لا يوجد ما يبرر القفزة الأخيرة في سعر النحاس إلى مستوى قياسي استناداً إلى المؤشرات الحقيقية للعرض والطلب، وفقاً لمجموعة "ترافيغورا" (Trafigura Group)، كبرى شركات تجارة النحاس في العالم وأكثر الجهات التي اعتادت أن تتوقع صعود الأسعار في السوق.
كتب سعد رحيم، كبير الاقتصاديين لدى "ترافيغورا"، في تعليق صاحب إعلان نتائج أعمال الشركة عن النصف الأول يوم الخميس، أن "أسعار المعادن غير الحديدية ارتفعت إلى مستويات أعلى بكثير مما قد تشير إليه أو تبرره أساسيات السوق الفورية الفعلية، خاصة بالنسبة للنحاس".
ارتفع سعر النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 11104.50 دولار للطن الشهر الماضي، لكنه تراجع منذئذ بنحو 10% إلى 10025 دولاراً في بورصة لندن للمعادن اليوم الخميس. وبينما اندفع المستثمرون إلى شراء العقود الآجلة للمعدن، ظهرت علامات الضعف في أسواق الصين، وهي من كبرى الدول المستهلكة للنحاس في العالم.
ومنذ فترة طويلة، كانت "ترافيغورا" إحدى أكثر الجهات التي تتوقع صعود أسعار النحاس، حيث توقع الرئيس السابق لقسم النحاس كوستاس بينتاس في 2021 أن يشهد سعر المعدن صعوداً في المدى الطويل حتى يسجل 15 ألف دولار للطن.
سوق النحاس تخالف التوقعات
في الخريف الماضي، اعترف رحيم بأن سوق النحاس لم تتحرك وفق ما توقعت "ترافيغورا"، وألقى باللوم على قوة الدولار الأميركي في ضعف أدائها. وأرجع السبب في بلوغ سعر النحاس مستوى قياسي اليوم الخميس إلى "تدفقات استثمارية".
مع ذلك، توقع أن تعاني السوق نقصاً في المعروض، حيث أدت مشكلات مثل إغلاق منجم تابع لشركة "فيرست كوانتوم مينيرالز" (First Quantum Minerals) في بنما إلى نقص شديد في سوق خام النحاس شبه المعالج، المعروف باسم المركزات.
وكتب رحيم أن إمدادات المناجم المخيبة للآمال "أدت إلى نقص كبير في المركزات، مما اضطر المصاهر إلى خفض الإنتاج، والإشارة إلى انخفاض مخزون المعدن المكرر حتى لو جاء الطلب ضعيفاً".