تخطط شركة "لوسيد" للسيارات الكهربائية للبدء بإنتاج "كميات ضخمة" من سيارتها متوسطة الحجم في السعودية والولايات المتحدة الأميركية بحلول عام 2026، في وقت ارتفعت أسهم الشركة إلى أعلى مستوى في 6 أشهر بدعم من التسليمات التي فاقت التوقعات خلال الربع الثاني، والإعلان عن موعد إطلاق منتجات جديدة.
قال الرئيس التنفيذي للشركة بيتر رولينسون في مقابلة مع "بلومبرغ" إن الشركة ستبدأ إنتاج سيارتها رباعية الدفع "غرافيتي" نهاية هذه السنة، مشيراً إلى أن الشركة تلحظ طلباً كبيراً على هذه السيارة، نظراً "لأنها منتج غير مسبوق".
كما أعلن رولينسون عن خطط لطرح سيارة متوسطة الحجم في نهاية 2026، مشيراً إلى أن الإنتاج سيكون بـ"كميات ضخمة، وفي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على حد سواء".
تنشئ "لوسيد" للسيارات الكهربائية مصنعاً في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على الساحل الغربي للمملكة، ليتحول نشاطها داخل السوق السعودية من مرحلة التجميع إلى التصنيع قبل حلول عام 2030، بحسب فيصل سلطان، نائب الرئيس والمدير الإداري في الشرق الأوسط، الذي أشار في مقابلة سابقة مع "الشرق"، إلى أن المستهدف هو طاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف سيارة سنوياً.
ونوّه آنذاك إلى أن وحدة التجميع التي تم افتتاحها في سبتمبر من العام الماضي تعمل بطاقة كاملة، وهو ما ساعد على تجاوز مستهدفات البيع، والوفاء بالتسليمات لعملاء الشركة في السعودية، بل والتصدير إلى سوق الإمارات.
تجاوزت شركة "لوسيد" التوقعات بشأن الإنتاج والتسليمات الفصلية في الربع الثاني من العام الجاري. فوفقاً لبيان للشركة مطلع هذا الأسبوع، أنتجت "لوسيد" 2110 سيارات، وسلمت 2394 سيارة للعملاء خلال هذا الربع، وهو ما يعني ارتفاعاً بنسبة 22% مقارنة بالثلاثة أشهر السابقة. وكان المحللون توقعوا أن تنتج الشركة 1954 سيارة كهربائية، وأن تبلغ مبيعاتها 1889 سيارة في المتوسط، وفقاً لتقديرات جمعتها "بلومبرغ".
العلاقة مع صندوق الاستثمار
وبشأن العلاقة مع "صندوق الاستثمارات العامة"، اعتبر رولينسون أن الشركة والصندوق يعتبران "شريكين مثاليين منذ وقت طويل"، مضيفاً: "نحن نتشارك رؤية طويلة المدى، ولدينا محفزات للنجاح"، مشدداً على أن الصندوق استثمر في الشركة "على المدى الطويل".
تابع أن العلاقة تتجاوز الاستثمار المالي، إذ "نحن حجر زاوية في تحقيق رؤية 2030 الجريئة"، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد من جهة، وتحويله إلى اقتصاد مستدام بيئياً بدل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
جمع أموال إضافية
الرئيس التنفيذي أشار إلى حاجة الشركة لجمع أموال إضافية، خصوصاً أن قطاع السيارات الكهربائية "يتميز بالحاجة إلى استثمارات كبيرة"، مضيفاً: "سنحتاج إلى جمع المزيد من الأموال، وسنفعل ذلك في الوقت المناسب مستقبلاً".
كافحت "لوسيد" التي يعد صندوق الاستثمارات العامة السعودية أكبر مساهم فيها بحصة تناهز 60% تقريباً، منذ إدراجها في البورصة عام 2021.
وخسرت شركة صناعة السيارات 30 سنتاً معدلاً للسهم في الربع الأول من السنة، وفقاً لبيان صادر عن الشركة، وكان ذلك أكبر من الخسارة البالغة 25 سنتاً المتوقعة في المتوسط في تقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ". ولكن الإيرادات البالغة 173 مليون دولار، كانت أعلى من التوقعات.
في مارس الماضي، ضخت شركة "أيار للاستثمار" إحدى شركات صندوق الثروة السعودي، مليار دولار في الشركة في صفقة اكتتاب خاص، وأصدرت الشركة أسهماً ممتازة جديدة قابلة للتحويل لشركة "أيار".
كما قررت شركة السيارات شطب نحو 400 وظيفة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يمثل نحو 6% من مجمل قوتها العاملة، وهو إجراء سبقها إليه العديد من شركات السيارات الكبرى مثل "تسلا" التي أعلنت الشهر الماضي عن تخفيض ما يصل إلى 10% من قوتها العاملة. كما قامت "ريفيان أوتوموتيف" بتسريح موظفين عدة مرات هذا العام.
وتتوقع "لوسيد" أن تتكبد تكاليف تتراوح بين 21 مليون دولار و25 مليون دولار بسبب خطة إعادة الهيكلة، على أن ينعكس الجزء الأكبر منها على قوائمها المالية في الربع الحالي.