يعكف المزارعون الأميركيون على تخزين الذرة بأكبر قدر منذ عام 1988، فيما يراهن المستثمرون على استمرار ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وسط توقعات الأسواق بنقص الإمدادات خلال الشهور المقبلة. وتنذر قوة الإعصار "بيريل" المفاجئة بحلول موسم أعاصير عنيف للغاية في وقت مبكر بالمحيط الأطلسي.
كل هذا وأكثر نستعرضه في 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول، كالآتي:
الذرة
يحتفظ مزارعو الذرة الأميركيون بأكبر مخزون من حبوب الذرة في مزارعهم منذ 1988، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الأسعار. وامتنع المزارعون الأميركيون (أكبر منتجي الذرة حول العالم) عن البيع المبكر في بداية الموسم، بعدما هبطت أسعار حبوب الذرة الأساسية إلى 4 دولارات للبوشل لأول مرة منذ 2020.
وحصل المزارعون الأميركيون على ميزة تنافسية في سوق الذرة العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، في ظل حرب روسيا على أوكرانيا ومشكلات الطقس في أميركا الجنوبية.
المعادن الأساسية
أصبح إنتاج الزنك والرصاص من الصين (أكبر مورد حول العالم) في بؤرة الاهتمام، حيث يقيم المستثمرون أثر تطبيق تخفيضات أكبر للإنتاج في مصاهر البلاد بعدما تراجعت رسوم المعالجة الفورية بصورة كبيرة، وتعتبر هذه الرسوم مقياساً لحساب هامش الربح.
تراجع ما يسمى برسوم المعالجة أو (TC) لمركزات الزنك لأدنى مستوى منذ 2016، بينما هبطت تكاليف الرصاص الخام لأدنى مستوى لها منذ 2018 وسط نقص عالمي في إمدادات المناجم. ويُنظر إلى ذلك على أنه سيدعم أسعار المعدنين الأساسيين.
الغاز الطبيعي
ارتفعت الرهانات على زيادة أسعار الغاز الأوروبي وسط قناعة السوق بأن الإمدادات ستعاني من النقص. وأصبح صافي المراكز الشرائية لعقود الغاز الهولندية القياسية التي تحتفظ بها صناديق الاستثمار عند أعلى مستوى منذ نوفمبر 2021، بحسب أحدث البيانات من شركة "إنتركونتيننتال إكستشينج".
تشير الرهانات على صعود الأسعار إلى أن السوق ما زالت شديدة الحساسية لاحتمال نقص الإمدادات، كما يتزامن ذلك مع تحوط مزيد من تجار الغاز الأميركيين ضد مخاطر صادرات الغاز بالولايات المتحدة ورصد تغيرات الطلب الأوروبي، في ظل وجود علاقة بين مؤشرات التداول على جانبي المحيط الأطلسي.
النفط
شهد مخزون النفط الخام الأميركي أكبر انخفاض أسبوعي منذ ما يقارب سنة، وذلك جراء سحب 12.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 28 يونيو الماضي، بحسب بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
يأتي انخفاض الإمدادات في ساحل الخليج الأميركي وسط ارتفاع الصادرات وتراجع الواردات. وصعدت العقود المستقبلية للخام بأكثر من 14% منذ بلوغها أدنى مستوياتها في أوائل يونيو الماضي، وتسهم تغيرات المخزونات علاوة على البيانات التي تتوقع صعود أسعار البنزين بزيادة أسعار النفط في بداية موسم الطلب الصيفي بأميركا الشمالية.
العواصف
خلف الإعصار "بيريل" دماراً في منطقة البحر الكاريبي وشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية بينما يشق طريقه نحو خليج المكسيك. اتسم الإعصار بقوته في البداية، إذ تجاوزت سرعة الرياح مقياس "سافير-سيمبسون" المكون من 5 درجات ليبلغ قوة نادرة من الفئة الخامسة عند نقطة معينة.
يعتبر "بيريل" أقوى عاصفة تمر على المحيط الأطلسي بوقت مبكر من الموسم، ونظراً لموقع تكوينه في أعماق المناطق الاستوائية فإنه يشير إلى أن موسم الأعاصير سيكون نشطاً بصورة استثنائية في ظل ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
ويُعد "بيريل" أحدث مؤشر على مدى تسبب الحرارة الشديدة الناجمة عن التغيرات المناخية في كوارث الطقس حول العالم.
