تراجعت عملات معظم الاقتصادات النامية في العالم، مع زيادة المخاطر السياسية الناتجة عن انتخابات الاتحاد الأوروبي التي جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي أعقاب سلسلة من الانتخابات الهامة التي أدت إلى تقلبات في الأسواق العالمية.
انخفض مؤشر "إم سي إس آي" للعملات الناشئة بنسبة 0.3%، بقيادة أوروبا الشرقية، فيما خالف الراند الجنوب أفريقي فقط الاتجاه العام، حيث أعاد المتداولون تقييم الآفاق السياسية بعد الانتخابات غير الحاسمة في جنوب أفريقيا نهاية الشهر الماضي. كما أثرت أسهم التكنولوجيا الآسيوية سلباً على مؤشر الأسهم.
تراجعت العملات الأوروبية بسبب ضعف اليورو، الذي هوى إلى أدنى مستوى له في شهر، بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تصويت تشريعي عقب هزيمة ساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفقد الفورنت المجري 0.8% مقابل اليورو، فيما تراجع الزلوتي البولندي 0.4%.
وذكر فرانتيسك تابورسكي، الاستراتيجي لدى "آي إن جي بنك" (ING Bank NV)، أن احتمالية تحقيق حزب مارين لوبان من أقصى اليمين نتائج جيدة في الانتخابات الفرنسية، والتأثير المحتمل على التزام أوروبا بدعم أوكرانيا، "ربما تتطلب علاوة مخاطر" على عملات أوروبا الوسطى والشرقية هذا الشهر.
الراند يخالف الاتجاه العالمي
خالف الراند الجنوب أفريقي الاتجاه العالمي، حيث ارتفع بنسبة 0.9% مقابل الدولار يوم الاثنين، ليقلص بذلك بعض خسائره الناجمة عن المخاوف من حدوث فراغ سياسي، بعد أن فشلت انتخابات 29 مايو في إبراز فائز واضح.
اقرأ أيضاً: لماذا يسبب الدولار كل هذه الفوضى في الأسواق الناشئة؟
قال الرئيس سيريل رامافوزا، الذي خسر حزبه "المؤتمر الوطني الأفريقي" الأغلبية البرلمانية، يوم الاثنين إن الإدارة المقبلة للدولة يجب أن تحافظ على الإصلاحات السياسة التي تهدف إلى تسريع النمو الاقتصادي.
يبدو أن الراند مدعوم الآن بـ"تفاؤل السوق" بشأن احتمالية تشكيل حكومة وحدة وطنية والحد من انعدام اليقين السياسي، رغم أن المخاطر لا تزال قائمة في السياسة الداخلية، وكذلك العوامل العالمية مثل بيانات التضخم الأميركية المقبلة وتأثيرها على توقعات أسعار الفائدة الأميركية، وفقاً لما أوضحته راضية خان، كبيرة الاقتصاديين في بنك "ستاندرد تشارترد".
وارتفع البيزو المكسيكي خلال ساعات التداول الآسيوية بعد أنباء عن فشل ائتلاف الرئيسة المنتخبة كلوديا شينباوم في الحصول على الأغلبية العظمى اللازمة لإجراء تغييرات على الدستور، لكن العملة محت مكاسبها لاحقاً لتُتداول بانخفاض 0.3% مقابل الدولار.