ارتفعت الأسهم الآسيوية، اليوم الجمعة، بعد أن أشارت الجولة الأخيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية إلى تباطؤ الزخم، مما عزز مبررات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام.
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأسترالية واليابانية، في حين أشارت العقود الآجلة للأسهم في هونغ كونغ إلى تحقيق مكاسب مبكرة. وتراجعت عقود الأسهم الأميركية بعد انخفاض أسهم شركة "ديل" (Dell Technologies Inc) في التعاملات الإضافية بعد إغلاق السوق، حيث فشلت زيادة إيراداتها في إقناع المستثمرين. وارتفع مؤشر "غولدن دراغون"، وهو مقياس للأسهم الصينية المدرجة في بورصة "ناسداك"، بأكثر من 1% أمس الخميس.
ضعف الاقتصاد الأميركي
قبل 24 ساعة فقط من صدور مؤشر الأسعار الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، أظهر تقرير أن الاقتصاد الأميركي نما بوتيرة أضعف في ظل تراجع الإنفاق والتضخم. قد يؤدي تراجع الزخم الاقتصادي إلى تعزيز حجة بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة هذا العام. ولكن هذا قد يعني أيضاً ضعف الاستهلاك، ويصبح في نهاية المطاف مصدر قلق للشركات الأميركية. ولم تتغير سندات الخزانة الأميركية إلا بنسبة طفيفة، بعد انخفاض عوائد السندات لأجل عامين بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.92% أمس، في حين حافظ مؤشر الدولار على خسارته.
قال كايل رودا، كبير المحللين في "كابيتال دوت كوم" (Capital.com) في ملبورن: "بافتراض أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يأتي على ما يرام، تشير البيانات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة وقد يخفضها في وقت لاحق من العام". وأضاف أن "انخفاض الدولار يزيل الضغط عن المنطقة ويدعم الأصول الخطرة في آسيا".
بيانات اليابان
انخفض سعر صرف الين بعد تراجع متوقع في الناتج الصناعي الياباني في أبريل، في حين لم يتغير معدل البطالة في البلاد. ومع ذلك، تسارع التضخم في طوكيو - وهو مؤشر للتضخم في البلد بشكل عام - في شهر مايو، مما أبقى بنك اليابان على المسار الصحيح إلى حد كبير للنظر في رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وتُسعر أسواق المال حوالي 29 نقطة أساس لرفع أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 20 نقطة أساس في بداية مايو، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
من ناحية أخرى، توصلت هيئة المحلفين إلى أن دونالد ترمب مذنب في جميع التهم الـ34 المتعلقة بتزوير سجلات الأعمال في محاكمته المتعلقة بـ"أموال الصمت"، مما جعله أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جرائم. ومع انتظار الحكم على ترمب في 11 يوليو، فإن الإدانة تخلق مساراً قانونياً وسياسياً شاقاً، حيث سيواجه الرئيس جو بايدن في نوفمبر المقبل كمرشح جمهوري مفترض.
وقال باريش أوبادهايا، مدير الدخل الثابت واستراتيجية العملة في شركة أموندي لإدارة الأصول في بوسطن: "لقد تم تسعير توقعات الحكم بالإدانة إلى حد ما في الأسواق". وأضاف: "قد يكون التأثير الأكبر على الأسواق هو إذا بدأ حكم الإدانة في تحويل الزخم بعيداً عن ترمب إلى بايدن".
عطل في نيويورك
واجه المتداولون مشكلات تتعلق بالتسعير اللحظي لمؤشر "إس آند بي 500" ومؤشر "داو جونز الصناعي" لأكثر من ساعة صباح أمس في نيويورك. وواصل تسعير الأسهم الفردية والصناديق المتداولة في البورصة بشكل طبيعي طوال الوقت. وقد ساعد ذلك، إلى جانب تداول العقود الآجلة، المتداولين على التغلب على هذا الاضطراب.
قال مايك زيغمونت من "هارفست فولاتيليتي مانجمنت" (Harvest Volatility Management): "وقت الإعلان عن ذلك، لم أكن قلقاً. كانت العقود الآجلة لا تزال تتداول بشكل طبيعي، لذا يمكننا استخدامها لاستخلاص مستوى مؤشر (إس آند بي 500). معظم المتداولين الذين لديهم معرفة كافية، لم يهتموا بالأمر".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى حوالي 5235 نقطة. وتراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%. قام المسؤولون الأميركيون بإبطاء وتيرة إصدار التراخيص لشركات تصنيع الرقائق مثل "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" لشحنات مسرعات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق إلى الشرق الأوسط، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
التركيز على الصين
سيتحول المتداولون قريباً إلى بيانات النشاط الصيني بحثاً عن إشارات على استقرار ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يتوقع الاقتصاديون أن تتجه مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية للارتفاع.
بعد ذلك، سيتحول التركيز إلى بيانات التضخم الأوروبية ومن ثم بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركية، وهو مؤشر الأسعار المفضل لدى البنك المركزي. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إنه يتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض في النصف الثاني من هذا العام، مضيفاً أن تكاليف الاقتراض المرتفعة تقيد الاقتصاد.
وقالت كريستينا كليفتون، كبيرة الخبراء الاقتصاديين والاستراتيجيين في "كومنويلث بنك أوف أستراليا" في سيدني، إنه مع توقع الأسواق ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بشكل طفيف في أبريل مقارنة بالشهر الماضي، فإن أي شيء بخلاف ذلك "قد يؤثر على الدولار الأميركي بشكل متواضع".
