خفَّضت شركة "ديلفرو" الناشئة والمتخصصة في مجال توصيل وجبات الطعام، هدف التقييم الأعلى في طرحها العام الأولي، في لندن، بنحو 950 مليون جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار)، بعد احتجاج بعض المستثمرين المؤسسيين على كيفية معاملة الشركة لسائقي دراجاتها، الذين يوصِّلون الطلبات، حيث ترفض الشركة معاملتهم كموظفين لديها.
وحددت"ديلفرو" نطاقاً جديداً من 3.90 إلى 4.10 جنيه إسترليني للسهم، وفقاً لشروط الصفقة التي اطلعت عليها بلومبرغ.
وكانت الشركة قد قامت بتسويق الطرح مبدئياً عند 3.90 إلى 4.60 جنيه إسترليني، ما جعل تقييمها يصل إلى 8.8 مليار جنيه إسترليني.
وقال متحدث باسم"ديلفرو"، إن التعديل أدى إلى خفض الحد الأقصى لهدف التقييم إلى 7.85 مليار جنيه إسترليني.
انتقادات لمعاملة سائقي الدراجات
وقال بعض أكبر مديري الأصول في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، إنهم قلقون من أن معاملة الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها لسائقي دراجاتها لا تتماشى مع ممارسات الاستثمار المسؤولة اجتماعياً.
ومن المتوقع أن يرفض المئات من سائقي الدراجات العاملين لدى الشركة تسليم طلبات وجبات الطعام، عندما يبدأ تداول الأسهم يوم الأربعاء.
كما أعرب بعض المستثمرين عن قلقهم من أن هيكل التصويت مزدوج الفئة للشركة، يتعارض مع مبادئ الحوكمة الرشيدة للشركات.
وقال باتريك باسيويتز، المحلل في شركة السمسرة "فين كاب"، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها: "إنها تنتمي لمجموعة المنتجات ذات القيمة المنخفضة، ويبدو أن قيمة "ديلفرو" توازن بين المخاطر والمكافآت فيما يتعلق بالعمل الشاق، الذي يتعين عليها القيام به على المدى القريب، نحن لا نتوقع أن يكون هذا الأمر سهلاً.
من جهتها قالت "ديلفرو" في نشرة الاكتتاب العام الأولي الخاصة بها عن أعمالها: "نحن سنتأثر سلباً إذا تم التشكيك بنموذج سائق الدراجات الخاص بنا، أو كان الاعتراض على ممارسات التشغيل لدينا ناجحاً، أو إذا تطلبت التغييرات في القانون منا إعادة تصنيف سائقي الدراجات لدينا كموظفين".
لكن مثل هذه الاحتجاجات تكتسب أرضية. إذ قالت شركة "أوبر" التي تدير خدمة "أوبر إيتس" المنافسة لـ "ديلفرو"، هذا الشهر، إنها ستعيد تصنيف 70 ألف سائق لديها في المملكة المتحدة كعمال، مما يمنحهم الحد الأدنى للأجور وأجر الإجازة. وجاء هذا الإعلان بعد أن خسرت "أوبر" حكماً تاريخياً في المحكمة العليا في البلاد في فبراير الماضي.
ارتفاع التقييم غير مقبول في لندن
وتظهر إشارات، إلى أن المستثمرين أقل استعداداً لتقبل التقييمات المرتفعة لمقدمي الخدمات عبر الإنترنت في لندن.
وخلال الأسبوع الماضي، تراجع سهم "تراست بايلوت غروب" (Trustpilot Group) ليمحو مكاسب تصل إلى 16% حققها في جلسته الأولى. ولا يزال السهم يتداول في نطاق سعر الاكتتاب.
وقال متحدث باسم "ديلفرو" يوم الاثنين: "تلقت "ديلفرو" طلباً كبيراً للغاية من المؤسسات في جميع أنحاء العالم".
وأضاف أن هناك طلبٌ على الطرح، ويغطى عدة مرات، في جميع أنحاء النطاق السعري بقيادة ثلاثة مستثمرين رئيسيين. ولم يحدد المتحدث أسمائهم.
وستتلقى البنوك أوامر المستثمرين حتى يوم الثلاثاء، على أن يبدأ التداول على سهم الشركة في اليوم التالي.
وبلغ إجمالي الأسهم المعروضة 1.77 مليار جنيه إسترليني (2.45 مليار دولار) على أساس النطاق السعري الأصلي، مع مليار جنيه من عائدات الشركة، وجاء باقي الأسهم المطروحة من مستثمرين بما في ذلك "أمازون".
وقالت الشركة إن"ديلفرو"تمنح المؤسس والرئيس التنفيذي"ويل شو" سلطة التحكم في التصويت لمدة ثلاث سنوات لتزويده بالاستقرار اللازم لتنفيذ خطط طويلة الأجل.
وأثارت الهياكل مزدوجة الفئة، الشائعة في الولايات المتحدة، والتي تسمح للمؤسسين بالسيطرة حتى بعد الاكتتاب العام، جدلاً في بريطانيا. حيث أوصى تقرير مدعوم من حكومة المملكة المتحدة هذا الشهر بالسماح للشركات باستخدام مثل فئة الأسهم المميزة في بورصة لندن، وهو الأمر الممنوع حالياً.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الشركة: "نظراً لظروف السوق العالمية المتقلبة للاكتتابات العامة الأولية، تختار "ديلفرو" السعر بشكل مسؤول ضمن النطاق الأولي، وعند نقطة دخول تزيد من القيمة طويلة الأجل للمستثمرين الجدد من المؤسسات والأفراد".
