يدرس بنك "لازارد" عدة فرص للاستحواذ على شركة ائتمان خاصة، للمساعدة في توسيع أعمال ذراع إدارة الأصول البالغة قيمتها 250 مليار دولار، ليصبح أحدث بنوك وول ستريت التي تسعى إلى تحقيق تقدم في هذا القطاع النشط.
البنك سيكون حذراً، لكنه "في هذا المزيج، يقوم بتقييم الكثير من الخيارات" في الأسواق الخاصة، بحسب ما صرح الرئيس التنفيذي بيتر أورزاغ في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الخميس. أضاف أنه من المرجح أن يستحوذ "لازارد" على شركات تعمل في مجال الائتمان الخاص والبنية التحتية والعقارات، ومجالات أخرى في الأسواق الخاصة حيث ليس لديه وجود كبير بعد.
تابع أورزاغ: "سنكون حذرين للغاية بينما نمضي في هذا الأمر، سواء في ما يتعلق بالتسعير -للتأكد من أنه من مصلحة المساهمين القيام ببعض عمليات الاستحواذ هذه- وأيضاً في ما يتعلق بالثقافة". وأوضح: "السبب وراء ذلك أنه يمكنك الحصول على شيء ما بسعر مناسب، وإذا لم يكن هناك توافق ثقافي جيد، فلن ينجح الأمر".
مضاعفة الإيرادات بحلول 2030
قال أورزاغ، الذي تولى زمام الأمور في البنك الاستثماري الذي بلغ عمره 175 عاماً تقريباً في أواخر العام الماضي، إنه يأمل في مضاعفة الإيرادات بحلول عام 2030، مع تقسيم الزيادة بين الذراع الاستشارية ووحدة إدارة الأصول التابعة له.
"لازارد" ليس البنك الوحيد في وول ستريت الذي يسعى للتوسع في الأسواق الخاصة كوسيلة لتعزيز الإيرادات. يتطلع "بنك جيه بي مورغان تشيس آند كو" إلى شراء شركة ائتمان خاصة يمكنها تعزيز هذا العمل لصالح ذراعه لإدارة الأصول. أفادت "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق أن بنك "جيه بيه مورغان" أجرى محادثات لشراء شركة "مونرو كابيتال" (Monroe Capital) ومقرها في شيكاغو هذا العام، لكن الطرفين قررا في النهاية عدم المضي قدماً بالصفقة.
محادثات الاستحواذ
أفادت "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق بأن "أبوظبي القابضة" (ADQ) أجرت محادثات أولية العام الماضي لشراء "لازارد" كجزء من اهتمام الإمارة المستمر بالاستحواذ على مؤسسة مالية كبرى. وسرعان ما انهارت المناقشات بسبب الخلافات حول الاستقلال المستقبلي لبنك وول ستريت الشهير.
أوضح أورزاغ في المقابلة: "نحن شركة عامة- الناس مهتمون دائماً بالتواصل معنا وإجراء المناقشات"، من دون تحديد هوية الشركاء المحتملين. وأضاف: "في لازارد, عملنا مبني على تقديم استشارات مستقلة للعملاء. هذه الاستقلالية لها أهمية قصوى. نحن شركة مساهمة عامة ونقر بذلك، إلا أن الاستقلالية هي حقاً جوهر هويتنا".
لفت أورزاغ إلى أنه يتوقع انتعاش نشاط الاندماج بمجرد أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. ومن المرجح أن تولّد مثل هذه الخطوة مزيداً من النشاط بين رعاة الأسهم الخاصة، حيث تباطأت عملية إبرام الصفقات مع ترك البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما توقعه العديد من المحللين.
تابع أورزاغ: "لا يهم عدد تخفيضات الفائدة التي سيقدم عليها الفيدرالي هذا العام. ما يهم هو أن التخفيض الأول لأسعار الفائدة سيكون نقطة تحول، لأنه يشير إلى أن البنك يعتقد أنه انتصر في الحرب على التضخم، لذلك فإن أسعار الفائدة ستسلك منحى هبوطياً حينها".