تتوقع مجموعة من المتخصصين في وول ستريت، أن مبيعات السيارات الكهربائية وذاتية القيادة ستدفع شركة "أبل" و"تسلا" إلى 3 تريليونات دولار لكل منهما من حيث القيمة السوقية بحلول عام 2030.
وتأتي الأهداف الضخمة هذه في ظل تراجع أسهم كلتا الشركتين - على الرغم من أنها من أكثر الأسهم شعبية في مؤشر"إس آند بي 500"- حيث تراجعت هذا العام وتلكأت عن ارتفاع المؤشر القياسي 4.9%، ولكن ذلك لم يؤثر على حماس بعض المحللين والمستثمرين الذين يراهنون بشكل كبير على مستقبل السيارات التي يلعب فيها السائق دوراً أقل.
فعلى سبيل المثال، ترى كاثي وود من شركة "أرك انفستمنت مانجمينت" (Ark Investment Management) أن هناك فرصة 50% في تحقيق "تسلا" للقيادة الذاتية بالكامل في غضون خمس سنوات، بينما قال جيم سوفا من شركة "سيتي غروب" إن تطويرسيارة "أبل" يمكن أن يعزز مبيعات الشركة بمقدار يصل إلى 15% بعد عام 2024.
من جانبه قال غريغ تايلور، كبير مسؤولي الاستثمار في"بيربوس انفستمنت"، إن "تسلا" هي أفضل مثال لمخزون الزخم الذي يدور فعلياً حول التفاؤل بالمستقبل، والتفاؤل بما يمكنهم فعله بكل الأشياء التي يعملون عليها.
وعلى العكس من ذلك، أصبحت شركة "أبل" تقريباً هي السهم الدفاعي الجديد، إذ إنها الشركة التي تمتلك واحدة من أفضل الميزانيات العمومية، وأصبحت هي السهم الدفاعي الجديد، فعندما يشتري الناس في السوق، فإنهم يشترون "أبل".
وكانت "وود" آخر من توقع أن "تسلا" ستصل إلى درجة لا تصدقها العين بعد أن رفعت توقعات سعر سهمها إلى 3 آلاف دولار، مما منح الشركة تقييماً يقارب 3 تريليونات دولار. ويتبع ذلك بيير فيراجو وهو محلل في "نيو ستريت"، الذي توقع أن تبلغ القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات الكهربائية من 2.3 تريليون دولار إلى 3.3 تريليون دولار بحلول عام 2030. وارتفعت أسهم شركة "تسلا" 2.3% إلى 670 دولاراً، يوم الاثنين، ما منحها قيمة سوقية تبلغ نحو 643 مليار دولار.
الكلام وحده غير كافٍ
من جهته، قال نيكولاس كولاس، الشريك المؤسس لمركز "داتا تريك للأبحاث" إنه "يجب أن تكون القيمة السوقية البالغة 3 تريليونات دولار أمريكي دالة لكل من الوعد بالتكنولوجيا وبعض الأدلة الملموسة جداً على أن نموذجها الاقتصادي مربح ومربح للغاية، لذلك أنت لا تصل إلى تريليون دولار، ناهيك عن 3 تريليونات دولار بمجرد الكلام، يمكنك الوصول إلى هذه المبالغ من خلال إظهار الأرقام، ومن خلال إظهار الربح".
ويشار إلى أنه بينما تتمتع "أبل" بسجلٍ حافل في تحقيق أرباح قوية، لا تزال "تسلا" في المراحل الأولى من ذلك.
وحول ذلك يقول كولاس: "تسلا لم تثبت بعد ربحية بارزة، وهي لا تعمل بالضبط في قطاع يتمتع بربحية بارزة، أنا أفهم سبب حصولها على التقييم الذي تتمتع به اليوم - اختراق المركبات الكهربائية وجعلها مفهوم سوق شامل يستحق هذا التقييم- ومع ذلك، يتطلب الحصول على هذا التقييم بزيادة ثلاثة أضعاف، أن تظهر بعد ذلك أن نموذج العمل هذا مربح".
قيمة عالية
يرى كل من "سيتي غروب" وشركة "ويدبوش" إمكانية أن تصل "أبل" إلى هدف 3 تريليونات دولار، بزيادة تبلغ حوالي 1 تريليون دولار عن قيمتها السوقية الحالية. إذ تعتبر شركة "أبل" بالفعل أكثر الأسهم قيمة في العالم.
وانخفض سهم "أبل" 7% هذا العام وتراجع سهم "تسلا" بنحو 5%، مما دفعها بعيداً عن التوقعات الصاعدة الأخيرة.
ويتوقع المحللون الذين يغطون أخبار شركة "أبل" أن يرتفع السهم بنحو 23% هذا العام في المتوسط، مع نشر 32 محللاً منهم تقييمات شراء، بينما دعا عشرة منهم للتعليق، واقترح ثلاثة بيع الأسهم. في المقابل توقع أولئك الذين يغطون أخبار "تسلا" انخفاضاً إضافياً بمقدار 5.3%، منهم 15 قدموا توصيات بالشراء، و14 مع بالتعليق، و12 مع تصنيفات بيع. يذكر أن كلا السهمين يشكل ما مجموعه أكثر من 7% من مؤشر "إس آند بي 500".
ويعود جزء من هذا التراجع الذي حدث لتلك الأسهم المرتفعة إلى التناوب العام من قبل المستثمرين للخروج من أسهم النمو والزخم إلى تجارة القيمة في هذا العام، حيث أدى التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي والقلق بشأن التضخم إلى عمليات بيع في السندات. حيث تم القضاء على مكاسب هذا العام مرتين في غضون أسبوعين في مؤشر "ناسداك 100"، حيث يجري تداول هذين السهمين، وارتفع المؤشر الآن 1.5% لعام 2021.
ويشير غريغ تايلور قائلاً: "من الصعب خصم أي شيء بشكل صحيح في ظل وجود كمية النقود التي تتم طباعتها حالياً، أعتقد أن الأمر كله يعود إلى مقدار الأموال الموجودة في النظام، وطالما ظلت النقود تُطبع بالمعدل الذي كانت عليه، فسيتم وضعها في الأصول الخطرة في سوق الأسهم".