تجاوز المؤشر 5600 نقطة للمرة الأولى

شركات التكنولوجيا تدفع مؤشر "إس آند بي 500" لأعلى مستوى في تاريخه

لافتة تحمل اسم شارع "وول ستريت" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل اسم شارع "وول ستريت" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدى الارتفاع في أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إلى صعود مؤشرات الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث لم تفعل تصريحات جيروم باول أمام الكونغرس الكثير لثني المتداولين عن الرهان على تخفيضات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

لأول مرة في تاريخه، تجاوز مؤشر "إس آند بي 500" مستوى 5600 نقطة، إذ أدى تجدد الرهان على الشركات العملاقة إلى دفع مؤشر الأسهم الأميركية نحو أطول مسيرة ارتفاع منذ نوفمبر، مع صعود سهم "إنفيديا" بأكثر من 2.5%، وشركة "أبل" على خلفية الأخبار التي تفيد بأنها تهدف إلى شحن المزيد من أجهزة "أيفون" الجديدة بنسبة 10% بعد عام 2023 المليء بالعقبات. 

ظلت سندات الخزانة مستقرة إلى حد ما، بعد بيع قوي بقيمة 39 مليار دولار لسندات آجالها 10 سنوات. يتم تسعير المقايضات بتخفيضين من بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024، ومن المرجح أن يأتي التخفيض الأول في سبتمبر.

وبينما تستعد وول ستريت لصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك، قال باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يحتاج إلى معدل تضخم أقل من 2% قبل خفض أسعار الفائدة، في حين أنه لا يزال أمام المسؤولين المزيد من العمل للقيام به.

وأضاف أن سوق العمل قد تباطأت "بشكل كبير"، مشيراً إلى "طرق جيدة يجب اتباعها" في تخفيف وتيرة خفض الميزانية لدى الاحتياطي الفيدرالي، مشدداً على أن العقارات التجارية لا تهدد الاستقرار المالي.

مقدمة نحو خفض سبتمبر

قال كريشنا جوها من "إيفر كور" (Evercore)، إن "الخلاصة الرئيسية من شهادته هي أن تقييم بنك الاحتياطي الفيدرالي لميزان المخاطر يتغير بطريقة إذا تم دعمها واستدامتها من خلال البيانات، فسوف تؤدي إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر".

صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1%، مرتفعاً لليوم السابع على التوالي، ليسجل رقمه القياسي السابع والثلاثين هذا العام. ارتفعت أسهم شركات تعدين الذهب والفضة بفضل الرهانات على اقتراب التيسير من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وكان أداء البنوك ضعيفاً، في وقت أوقفت شركة "ألفابت" الشركة الأم لـ"غوغل"، خططها للاستحواذ على شركة "هاب سبوت إنك"، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 4.28%. قال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، إن توقيت خفض سعر الفائدة لا يزال "سؤالًا مفتوحاً"، مما دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على خفض سعر الفائدة في أغسطس. وارتفعت أسعار النفط مع تزايد الطلب على البنزين ووقود الطائرات بسبب عطلة في الولايات المتحدة.

هدوء في الأسواق

اعتبر مارك هاكيت من "نايشون وايد" (Nationwide) إن الأسواق "لا تزال هادئة بشكل ملحوظ، على الرغم من تدفق البيانات المقرر هذا الأسبوع، بما في ذلك شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول، وتقارير مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين، وبداية موسم الأرباح".

ومن المتوقع أن يرتفع ما يسمى بمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، والذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة ويُنظر إليه على أنه مقياس أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.2% في يونيو للشهر الثاني. وهذا من شأنه أن يمثل أصغر ارتفاع متتال منذ أغسطس، وهي وتيرة أكثر قبولاً بالنسبة لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وقالت آنا وونغ من "بلومبرغ إيكونوميكس": "يبدو أن تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو هو تقرير آخر يمكن وصفه بأنه جيد جداً"، مضيفة أن "من شأنه أن يعزز ثقة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأن مسار التضخم". واعتبرت أنه "من المفترض أن يمهد ذلك الطريق أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر".

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرتش" (22V Research) أن 55% من المستثمرين يتوقعون أن السوق ستميل نحو المخاطرة في ردة فعلها على مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس، بينما قال 16% أنها "ستتجنب المخاطرة"، و29% رأوا أن ردة الفعل ستكون "مختلطة أو ضعيفة".

قال دينيس ديبوسشير من الشركة، إن "هناك تفاؤلاً بشأن التضخم بشكل عام"، مضيفاً أن الاستطلاع أظهر أيضاً أن المستثمرين يعتقدون أن "مؤشر أسعار المستهلكين يسير في مسار ملائم لبنك الاحتياطي الفيدرالي".

حالة عدم يقين

تحذر بعض مكاتب التداول من أن المستثمرين عليهم الاستعداد لنهاية محتملة في هذا الهدوء الغريب الذي يسود السوق مؤخراً.

تراهن سوق الخيارات على أن مؤشر "إس آند بي 500" سيتحرك بنسبة 0.8% في أي من الاتجاهين بعد تقرير يوم الخميس عن أسعار المستهلكين، بناءً على سعر السوق في ذلك اليوم، وفق ستيوارت كايزر، رئيس استراتيجية تداول الأسهم الأميركية في "سيتي غروب".

إذا حدث ذلك، فسيكون أكبر تحرك للمؤشر منذ 12 يونيو، وهو يوم آخر قراءة لمؤشر أسعار المستهلك وقرار سعر الفائدة.

قد تتزايد تقلبات السوق في الأيام والأسابيع المقبلة، وسط حالة من عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، وتعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبداية موسم أرباح الربع الثاني، وفق مارك هيفيل من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجكنت" (UBS Global Wealth Management).

تباطؤ أرباح "العظماء السبعة"

للمرة الأولى منذ عام 2022، قد لا تركز أرباح مؤشر "إس آند بي 500" على شركات التكنولوجيا فقط، مع تعليق نجاح الربع على كل شيء باستثناء شركات التكنولوجيا الضخمة، التي دفعت الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وفقاً لاستراتيجيين من "بلومبرغ إنتليجنس" بقيادة جينا مارتن آدامز.

وأضافوا أنه "في حين أن التوقعات الخاصة بالعظماء السبعة (ميتا، أبل، إنفيديا، أمازون، تسلا، ألفابيت، مايكروسوفت) لا تزال قوية، فمن المتوقع أن تتباطأ أرباحهم في الربع الثاني، تماماً كما قد يسجل بقية المؤشر أخيراً أول نمو على أساس سنوي في خمسة أرباع على الأقل". 

خلص الاستراتيجيون إلى أن مؤشر "العظماء السبعة" ربما يكون قد بلغ ذروته بالفعل، في حين أن أسهم المؤشر المتبقية قد تسجل أول توسع في أرباحها خلال ستة أرباع على الأقل.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك