من المرجح أن يؤدي توقف الملاحة عبر قناة السويس في مصر، بسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة "أفر غيفن" (Ever Given)، إلى موجة من الاضطراب بسلسلة إمداد الطاقة العالمية.
فقد تضطر مصافي التكرير الأوروبية والأمريكية، التي تعتمد على القناة لاستلام شحنات نفط الشرق الأوسط، إلى البحث عن إمدادات بديلة في حالة استمرار توقف الملاحة، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الدرجات البديلة من النفط الخام.
وفي الوقت نفسه، ستتوقف تدفقات النفط الخام من حقول بحر الشمال المتجهة إلى آسيا.
مشكلة للجميع
شهدت قناة السويس، طريق التجارة البحرية المحوري، حالة من الاضطراب بعد أن جنحت سفينة حاويات يوم الثلاثاء، مما أدى إلى عرقلة حركة المرور في كلا الاتجاهين.
وفي حين يُرجّح أن تظل السفينة عالقة لبضعة أيام فقط، فإن ذلك سيكون وقتاً طويلاً بما فيه الكفاية لتعثر بعض تدفقات الطاقة، ما يخلق مشاكل إضافية بالنسبة لمصافي التكرير والمتعاملين والمنتجين الذين يواجهون بالفعل تداعيات وباء كورونا.
لكن رالف ليزشينسكي، رئيس البحوث لدى "بانشيرو كوستا" (Banchero Costa & Co) للوساطة البحرية، يرى أن "هناك الكثير من العمليات التجارية البديلة بالنسبة للمستوردين الأوروبيين لا تمر بقناة السويس".
وقد يتطلع المشترون في أوروبا والولايات المتحدة حالياً إلى مناطق أخرى، بما في ذلك الخليج الأمريكي وبحر الشمال وروسيا وغرب أفريقيا، وفقاً لشركة الوساطة البحرية.
بينما رجّح محلل ووسيط بحري أن أنواع النفط الخام، بما في ذلك "خليط مارس" من نفط الخليج الأمريكي والأورال في روسيا، وحتى درجات الشرق الأقصى الآسيوية والروسية، قد ترتفع أسعارها نتيجة زيادة الطلب.
زيادة المخاوف
يأتي التحدي اللوجستي بقناة السويس في وقت مضطرب أصلاً بالنسبة لقطع النفط، حيث انخفضت أسعار خام برنت القياسي العالمي بنحو 6% يوم الثلاثاء، وسط مخاوف من أن الطلب على المدى القريب قد يكون أضعف من المتوقع وسط عمليات الإغلاق المتجددة للاقتصادات بسبب كورونا.
وشهدت أسعار النفط تقلبات، اليوم الأربعاء، مع انتظار ما لا يقل عن 100 سفينة للعبور بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وتُعدُّ قناة السويس معبراً محورياً، وتُستخدم بشكل أساسي لنقل النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة، فضلاً عن شحن زيت الوقود من الغرب إلى الشرق.
ويمكن للقناة أن تستوعب مرور السفن العملاقة والتي تحمل حوالي مليون برميل والناقلات الكبيرة جداً التي تحمل النفط الخام، شرط تخفيف حمولتها عبر نقل بعض البضائع إلى سفن أخرى قبل العبور.
بدائل مكلفة
يتدفق يومياً عبر قناة السويس حوالي 600 ألف برميل من النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة، في حين يبلغ إجمالي الكميات المتدفقة من حوض الأطلسي إلى آسيا حوالي 850 ألف برميل كل يوم، وفقا لـ أنوب سينغ، رئيس أبحاث الناقلات التي تمر بالقناة بشركة "بريمر أيه سي إم" (Braemar ACM) لأعمال الوساطة البحرية.
وبالإضافة إلى ذلك، يتدفق 400 ألف برميل من النفثا من الغرب إلى الشرق عبر قناة السويس يومياً، بينما يتجه 300 ألف برميل من نواتج التقطير الوسطى في الاتجاه الآخر.
وتستخدم النفثا المشتقة من الخام في صناعة البلاستيك ولمزجها بالبنزين، بينما تشتمل نواتج التقطير الوسطى، المصنوعة أيضاً من الخام، على وقود الطائرات والديزل.
ويمكن للمستأجرين أو مالكي السفن الذين لا يرغبون في انتظار فتح قناة السويس أن يختاروا الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب أفريقيا، رغم أنه طريق أطول بكثير وسيستغرق المزيد من الوقت ويرفع التكاليف.