تخطط أكبر شركة نفط صينية للتحول إلى كبرى شركات الحفر في العالم خلال العام الجاري، بدافع من مخاوف الصين بشأن الاعتماد على الموردين الأجانب، في وقت تقول فيه الحكومة الصينية إن طلبها على النفط آخذ في التراجع.
وقالت "بتروتشاينا" يوم الخميس في نتائجها السنوية، إنها تخطّط لنفقات رأسمالية سنوية بقيمة 239 مليار يوان (37 مليار دولار)، وهو رقم أكبر مما ستنفقه الشركات العالمية الكبرى بما في ذلك شركات "أرامكو" السعودية و"إكسون موبيل" و"شل"، التي تخفض الإنفاق في ظل التعامل مع تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها في أسعار النفط والطلب على الوقود.
ويعني تعافي الصين السريع من الوباء أن طلبها على النفط والغاز قد تعافى تماماً من "الغيبوبة" التي نجمت عن الوباء في أوائل عام 2020، ويواصل الرئيس جين بينغ جعل أمن الطاقة أولوية قصوى، إذ دعت الحكومة في وقت سابق من هذا الشهر إلى زيادة الإنتاج المحلي من الفحم والنفط والغاز على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو جهد يتعارض ظاهرياً مع خطة بينغ طويلة الأجل لإزالة الكربون من الاقتصاد.
طلب متزايد
وقال دوان ليانغوي، وهو رئيس "بتروتشاينا" المنتهية ولايته، في مؤتمر عبر الهاتف يوم الخميس، إن طلب البلاد على النفط الخام وصل بالفعل إلى مستوى مستقر نسبياً، وسيبلغ استهلاك المنتجات المكررة الذروة، وبعد ذلك خلال العقد المقبل ستبدأ الانخفاض. ولا يزال من المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز الطبيعي، وهو أحد أنواع الوقود الأحفوري الأنظف، وتركز شركة "بتروتشاينا" على عمليات التنقيب في هذا المجال.
وتخصّص "المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري" (Cnooc Ltd) التي تعد أكبر شركة حفر بحرية في البلاد، نحو 90-100 مليار يوان للإنفاق لهذا العام، مقارنة بأقل قليلاً من 80 ملياراً عام 2019، وهي الأرقام التي لا تزال قابلة للتعديل، حسب ما ذكره رئيس مجلس الإدارة وانغ دونغ جين خلال مكالمة حول أرباح الشركة السنوية أمس.
ورغم ذلك فإن خطة النفقات الرأسمالية الرائدة عالمياً لشركة "بتروتشاينا" لا تقارَن بمستويات ما قبل الجائحة، إذ كانت الشركة تعتزم إنفاق 295 مليار يوان العام الماضي، قبل أن تؤدي عمليات الإغلاق التي بدأت في يناير إلى شلل الاقتصاد. وانتهى الأمر بتخصيصها نحو 246 مليار يوان.
واضطُرّت شركتا "بتروتشاينا" و"المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري"، إلى جانب شركة "سينوبك" الشركة الثالثة في الصين في هذا القطاع، إلى خفض الإنفاق مع تأثر أسعار النفط بتأثير من الوباء في عام 2020. وكان النفط الخام انتعش خلال هذا العام وسط تخفيضات الإنتاج والتفاؤل بأن اللقاحات ستساعد في إنعاش الطلب. وتعتزم "سينوبك" الإعلان عن أرباحها يوم الأحد.
الطاقة الخضراء
وبغض النظر عن تركيزها على الوقود الأحفوري، لا يزال من المتوقع أن تساعد شركات النفط العملاقة في الصين البلاد على تحقيق هدفها الطموح المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. ولم تحدّد "بتروتشاينا" أهدافها بخصوص الإنفاق على الطاقة الخضراء يوم الخميس، على الرغم من أنها قالت إنها تخطّط لزيادة هذا الإنفاق تدريجياً كل عام، بدايةً من هذا العام فصاعداً.
وتتطلع الشركة إلى بلوغ ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2025، وتحقيق انبعاثات "قريبة من الصفر" بحلول عام 2050، على الرغم من أنها لم تحدّد ما إذا كان ذلك يتعلق فقط بعملياتها الخاصة، أو ما إذا كان يتضمن التحدي الأكبر المتمثل في محاسبتها عن الانبعاثات من الوقود الذي تبيعه.
وقال رئيس مجلس الإدارة داي هوليانغ إن الشركة تخطّط للاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية وموارد الطاقة الحرارية الأرضية وتعزيز الاستخدام الصناعي للهيدروجين.
من جانبها قالت "المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري" إنها ستزيد نسبة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 30% بحلول عام 2025، وستوسّع أعمالها في مجال طاقة الرياح البحرية في السنوات المقبلة.