يواصل المشترون في آسيا الإقبال على شراء المزيد من الذهب على الرغم من أن الأسعار تحوم عند مستويات مرتفعة. جاء ذلك مدفوعاً بحالة عدم اليقين الجيوسياسية والاقتصادية.
أبدى المشاركون في مؤتمر المعادن النفيسة في سنغافورة هذا الأسبوع حماسة تجاه آفاق الذهب، مع توقع استمرار الطلب في جميع أنحاء المنطقة. جاء ذلك بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية في أسعاره بـ16% منذ منتصف فبراير الماضي، حيث تجاوزت الأسعار 2300 دولار للأونصة.
قالت رونا أوكونيل، رئيسة تحليل السوق في شركة "ستون إكس فايننشال" (StoneX Financial Ltd)، على هامش المؤتمر: "التغير في المعنويات أدى بوضوح إلى أسعار أعلى جديدة-وهذا أعاد المستهلكين إلى السوق". أضافت: "لكن الأمر ليس مجرد رد فعل على السعر، بل هو رد فعل على السبب الذي دفع السعر في المقام الأول، وهو عدم اليقين ومفهوم المخاطرة".
مع إجراء انتخابات مرتقبة في أكثر من 40 دولة خلال العام، هيمنت المخاطر السياسية على جدول الأعمال الرئيسي لمؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للمعادن النفيسة. يضيف القلق بشأن تدهور حالة الاقتصادات الكبرى، وخاصة الصين، وتراجع العملات المحلية إلى جاذبية الذهب، حتى مع زيادة تكلفة المعدن على معظم المشترين.
لا تزال الصين السوق المسيطرة في آسيا، وتنافس المراكز المالية مثل لندن ونيويورك كأهم محرك للأسعار. يحظى الذهب بتاريخ طويل كأداة ادخار في الصين التي تعد أكبر مستهلك وأكبر منتج. يتدهور هذا الوضع حالياً بفعل الاضطرابات في أسواق العقارات والأسهم المحلية.
الطلب من الصين قوة دافعة
قالت روث كرويل، الرئيسة التنفيذية لجمعية سوق لندن للذهب: "السوق الصيني ربما تكون القوة الدافعة الأكبر في اكتشاف الأسعار في الوقت الحالي". وأضافت: "سيتواصل النمو في الطلب على الذهب في آسيا".
تعزز جمعية سوق لندن للذهب حضورها في آسيا، حيث شهدت زيادة كبيرة في عدد الجهات التي حصلت على عضوية جديدة، بما في ذلك البنوك والتجار ومصافي إنتاج السلع، وفقاً لكرويل.
في أماكن أخرى من آسيا، شهد الطلب بعض التراجع في الهند بين مارس وأبريل، لكن عاد الحماس مع تسجيل المجوهرات مبيعات أعلى خلال موسم المهرجانات مقارنة بالعام السابق، وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
في الأسواق الأصغر حجماً مثل فيتنام، سجل الطلب مستوى قوياً مع توقع زيادة الاستهلاك في النصف الأول بنسبة 10% على أساس سنوي، وفقاً لهوينه ترونغ خان، وهو نائب رئيس جمعية تجار الذهب الفيتناميين.
في اليابان، تتواصل عمليات الشراء حتى مع جعل ضعف الين الذهب أكثر تكلفة بكثير للمشترين هناك. قال بروس إيكيميزو، المدير التنفيذي لجمعية سوق الذهب اليابانية: "نرى مبيعات بالطبع، لكن مع المزيد من الشراء، عند هذا المستوى التاريخي المرتفع". وأضاف: "هذا لم يحدث في الماضي".
يشهد العرض من المشغولات الذهبية بالمنطقة تضييقاً أيضاً-وهو أمر غير عادي في هذه البيئة السعرية المرتفعة، والذي "يظهر بوضوح أن المستهلكين لا يريدون بيع ذهبهم"، وفقاً لنيكوس كافاليس، المدير الإداري في شركة "ميتالز فوكاس" (Metals Focus Ltd) للاستشارات.
على المدى الطويل، هناك سبب يبعث على التفاؤل، حيث قد تستقر الأوضاع الجيوسياسية بمجرد انتهاء دورة الانتخابات الضخمة لهذا العام. قالت أوكونيل من "ستون إكس": "هذا عنصر دعم واحد، إلا إذا كانت الأنظمة الجديدة سوف تسبب قلقاً للمستهلكين".