قالت مصادر مطلعة إن شركة "آليانز إس إي" الألمانية بدأت إعداد دراسة جدوى لتقديم عرض مقابل لشراء شركة "هارتفورد فاينانشيال سيرفيسيز"، بعد عرض الاستحواذ التي تقدمت به شركة "تشاب ليميتد" بقيمة 23 مليار دولار.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن أكبر شركة تأمين أوروبية تناقش خياراتها مع المستشارين المحتملين، فيما تنظر "آليانز" إلى "هارتفورد" على أنها واحدة من الأهداف الكبيرة المتبقية المتخصصة في التأمين على الممتلكات، والتأمين ضد الحوادث في الولايات المتحدة. وتتردد "آليانز" أيضاً في الدخول مع "تشاب" في حرب مزايدة باهظة الثمن بسبب الافتقار إلى التضافر بين الكيانين.
وقالت المصادر إن المناقشات لا تزال في مرحلة مبكرة، وإنه من المحتمل أن تتخذ "آليانز" قراراً بعدم متابعة الصفقة، والتي ستكون تحولاً بالنسبة للعملاق المالي الألماني الذي ابتعد في الغالب عن المعاملات الضخمة. ورفض ممثلو "آليانز" و"هارتفورد" التعليق على القصة.
صفقة مؤثرة
ورغم هيمنتها في أوروبا، تتمتع "آليانز" بتواجد صغير نسبياً مقارنة بـ "تشاب" أو أقرانها الآخرين في أكبر اقتصاد عالمي. ويمكن لصفقة بين "تشاب" و"هارتفورد" أن تزيد من تهميش شركة التأمين الألمانية في الولايات المتحدة، والتي تخوض معركة مع مثيلاتها من شركات التأمين الأخرى، ضد أسعار الفائدة المنخفضة، وتباطؤ النمو وتكاليف الأعمال المرتبطة بوباء كورونا.
ورفضت "هارتفورد" عرض "تشاب" في وقت سابق من الأسبوع، مما ضغط على إيفان غرينبيرج رئيس "تشاب" لتحسين العرض. لتقفز القيمة السوقية لأسهم "هارتفورد" بعد العرض إلى 24 مليار دولار بحسب إغلاق يوم الجمعة الماضي. وتبلغ القيمة السوقية لشركة "تشاب" 71.9 مليار دولار، بينما تبلغ قيمة "آليانز" 87.9 مليار يورو (103.7 مليار دولار).
وفي السنوات الأخيرة، انتعشت عمليات الاندماج والاستحواذ بين شركات التأمين على الممتلكات والخسائر الذي يعد الأكبر في التأمين، بينما تراجع قطاع التغطية على الحياة في العديد من الشركات بسبب أسعار الفائدة المنخفضة ومتطلبات رأس المال المرتفعة.
وتجنب أوليفر بايتيه، الرئيس التنفيذي لشركة "آليانز"، عمليات الاستحواذ الكبرى إلى حد كبير منذ توليه المنصب، ومع ذلك، فإنه يبحث عن طرق جديدة للنمو، بما في ذلك صفقة بقيمة 2.5 مليار يورو في الأسبوع الماضي للاستحواذ على أعمال التأمين على الحياة بالشركة البولندية "آفيفا".
التواجد الأمريكي
وسعت الشركة الألمانية بالفعل للاستحواذ على شركة "إكس إل غروب" XL Group Ltd، المتخصصة في التأمين على الممتلكات والتأمين ضد الحوادث في عام 2018، قبل خسارتها للصفقة أمام شركة "آكسا " Axa SA الفرنسية التي دفعت أكثر من 15 مليار دولار للأصول.
وتمتلك "آليانز" نشاطاً تجارياً للتأمين على الحياة في الولايات المتحدة، وتخدم بشكل أساسي الشركات الكبيرة في مجال العقارات والمصابين في البلاد. كما أنها تمتلك شركة "باسيفيك إنفيستمنت مانيجمينت"، المعروفة بـ"بيمكو" Pimco، لإدارة أصول السندات الأمريكية. ويمكن أن يساعد شراء "هارتفورد" في توسيع نطاق أعمالها مع الشركات الأصغر، ويمكن أن تسهم أي صفقة أيضاً في تسهيل الدمج المستقبلي من خلال التآزر.
وتشمل خيارات التمويل لمثل هذه الصفقة زيادة رأس المال، أو الاستدانة أو مبادلة الأسهم. وتمتلك شركة التأمين أيضاً فائضاً نقدياً، ويمكنها أن تخفض توزيعات أرباحها السنوية أو إعادة الشراء. وألغت "آليانز" في شهر نوفمبر برنامج إعادة شراء الأسهم، الذي قامت بتعليقه في وقت سابق من العام مع استمرار انتشار جائحة كورونا.
ولدى "هارتفورد" أيضاً تاريخ مع "آليانز"، حيث لجأت الشركة الأمريكية إليها للحصول على زيادة في رأس المال في عام 2008، بزيادة 10% بقيمة 1.75 مليار دولار عبر الديون مع تجميد حصة الزيادة في رأس المال.
