شركة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي فقدت أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية في يومين

"إنفيديا" تقود مؤشرات الأسهم الأميركية للهبوط مع انتهاء صلاحيات العقود الآجلة

تجار في قاعة التداول ببورصة نيويورك - الشرق/بلومبرغ
تجار في قاعة التداول ببورصة نيويورك - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لم يترك انتهاء آجال عقود الخيارات في وول ستريت متداولي الأسهم أكثر حذراً فحسب، بل دفع أيضاً أحد قادة السوق الصاعدة إلى رحلة جامحة، كما ارتفع حجم التداول في نهاية التداولات.

وتشير التقديرات إلى أن آجال عقود مشتقات بقيمة 5.5 تريليون دولار ستنتهي خلال "الاستحقاق الثلاثي" الفصلي الذي تنتهي فيه صلاحيات عقود المشتقات المرتبطة بالأسهم وخيارات المؤشرات والعقود الآجلة. تم تداول نحو 18 مليار سهم في البورصات الأميركية يوم الجمعة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وهذا أعلى بنسبة 55% من متوسط الحجم في ثلاثة أشهر.

هذه المرة، لعبت شركة "إنفيديا كورب" دوراً إضافياً. إذ كانت قيمة العقود المرتبطة بشركة صناعة الرقائق المقرر استحقاقها يوم الجمعة هي ثاني أكبر قيمة من أي أصل أساسي، متخلفة فقط عن مؤشر "إس آند بي 500". وتزامن انتهاء الآجال مع إعادة "إس آند بي داو جونز إنديسيز" (S&P Dow Jones Indices) مراجعة المؤشر الدورية.

يرى ستيف سوسنيك من "إنتر أكتف بروكرز" (Interactive Brokers) أن عملية إعادة التوازن "الرئيسية" كان من المقرر أن تتم في مؤشر قطاع التكنولوجيا (Technology Select Sector Index)، وهو المؤشر القياسي لصندوق "XLK" المتداول في البورصة البالغة قيمته 80 مليار دولار.

وزن "إنفيديا" يرتفع على حساب "أبل"

وأشار إلى أن "وزن (إنفيديا) النسبي سيرتفع بشكل كبير، على حساب (أبل) في الغالب"، و"بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لأسهم التكنولوجيا الضخمة بشكل عام - و(إنفيديا) على وجه الخصوص- على مؤشرات السوق الواسعة، فمن الطبيعي أن يشعر المتداولون بالقلق بشأن التحركات الضخمة في وقت متأخر من اليوم".

ومع اختفاء العقود، يقوم المستثمرون بتعديل مراكزهم، مما يضيف موجة من السيولة قادرة على تحرك أسعار الأسهم بشكل فردي. انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى نحو 5465 نقطة وسط ارتفاع في حجم التداول. بالكاد عوض سهم "إنفيديا" انخفاضه البالغ 5% تقريباً قبل هبوط سعره مرة أخرى. وخسرت الشركة أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية في يومين، وتراجع سعر سهم "أبل" أيضاً.

استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.25%. وأغلقت علاوة المخاطرة في فرنسا مقارنة بنظيرتها الألمانية عند أعلى مستوياتها منذ 2012.

استثمارات قياسية في أسهم التكنولوجيا

قال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" إن جنون الذكاء الاصطناعي المستمر الذي جعل شركة "إنفيديا" لفترة وجيزة الشركة الأعلى قيمة في العالم هذا الأسبوع أدى أيضاً إلى استقبال صناديق التكنولوجيا استثمارات قياسية، إذ استقبلت نحو 8.7 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 19 يونيو، وفقاً لمذكرة من البنك نقلاً عن بيانات "EPFR Global".

من جهته، قال الخبير الاستراتيجي مايكل هارتنت: "إن شعار (كل الطرق تؤدي إلى إنفيديا) عاد من جديد مع تعثر أوروبا وسط الاضطرابات السياسية في فرنسا. ومع ذلك، في حين لا يزال المستثمرون يشعرون أنهم بحاجة إلى المزيد من التعرض للأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، فإن جميع شركات تخصيص الأصول تشعر بالقلق إزاء مخاطر تركيز الأسهم".

في هذا الإطار، يقول كيث ليرنر من "ترويست أدفايزوري سرفيسز" (Truist Advisory Services) إن شركته تعمل على خفض تصنيف قطاع التكنولوجيا إلى "الحياد" بعد أن تفوق أداء الصناعة إلى حد كبير على مؤشر "إس آند بي 500" منذ دعوتهم لزيادة الأوزان في نوفمبر.

وأشار ليرنر إلى أنه "على الرغم من أنه لا يزال لدينا رؤية إيجابية طويلة المدى للتكنولوجيا، إلا أن القطاع يبدو مجهداً على المدى القصير، ولن نوصي بالشراء في هذا القطاع". و"ومع ذلك، يبدو القطاع بعيداً عن منطقة الفقاعة، كما نتوقع استمرار الرياح المواتية للذكاء الاصطناعي".

تقلبات منتظرة

جاء الحدث المرتبط بالخيارات يوم الجمعة في منعطف حرج لعمليات التمركز في الأسواق للنصف الثاني من 2024، والخطوات التالية المرتقبة للاحتياطي الفيدرالي. وأظهرت البيانات أن نشاط أعمال الخدمات في الولايات المتحدة انتعش في وقت مبكر من هذا الشهر بأسرع وتيرة في أكثر من عامين. وبشكل منفصل، انخفضت مبيعات المنازل القائمة للشهر الثالث على التوالي.

قالت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "يجب على المستثمرين أن يستعدوا للدراما. يبدو أن النصف الثاني من 2024 سيكون بمثابة فترة انتقالية وسيشهد تقلبات". و"القرارات التي يتخذها المستثمرون الآن ستكون أساسية لتجاوز هذه الفترة بفعالية".

يقول جون ستولتزفوس، من شركة "أوبنهايمر أسيت مانجمنت"، إنه لا يزال إيجابيا حيال آفاق الأسهم، حيث تظهر احتمالات تحسين الأساسيات هذا العام إمكانية تحقيقها.

وأضاف: "ومع ذلك، فإن التاريخ يبين لنا أن أسعار الأسهم وفئات الأصول الأخرى لا ترتفع في خط مستقيم، بل تميل إلى تسلق (حائط القلق) الذي يُضرب به المثل، الأمر الذي يتطلب التنويع الحكيم، والصبر، والتعامل مع المخاطر والتقلبات بالنسبة للمستثمرين الأفراد والانضباط بالنسبة للمستثمرين المحترفين".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آندبي 500" بنسبة 0.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%
  • هبط سعر "بتكوين" 1.2% إلى 64301.01 دولار
  • تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.6% إلى 2322.32 دولار للأونصة
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك