دفعت كبرى شركات التكنولوجيا في العالم مؤشرات الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، في حين انخفضت عائدات السندات مع تسعير المتداولين لتخفيضين في أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في 2024.
سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ( S&P 500) رقمه القياسي الخامس والعشرين هذا العام، في حين ارتفع مؤشر ناسداك 100 لأسهم التكنولوجيا بنسبة 2%.
قادت شركة "إنفيديا" -الطفل المدلل لموجة الذكاء الاصطناعي- ارتفاعات الشركات العملاقة مع وصول قيمتها السوقية إلى 3 تريليونات دولار.
كما ارتفعت شركة "أبل" لليوم الثامن على التوالي، لتسجل أطول سلسلة مكاسب منذ مارس 2022. وارتفعت شركة "إتش بي" (HP) بدعم من مبيعات خوادم الذكاء الاصطناعي القوية.
وترى سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس" لإدارة الثروات العالمية، "أن ثورة الذكاء الاصطناعي قد تقود للمزيد من النمو.. بالإضافة إلى التخصيص الاستراتيجي لقطاع التكنولوجيا في المحافظ، وقد نشهد أيضاً فرصة خاصة في الأسهم الصغيرة المدعومة ببداية دورة التيسير الفيدرالية".
مسار خفض الفائدة
قبل 48 ساعة فقط من صدور تقرير الوظائف الأميركي، أظهرت قراءة رواتب القطاع الخاص أن التوظيف في الشركات نما بأبطأ وتيرة منذ بداية العام. بينما توسع قطاع الخدمات بأكبر قدر في تسعة أشهر، مدعوماً بأكبر مكسب شهري لمؤشر النشاط التجاري منذ عام 2021.
ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.2% ليغلق فوق مستوى 5350 نقطة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.28%. فيما أظهرت عقود المبادلة استمرار الرهانات على التخفيض الأول لأسعارالفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر المقبل، وربما يعقبه خفض آخر في ديسمبر.
وانخفض الدولار الكندي بعد أن أصبح بنك كندا أول بنك مركزي في مجموعة السبع يبدأ دورة خفض الفائدة. فيما انخفض اليورو، مع توقع أن يسبق البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، بنك الاحتياطي الفيدرالي في البدء بدورة خفض الفائدة للمرة الأولى على الإطلاق. فيما انخفض الين الياباني بنحو 1%. وتجاوز سعر عملة بتكوين المشفرة مستوى 71 ألف دولار.
الشركات المفضلة
يُعيد المستثمرون التركيز على الشركات العملاقة، وذلك لسبب وجيه، بحسب إد كليسولد من شركة "ند ديفيس ريسيرش" (Ned Davis Research)، إذ ينوّه بأن "الشركات العملاقة في الولايات المتحدة أصبحت هي المفضلة لدى المستثمرين بسبب قدرتها على توليد تدفقات نقدية كافية لإعادة استثمارها في أعمالها، مع كون شركات الذكاء الاصطناعي هي الأكثر تفضيلاً مؤخراً، نظراً لعائداتها على المساهمين من خلال توزيعات الأرباح وإعادة الشراء".
وبحسب سكوت روبنر من مجموعة غولدمان ساكس، سيتدفق "جدار من المال" من مخصصات الأسهم السلبية إلى سوق الأسهم في أوائل يوليو، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستمر خلال أوائل الصيف.
منذ عام 1928، كانت الأيام الخمسة عشر الأولى من شهر يوليو هي أفضل فترة تداول لمدة أسبوعين خلال العام للأسهم، وتميل إلى التلاشي بعد 17 يوليو، وفق روبنر. كان "ستاندرد آند بورز 500" إيجابياً لمدة 9 أشهر متتالية، حيث سجل متوسط عائد قدره 3.7%. مع الإشارة إلى أن مؤشر "ناسداك 100" يتمتع بسجل أفضل، حيث حقق مكاسب في 16 شهراً على التوالي، بمتوسط عائد قدره 4.6%.
بدوره، قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" إن "المسيرة المتمهلة والثابتة لأسواق الأسهم لا تزال تربك المضاربين على الهبوط". معيداً الارتفاعات الأخيرة إلى "تغير وجهات النظر بشأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، رغم أن السبب الأكثر دقة هو أن ضغوط الشراء من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، وإعادة شراء الأسهم، وتزايد نشاط الاندماج والاستحواذ توفر خلفية صحية".
منطقة "الهوس"
مع انتهاء موسم أرباح الشركات، يعود التركيز الآن إلى البيانات الكلية. ويلفت جيليان وولف من "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن ذلك "قد يؤثر على الأسهم للمدى القريب".
وتقدم مؤشر "بلومبرغ إنتليجنس" لنبض السوق، وهو مقياس المعنويات، إلى مسافة قريبة من منطقة "الهوس" الشهر الماضي. بما يمثل إشارةً نادرة تؤدي عادةً إلى تخفيف عوائد الأسهم الأميركية على المدى القصير.
ومع التوقعات على نطاق واسع بإبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة على حالها الأسبوع المقبل، سيكون تركيز الاجتماع على تقديم ملخص جديد للتوقعات الاقتصادية. وفي شهر مارس، حافظ مسؤولو الفيدرالي على توقعاتهم بشأن القيام بثلاث تخفيضات على أسعار الفائدة في 2024.
ويرجح ستيفن براون، من كابيتال إيكونوميكس، أن "يتمحور المخطط النقطي حول تخفيض واحد أو اثنين لأسعار الفائدة هذا العام". لكنه يضيف: "رغم ذلك، ومع انخفاض التضخم بشكل أسرع قليلاً مما يتوقع المسؤولون ونمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل مخيب للآمال، تظل نظرتنا الأساسية أن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر".