قادت أسهم الشركات المالية المكاسب

مؤشرات الأسهم الأميركية عند أعلى مستوياتها بعد تصريحات باول

متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك ، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك ، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أغلقت مؤشرات الأسهم في وول ستريت عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، ولم تفعل تصريحات جيروم باول أمام الكونغرس سوى القليل لتغيير الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادراً على خفض أسعار الفائدة هذا العام.

قادت أسهم الشركات المالية المكاسب يوم الثلاثاء، مع ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" للجلسة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة مكاسب منذ يناير.

وتفوق أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل على الرهانات على أنها ستستفيد على الأرجح من تخفيف السياسة. كان باول حريصاً على عدم تقديم جدول زمني لخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، أكد على وجود علامات متزايدة على تباطؤ سوق العمل، بعد أن أظهرت البيانات الحكومية ارتفاع البطالة للشهر الثالث على التوالي.

قال مايكل فيرولي، من "جيه بي مورغان تشيس" إن "الخطاب اليوم استمر في التحرك نحو إعداد السوق لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام"، مضيفاً أن "باول التزم إلى حد كبير بالنص عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، ولم يتم الرد على العديد من الأسئلة حول الاقتصاد، ولكنه أجاب بدلاً من ذلك عن أسئلة مرتبطة بمعيار بازل".

قال باول إن المنظمين على وشك الاتفاق على تغيير خطتهم المرتبطة بإجبار البنوك الكبرى على الاحتفاظ بمزيد من رأس المال، وهو فوز كبير لمقرضي وول ستريت. ويرتبط الإصلاح الشامل باتفاق "بازل 3"، وهو اتفاق دولي أعقب الأزمة المالية عام 2008، ويهدف إلى منع فشل البنوك وأزمات أخرى.

سجل مؤشر "إس آند بي 500" رقمه القياسي السادس والثلاثين هذا العام. وارتفعت أسهم "جي بي مورغان تشيس" و"سيتي غروب" و"ويلز فارغو". ورفعت شركة "تسلا" و"إنفيديا" أسهم الشركات العملاقة، في حين هبطت أسهم "أوراكل" عندما قال إيلون موسك إن شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستعتمد بشكل أقل على التكنولوجيا السحابية الخاصة بصانع البرمجيات.

قلصت سندات الخزانة خسائرها بعد بيع قوي بقيمة 58 مليار دولار لسندات آجالها ثلاث سنوات، على الرغم من أن تراجع السندات الأوروبية أدى إلى كبح السوق. واصل متداولو المبادلة توقع تخفيضين في أسعار الفائدة في عام 2024.

ردود فعل وول ستريت على باول

أشار بيتر بوكفار من "ذا بوك ريبورت" إلى أن باول يحافظ على وجهة نظره الأكثر توازناً بشأن التوقعات الاقتصادية والتفويضين اللذين يركز عليهما، ولكن مع إبقاء الباب مفتوحاً بشأن التخفيف"، مضيفاً "لقد أصبحت أكثر ثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر".

اعتبر كريشنا جوها من"إيفركور" إن "البعض كان يأمل في الحصول على إشارة أقوى لخفض أسعار الفائدة، إلا أننا نقرأ تعليقاته (باول) على وجه الخصوص حول ميزان المخاطر المتطور باعتباره متشائماً، ونرى أنه يواصل وضع الأسس لخفض محتمل في سبتمبر، مع توفير البيانات الواردة، وخاصة التضخم يوم الخميس، الدعم لتقييم الفيدرالي".

أما أندرو برينر من "نات آليانس سيكيوريتيز" فاعتبر أن باول كان "أكثر حيادية مما توقعته السوق. ونتوقع شهادة مماثلة غداً، مع حركة محتملة كبيرة في أسعار الفائدة بعد مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس".

قال إيان لينجن وفيل هارتمان من "بي أم أو كابيتال ماركيتس" إن "سوق أسعار الفائدة الأميركية تراجعت، في خطوة كانت تتعلق بتنازلات العرض أكثر من أي شيء قاله باول (أو لم يقله)".

وأضافا أن باول "تمسك بالنص. تجاهلت السوق أي انحراف طفيف، وتحولت بسرعة إلى التركيز على العرض الذي يلوح في الأفق، مع إشارة إلى حقيقة أنه يمكن تقديم امتياز أكبر في المنحنى".

وقال كريس لاركن من "إي ترايد" في "مورغان ستانلي" إن باول "اعترف بأن إبقاء أسعار الفائدة عالية لفترة طويلة جداً قد يعرض الاقتصاد وسوق العمل للخطر، الأمر الذي قد يكون شجع المستثمرين المتحمسين لخفض أسعار الفائدة. لكن باول كرر أيضاً شعاره بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال ينتظر المزيد من الأدلة على أن التضخم يهدأ بشكل موثوق قبل أن يتحرك".

بيتر ويليامز من "22 في ريسرتش" اعتبر أن "باول يحافظ على ثبات السفينة. وكانت شهادة الرئيس باول المعدة سلفاً متوازنة"، وأضاف أن تخفيض "شهر سبتمبر يظل مشروطاً، وإن كان مؤقتاً بشكل ملحوظ أكثر من السعر الحالي. ولكن مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بموازنة المخاطر، فإن المفاجآت الصعودية لسوق العمل أو بيانات التضخم، قد تؤدي إلى تأخير التخفيض الأول".

أما ستيفن براون من "كابيتال إيكونوميكس" فاعتبر أن باول يترك "كل الخيارات مفتوحة"، مضيفاً: "تبدو النغمة المحايدة للبيان الافتتاحي متعارضة مع النغمة الأضعف لبيانات النشاط الأخيرة، لذا نشعر بأن خفض سعر الفائدة في سبتمبر لا يزال ممكناً إلى حد كبير".

نوبة تقلبات

قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن سوق العمل لم تعد يقود التضخم في الاقتصاد الأميركي بالوتيرة نفسها التي كانت عليها في وقت سابق من فترة التعافي من وباء كورونا، مرددة تعليقات سابقة لباول.

إلا أن مكتب التداول في "جيه بي مورغان" حذر المستثمرين، وطالبهم بالاستعداد لنوبة من التقلبات في سوق الأسهم هذا الأسبوع، بعد فترة طويلة من الهدوء.

يراهن سوق الخيارات على أن مؤشر "إس آند بي 500" سيتحرك بنسبة 0.9% في أي من الاتجاهين بحلول يوم الخميس، بناءً على سعر الأصول التي تنتهي صلاحيتها في ذلك اليوم، وفقًا لأندرو تايلر، رئيس مكتب التداول لمعلومات السوق الأميركية.

سيتم الإعلان عن أحدث مؤشر لأسعار المستهلك قبل تلك الجلسة، مما قد يؤدي إلى تحرك، مع مراهنة المتداولين على تباطؤ التضخم، مما يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2024.

"قاعدة سهم"

يراقب المتداولون المجازفون عن كثب مؤشر الركود الإرشادي المعروف باسم "قاعدة سهم" بعد أحدث بيانات الوظائف.

تم وضع هذه القاعدة قبل بضع سنوات فقط في عام 2019، لكنها أشارت بدقة إلى بداية الركود منذ عام 1970.

ومع بقاء الأسهم الأميركية بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتطلع المتداولين إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام، تضاءلت احتمالات الركود، مع تصاعد احتمالات الهبوط الناعم. لكن أي علامة على وجود تصدعات في سوق العمل، يمكن أن تتحدى تلك الثقة، مما يجبر التجار على إعادة النظر في مواقفهم.

مالت وول ستريت نحو قطاع التكنولوجيا إلى درجة تاريخية، مما يزيد من المخاطر في حالة تعثر الارتفاع الذي يغذيه الذكاء الاصطناعي. لقد توسعت التقييمات، في حين أن نمو الأرباح من المتوقع أن يتباطأ.

وهذا يزيد من عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين الذين يراهنون على أن صعود شركات التكنولوجيا الكبرى سيستمر، وفق ليزا شاليت من وحدة إدارة الثروات في "مورغان ستانلي"، التي تحذر من "الزخم الممتد، وضعف الاتساع والرضا عن النفس" في السوق.

قد يُظهر الارتفاع في أسهم الذكاء الاصطناعي علامات قليلة على التراجع، لكن المراجعة التاريخية تشير إلى أن الوقت قد حان لجني الأرباح في أكبر الشركات، وفقاً للاستراتيجيين في "سيتي غروب" بقيادة درو بيتيت.

وقالوا إن المشاعر تجاه الأسهم المنكشفة على الذكاء الاصطناعي هي الأقوى منذ عام 2019، ومن المتوقع أن يفوق التدفق النقدي الحر في الجزء الأكبر من تلك الشركات توقعات المحللين.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك