فك حظر التداول على وحدات العملات المشفرة البديلة يهدد بانخفاض أسعارها

خروج المؤسسين يعجل بشتاء "العملات المشفرة البديلة"

شعار  رمز "سولانا" المشفر في محفظة "بلاك باك" للعملات المشفرة تظهر على هاتف محمول  معروض في لندن في المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شعار رمز "سولانا" المشفر في محفظة "بلاك باك" للعملات المشفرة تظهر على هاتف محمول معروض في لندن في المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يبدو أن عمليات البيع التي يقوم بها المستثمرون الأوائل والمؤسسون في مختلف المشروعات تساعد في التعجيل بقدوم "شتاء قطاع التشفير" بالنسبة للعملات الرقمية مثل عملات "أفالانش" و"DYDX" و"PYTH"، المعروفة اختصاراً باسم العملات المشفرة البديلة.

منذ بلوغ "بتكوين" ذروتها في مارس الماضي، انخفض رأس المال السوقي للعملات البديلة باستثناء "إيثر" أو العملات المستقرة "ستيبل كوين" بنحو 30%، وفقاً لبيانات موقع "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap) لتتبع بيانات سوق العملات المشفرة.

في بداية ظهور العملات الرقمية، أُطلق لقب "العملات البديلة" (altcoins) على جميع الرموز المميزة التي صدرت إلى جانب "بتكوين"، لأنها كانت بديلةً للعملة الرقمية الأصلية، والتي لا تزال تستحوذ على أكثر من 50% من سوق الأصول الرقمية المقدرة بنحو 2.4 تريليون دولار.

تم فتح التداول على جزء من رموز تلك المشاريع هذا العام وأصبح "غير مغلق"، وهو ما يعني بشكل أساسي أن شركات رأس المال الجريء ومؤسسي تلك المشاريع يمكنهم أخيراً بيع الأصول الرقمية التي حصلوا عليها قبل سنوات كمقابل لاستثمارهم في مشاريعها أو الأعمال التي أسهموا بها.

فتح التداول وهبوط الأسعار

مع تعافي سوق العملات الرقمية من شتاء التشفير، أو الانخفاض طويل الأجل في الأسعار، قبل عامين، فإن الانتعاش يجعل من الفترة الحالية فترة مناسبة للبيع بالنسبة للعديد ممن استثمروا في تلك العملات منذ زمن طويل.

من بين 138 رمزاً مميزاً تتتبعها شركة الأبحاث "توكن أنلوكس" (TokenUnlocks)، فُتح التداول على وحدات لدى 120 رمزاً هذا العام، بإجمالي قيمة سوقية تصل إلى 58 مليار دولار.

قال إدوارد تشين، المؤسس المشارك لشركة "باراتاكسيس كابيتال" (Parataxis Capital): "نظراً لأن هذه الفترة التي يُفتح فيها التداول معلنة والجميع على علم بها، يمكن أن يتفاقم رد الفعل بهبوط الأسعار حيث يتطلع الحائزون من غير شركات رأس المال الجرئ إلى استباق موجة البيع المتوقعة من قبل تلك الشركات التي فُتح التداول على محافظها". و"يمكنك أيضاً أن ترى التأثير النهائي لهذا الهبوط في سوق خارج المقصورة، حيث يجري تكليف الوسطاء في كثير من الأحيان بعرض الرموز المغلقة بخصومات كبيرة على أسعارها الفورية من قبل المستثمرين الأوائل أو الموظفين الذين يتطلعون إلى الحصول على سيولة نقدية، وغالباً ما تتجاوز نسبة الخصم 40% من الأسعار الفورية".

التسابق على جني الأرباح

على الرغم من أن البيع القائم على فك حظر التداول هو على الأرجح أحد العوامل المساهمة في ذلك، انخفض سعر عملة "DYDX"، وهي الرمز المميز المرتبط ببورصة العملات الرقمية التي تحمل الاسم نفسه، بأكثر من النصف منذ منتصف مارس، وفقاً لمنصة "كوين ماركت كاب".

وحدث الأمر نفسه مع عملة "AVAX"، وهي الرمز المميز لبورصة "أفالانش" (Avalanche)، في حين هبط سعر عملة "بيث" "PYTH" إلى الثلث، وفقاً لموقع تعقب البيانات. تقول شركة "توكن أنلوكس" إن جميع العملات المشفرة الثلاثة شهدت عمليات فك لحظر التداول في مايو.

عمليات فك حظر التداول ساعد في الواقع على زيادة الأسعار في 2023، غير أن تاناوات تشيوهاوان، الرئيس التنفيذي لشركة "توكن أنلوكس" يقول: "أصبح كل من أصحاب رأس المال المغامر والمشاركين في السوق أكثر وعياً بعمليات فك حظر التداول على وحداتالعملات المشفرة وبيانات جانب العرض. يلجأ معظم المشاركين في السوق إلى جني المكاسب قصيرة الأجل ولا يحتفظون بحيازاتهم للحصول على مكاسب طويلة الأجل من العملات البديلة بعد فك الحظر".

العملات الأصغر أكبر الخاسرين

من بين ما يقرب من 90 أصلاً من الأصول الرقمية، بخلاف العملات المستقرة "ستيبل كوين"، التي تُتابع على البورصات المركزية، سجلت 12 فقط عوائد إيجابية منذ 14 مارس، وهو اليوم الذي وصلت فيه "بتكوين" إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما سجل 81 أصلاً عوائد سلبية، وفقاً لشركة تحليل البيانات "سي سي داتا" (CCData).

انخفض سعر "بتكوين" بحوالي 12% منذ وصوله إلى ما يقرب من 74000 دولار، في حين انخفضت أسعار 61 من أكبر 100 عملة رقمية بأكثر من 25%. وأظهرت بيانات "سي سي داتا" أن 23 من الأصول الرقمية انخفضت بأكثر من 50%.

كذلك لعبت عوامل أخرى دوراً في انخفاض أسعار العملات الرقمية البديلة. وقال تشين إن العديد منها مرتبط بأسعار العملات الرقمية الرئيسية مثل "إيثر" أو "سولانا"، وعندما تنخفض هذه العملات، عادةً ما تكون العملات الرقمية البديلة الأصغر حجماً هي أول العملات التي تباع. لكنه قال إن عمليات إعادة فتح التداول على العملات المغلقة تفاقم من ضغوط البيع.

قال خبير اقتصاد الرموز المشفرة ليكس سوكولين، المؤسس المشارك لشركة "جنيريتيف فنتشرز" (Generative Ventures): "إن حركة السوق غريبة في الوقت الحالي، حيث إن العديد من المشاريع الأساسية للعملات المشفرة التي مولها المستثمرون أثناء السوق الهابطة وصلت الآن إلى مرحلة إطلاق عملاتها الرمزية، ولكن لا يوجد الكثير من المشترين الذين ينتظمون على شراء هذه الرموز بأسعار مرتفعة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك