تقلبت الأسهم الآسيوية في بداية تعاملات اليوم الأربعاء، وسط ارتفاعات جديدة للأسهم الأميركية، حيث قام المتداولون بتحليل تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول وضع اقتصاد الولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) لأسواق آسيا والمحيط الهادئ، رغم ارتفاع عدد الأسهم الصاعدة مقابل الأسهم المتراجعة. وارتفعت مؤشرات الأسهم في بورصتي هونغ كونغ واليابان، في حين انخفضت في أستراليا وكوريا الجنوبية والبر الرئيسي للصين. كما صعدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية.
وسجلت أسعار المستهلكين في الصين ارتفاعاً طفيفاً آخر في شهر يونيو، لتحوم قرب الصفر للشهر الخامس، في إشارة إلى أن الضغوط الانكماشية لا تزال تعرقل التعافي الاقتصادي. وظلت أسعار السلع "تسليم المصنع" عالقة في منطقة الانكماش.
تقدم مؤشر "إس آند بي 500" للجلسة السادسة على التوالي مع إقفال التداولات في البورصات الأميركية أمس الثلاثاء، وهي أطول سلسلة مكاسب له منذ يناير، حيث ظل المتداولون يراهنون على "الفيدرالي" سيخفض أسعار الفائدة هذا العام، كما سجل مؤشر "ناسداك 100" رقماً قياسياً.
تصريحات "الفيدرالي"
كان جيروم باول حريصاً على عدم تقديم جدول زمني لخفض أسعار الفائدة في تعليقاته للمشرعين الأميركيين أمس. ومع ذلك، أكد وجود علامات متزايدة على تباطؤ سوق العمل بعد أن أظهرت البيانات الحكومية ارتفاع البطالة للشهر الثالث على التوالي. وتفوّق أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل على الرهانات بأنها ستستفيد على الأرجح من تيسير السياسة النقدية.
وفي تصريحاته أفاد باول بأن الجهات الناظمة على وشك الاتفاق على تغيير الخطة المرتبطة بإجبار البنوك الكبرى على الاحتفاظ بمزيد من رأس المال، وهو فوز كبير لبنوك "وول ستريت". ويرتبط الإصلاح الشامل باتفاق "بازل 3"، وهو اتفاق دولي أعقب الأزمة المالية عام 2008، ويهدف إلى منع فشل البنوك وأزمات أخرى.
ورأى مايكل فيرولي، من "جيه بي مورغان تشيس"، أن خطاب باول "استمر في اتجاه إعداد السوق لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام"، مضيفاً أن "باول التزم إلى حد كبير بالنص عندما تعلق الأمر بالاقتصاد".
زخم في الصين
في نيوزيلندا، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتة. وانخفضت السندات الأسترالية في التعاملات المبكرة، مرددة تحركات سندات الخزانة طويلة الأجل.
ويستعد المتداولون لأن تبدأ سندات الصين في التراجع عن العائدات المنخفضة بشكل قياسي، حيث أصبح البنك المركزي الآن مسلحاً بـ"مئات المليارات" من اليوان من الأوراق المالية المتاحة للبيع.
انخفض سهم شركة "تشاينا فانك" (China Vanke Co) بعد أن حذّرت شركة بناء المنازل من أن الخسائر زادت بشكل كبير في الربع الثاني. ولم يطرأ تغير يذكر على أسهم شركة "سامسونغ" بعد أن أعلنت أكبر نقابة عمالية بالشركة إضراباً لأجل غير مسمى. وتنظم النقابة حالياً إضراباً لمدة ثلاثة أيام بدأت منذ الإثنين.
ارتفعت أسهم شركة "بايدو" (Baidu Inc) بنسبة تصل إلى 11% في هونغ كونغ، بعد ارتفاع الأسهم المتداولة في الولايات المتحدة بنسبة 8.5%. حيث يكتسب التاكسي ذاتي القيادة التابع للشركة ويحمل اسم "أبوللو روبوتاكسي" شعبية في الصين.
ماراثون أسهم التكنولوجيا
بدورها، احتفظت العملات بتحركات باهتة. وكان مؤشر قوة الدولار محدود النطاق، في حين ضعف الين الياباني مقابل الدولار. ولم يطرأ تغير يُذكر على مؤشر عملات الأسواق الناشئة أمس.
وصرحت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن سوق العمل لم تعد تقود التضخم في الاقتصاد الأميركي إلى الحد الذي كان عليه في وقت سابق عند التعافي من جائحة كورونا، مرددة تعليقات سابقة لرئيس البنك الفيدرالي.
وفي آسيا، دعت أكبر البنوك اليابانية بنك اليابان إلى إجراء تخفيضات كبيرة على مشترياته الشهرية من السندات خلال جلسات استماع للمشاركين في السوق في البنك المركزي، وفقاً لأشخاص حضروا الجلسات.
مالت أسواق "وول ستريت" نحو قطاع التكنولوجيا بشكلٍ غير مسبوق، مما يزيد المخاطر في حالة تعثر الارتفاع الذي يغذيه الذكاء الاصطناعي. وتوسعت تقييمات الأسهم، في حين يُتوقع أن يتباطأ نمو الأرباح.
يزيد ذلك من حالة عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين الذين يراهنون على أن صعود شركات التكنولوجيا الكبرى سيستمر، بحسب ليزا شاليت، من وحدة إدارة الثروات في "مورغان ستانلي"، التي تحذّر من "الزخم الممتد، وضعف عمق المعروض" في السوق.
قد يُظهر الارتفاع في أسهم الذكاء الاصطناعي علامات قليلة على التراجع، لكن المراجعة التاريخية تشير إلى أن الوقت قد حان لجني الأرباح في أكبر الشركات، وفقاً للاستراتيجيين في "سيتي غروب" بقيادة درو بيتيت.
وقالوا إن المشاعر تجاه الأسهم المنكشفة على الذكاء الاصطناعي هي الأقوى منذ عام 2019، ومن المتوقع أن يفوق التدفق النقدي الحر في الجزء الأكبر من تلك الشركات توقعات المحللين.