سوق الدين الآسيوية تقترب من رقم قياسي لإصدارات السندات الدولارية

يعمل المقترضون الآسيويون على زيادة مبيعات الديون بالدولار الأمريكي مجدداً، ويوشكون على تجاوز قيمة إصدارات العام الماضي قبل نحو شهر ونصف من نهاية عام 2020.

وباع المُصدرون في آسيا، باستثناء اليابان، أوراق دين بالعملة الأمريكية تتجاوز قيمتها 323 مليار دولار منذ بداية العام، مقارنة بـ 326 مليار دولار خلال عام 2019 بالكامل، وهو أعلى رقم على الإطلاق وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وأشعل المقترضون الصينيون فتيل هذه الخطوة في الأسبوع الماضي عقب فترة هدوء أولية تلت نتائج الانتخابات الأمريكية.

عالمياً.. باع المقترضون مبالغ ديون غير مسبوقة خلال العام الحالي، في محاولتهم الاستعداد لتلافي آثار الوباء والاستفادة من تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية. انتعشت أسواق الائتمان إلى حد كبير منذ نهاية شهر مارس على خلفية مبالغ التحفيز التي ضخها الاحتياطي الفيدرالي، لكن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات بفيروس كورونا في العديد من الدول يُبقي المستثمرين في حالة توتر، حتى عند أخذهم لنتائج لقاحات الفيروس بعين الاعتبار.

أعلى معدلات منذ 2011

تستمر الأوراق المالية بالدولار والقادمة من آسيا في تقديم عوائد أعلى من نظيرتها الأمريكية، لأن المقترضين الآسيويين لا يستفيدون مباشرةً من شراء سندات الاحتياطي الفيدرالي. تدفع هذه السندات غير المرغوب بها فروقات في العوائد يصل متوسطها إلى 300 نقطة أساس أكثر من نظيرتها الأمريكية وتكاد تلامس أعلى معدلاتها منذ عام 2011.

ينبغي أن يركز المستثمرون على العوائد الأعلى تاريخياً لكل من سندات الاستثمار وسندات الدولار الآسيوية مقارنة بنظيرتها في أماكن أخرى، على حد تعبير أوين غاليمور، مدير استراتيجية الائتمان في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة المسؤولية.

من المحتمل أن يستمر التزام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسياسة نقدية فضفاضة بما يدفع إصدارات السندات المؤسساتية حول العالم لمواصلة الصعود. أشار البنك المركزي في شهر سبتمبر إلى أن معدلات الفائدة قد تبقى بالقرب من الصفر لثلاث سنوات على الأقل، بعد أن أطلق الوباء أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد الكبير.

في آسيا، يقول المحللون والمصرفيون إنهم يتوقعون بقاء مبيعات الديون مرتفعة حتى بعد بداية عام 2021. هناك سندات كثيرة تحل مواعيد استحقاقها في العام القادم، كما أن تكاليف الاستدانة لا تزال أقل بكثير من متوسط خمس سنوات. وفي وقت سابق من هذا الشهر توقعت مجموعة غولدمان ساكس أن تصل مبيعات المصدرين الآسيويين بالدولار واليورو والين إلى رقم قياسي مجدداً في العام المقبل.