (Sevens Report) فاعتبر أن "من الضروري استيعاب التناوب بعد التحركات الهائلة التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي"، مضيفاً أن "استمرار هذا التناوب سيتحدد من خلال البيانات الاقتصادية والأرباح".

وفي حين أن التناوب يمكن أن يستمر لأسابيع مع بقاء البيانات الاقتصادية في الغالب "معتدلة"، ولا تزال شركات التكنولوجيا "موجودة في المحافظ بشكل مبالغ فيه"، فإن إيساي لا يؤيد التخصيصات القوية للأسهم الدورية، ما عدا المرتبطة برأس المال التكتيكي.

وأضاف: "ما زلت أشعر بالقلق بشأن النمو الاقتصادي". وقال: "في حين أن السوق مقتنعة بأن انخفاض أسعار الفائدة سيمنع التباطؤ، فإن أرباح الشركات وتعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تزال تشير ضمناً إلى أن المستثمرين راضون للغاية عندما يتعلق الأمر بمخاطر التباطؤ".

الشركات الصغيرة قد تفقد زخمها

قالت ليز يونغ توماس من "سو في" (SoFi) إنه "بينما يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض أسعار الفائدة، تميل الأسواق إلى التهليل له في البداية، وحتى لفترة قصيرة بعد بدء التخفيضات"، منبهة أنه إذا حدثت دورة التخفيض هذه بالتزامن مع تباطؤ في نتائج البيانات الاقتصادية، أو الأرباح المخيبة للآمال، أو الضغط السريع في المضاعفات، "فمن المرجح أن تفقد الشركات الصغيرة زخمها بسرعة".

بالإضافة لما سبق، فإن الاحتياطي الفيدرالي عادة ما يخفض أسعار الفائدة في وقت متأخر من الدورة الاقتصادية، وليس في وقت مبكر من الدورة، عندما تميل الشركات الصغيرة إلى أن تكون تحت الأضواء، وفق توماس.

وتابعت: "على المدى القريب، يمكن أن يستمر هذا التناوب في الشركات الصغيرة. تتطلع الأسواق إلى ظروف نقدية أسهل، ومن المرجح أن تحصل عليها هذا الخريف. والسؤال هو ما إذا كان ذلك سيتبعه تباطؤ بطيء ومطرد في التضخم والوظائف، أو تباطؤ سريع ومؤلم".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك