تفكر إدارة بايدن بفرض قيود صارمة على تصدير الرقائق للصين ما أضعف أسهم الشركات المصنعة حول العالم

أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية تتلقى ضربة موجعة

"وول ستريت" شبه خالٍ أمام بورصة نيويوك - المصدر: بلومبرغ
"وول ستريت" شبه خالٍ أمام بورصة نيويوك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع القلق بشأن القيود الأميركية الأكثر صرامة على مبيعات الرقائق إلى الصين، مما أدى إلى عمليات بيع في هذه الصناعة التي غذت خلال كل السنة صعود السوق.

من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، تعرضت شركات صناعة الرقائق لضغوط شديدة. قادت الشركات الأميركية القوية مثل "إنفيديا" و"أدفانسد ميكرو ديفايسز" و"برودكوم إنك" مؤشر أشباه الموصلات الذي يتم مراقبته عن كثب، للانخفاض بنسبة 6%.

وعبر المحيط الأطلسي، انخفض سهم "إيه إس أم إل هولدينغز أن في" (ASML Holding NV) بأكثر من 10%، حتى بعد أن أعلنت الشركة الهولندية العملاقة عن طلبات قوية. وجاءت هذه التحركات في أعقاب انخفاض أسهم شركة "طوكيو إلكترون"، مما أدى إلى انخفاض مؤشر "نيكاي 225" للأسهم اليابانية.

أعادت أحداث يوم الأربعاء تكرار الاتجاه الأخير، حيث كان أداء المؤشرات المرجحة بالقيمة السوقية أسوأ بكثير من الأسهم المتوسطة، وذلك نتيجة لضعف أسهم الشركات الكبرى التي تهيمن على هذه المؤشرات. ونظراً لأن شركات مثل "أبل" و"مايكروسوفت" تشكلان 7% من مؤشر "إس آند بي 500"، فمن الصعب تعويض الخسائر حتى عندما ترتفع معظم مكونات المؤشر، كما حدث اليوم.

قيود أميركية صارمة

أخبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحلفاء، أنها تفكر في فرض قيود صارمة إذا استمرت شركات مثل "طوكيو إلكترون" و"إيه إس أم إل" في منح الصين إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة. وتدرس الولايات المتحدة أيضاً فرض المزيد من العقوبات على شركات شرائح صينية محددة، مرتبطة بشركة "هواوي تكنولوجيز".

قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك" (Miller Tabak + Co) إن "هذه الأخبار المرتبطة بقطاع الرقائق تشكل حدثاً غير متوقع يمكن أن يولد عمليات بيع، والتي بدورها تكون حافزاً لتصحيح قابل للتداول في سوق الأسهم"، مضيفاً أن المؤشرات "أصبحت في منطقة ذروة الشراء بشكل كبير".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 1%، في حين انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.5%. وتراجع مؤشر الشركات العملاقة (العظماء السبعة أي ميتا، أمازون، تسلا، أبل، إنفيديا، ألفابت، مايكروسوفت) بنسبة 3.5%. وانخفض مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 0.6%. ارتفع "مقياس الخوف" في وول ستريت - VIX - نحو أعلى مستوى له منذ أوائل مايو.

ومن بين شركات تصنيع الرقائق القليلة التي تحدت عمليات البيع، كانت شركة "إنتل" و"غلوبال فاونريز" (Globalfoundries Inc). وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي لليوم السادس على التوالي، مسجلاً رقماً قياسياً آخر، في وقت تفوق أداء الأسهم المالية، مع ارتفاع أسهم "بانكورب" الأميركية بفضل النتائج القوية.

وشهدت سوق السندات تحركات صغيرة. أظهر "بيج بوك" للاحتياطي الفيدرالي نمواً اقتصادياً طفيفاً، وتباطؤاً في التضخم. وكان أبرز المتحدثين يوم الأربعاء هو المحافظ كريستوفر والر، الذي قال إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من خفض أسعار الفائدة، لكنه لم يصل إلى هذا الحد بعد. وقاد الين المكاسب في العملات الرئيسية مرتفعاً بنحو 1.5%.

وضع صعب أمام الشركات الكبرى

تواجه إدارة بايدن وضعاً هشاً، وتشعر الشركات الأميركية أن القيود المفروضة على الصادرات إلى الصين قد عاقبتها بشكل غير عادل، وتضغط من أجل إجراء تغييرات. وفي الوقت نفسه، لا يرى الحلفاء سبباً كافياً لتغيير سياساتهم، قبل بضعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

قال استراتيجيون في مجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group) إنه "في العادة، لا يكون تأثير هذه الأنواع من الأخبار طويل الأمد، ولكن في هذه الحالة، نلاحظ أن أداء شركات الرقائق كان دون أداء السوق الأوسع خلال الأسبوعين الماضيين حتى الآن"، مضيفاً: "لذلك هذا شيء يجب مراقبته".

يأتي ضعف الأداء التكنولوجي بعد النصف الأول الذي شهد قيام شركات عملاقة مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" بدفع السوق نحو الصعودي، مما أدى إلى تمديد التقييمات لهذه الشركات، وتركها في وضع أكثر صعوبة لبقية عام 2024.

مسار واحد

لكن هل يمكن للسوق الاستمرار في التقدم من دون شركات التكنولوجيا؟. قال خوسيه توريس من شركة "إنتر أكتيف بروكرز" (Interactive Brokers)، إن "معظم مكاسب الأسهم هذا العام جاءت من عدد قليل من الشركات التي تتعرض حالياً لتهديد مباشر من الساحة السياسية". وأضاف: "السؤال المهم هو ما إذا كانت بقية السوق، التي تفتقر بشكل عام إلى القصص المثيرة على أساس نسبي، قادرة على تعويض الزخم المتضائل في أسهم العظماء السبعة".

في "غولدمان ساكس"، يقول سكوت روبنر: "أنا لا أشتري عند انخفاض الأسعار". يراهن الاستراتيجي التكتيكي على أن مؤشر "إس آند بي 500" ليس لديه مسار سوى الانخفاض، وذلك لأن يوم الأربعاء 17 يوليو يمثل تاريخياً نقطة تحول للعائدات على مؤشر الأسهم، حسبما قال، مستشهداً ببيانات تعود إلى عام 1928. وما يليه، كما يقول، هو أغسطس، وهو عادةً الشهر الأسوأ للتدفقات الخاملة الخارجة من الأسهم والصناديق المشتركة.

من جهته، يقول جوناثان كرينسكي، من "بي تي آي جي" (BTIG)، إن السوق "تقترب من نهاية النافذة الصعودية النموذجية"، مشيراً إلى أن المشاعر لا تزال راضية للغاية عن الدراسات الاستقصائية ومؤشرات المعاملات.

قال كرينسكي: "على الرغم من أن التحول من أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة إلى الشركات الدورية والشركات الصغيرة أمر مشجع، فقد بدا الأمر قسرياً بعض الشيء في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن". وأضاف: "حتى لو كان هذا التناوب طويل الأمد، فمن المحتمل أننا لن نكون قادرين على رؤية تلك القيادة الجديدة، إلا بعد أن نرى تصحيحاً أعلى للارتباط، ثم نرى ما الذي يمكن أن ينجم عن ذلك".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك