سجلت أسعار السلع الأساسية من الكاكاو وصولاً إلى الزنك أكبر صعود لها منذ سنتين. وتظهر بوادر مبشرة لتحسن الطلب على لحوم البقر والخنزير مع انطلاق موسم الشواء رسمياً في الولايات المتحدة الأميركية بحلول عطلة يوم الذكرى اليوم الإثنين.
في هذه الأثناء، تقرر عقد اجتماع إقرار السياسة في تحالف "أوبك+" في الثاني من يونيو المقبل لمراجعة تخفيضات إنتاج النفط، تزامناً مع بدء موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، في فترة يمكن أن تهدد فيها العواصف بتعطيل إنتاج النفط الخام الأميركي.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول، كالآتي:
السلع الأساسية
شهدت السنة الجارية سلسلة متتابعة من ارتفاعات أسعار السلع الأساسية بفضل قيود العرض وصعود الطلب وبعض أنشطة المضاربة. بلغت المواد الخام وعددها 34 مادة في مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية بإجمالي عائدات لا تقل عن 25% على مدى 3 شهور أعلى مستوى لها منذ منتصف 2022، وفق حسابات بلومبرغ.
من بين هذه المواد، التي تتمتع بعوائد قوية على هذا النحو، الكاكاو والنحاس والنيكل وعصير البرتقال والفضة والقصدير والزنك.
ويستحق هذا الارتفاع واسع النطاق نسبياً للمعادن الصناعية الاهتمام، ويطرح سؤالاً آخر حول توقعات اعتدال التضخم في المستقبل.
اللحم
تصادف عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة البداية غير الرسمية لموسم الشواء في الهواء الطلق، ما يعزز الطلب السنوي على اللحوم. ولأول مرة منذ سبتمبر الماضي، تجاوزت هوامش أرباح تعبئة لحوم البقر هوامش لحم الخنزير الأسبوع الماضي. ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تملك كميات وفيرة نسبياً من الخنازير بينما يتعين على شركات التعبئة تكبد تكلفة نقص إمدادات الأبقار.
يمكن أن تتحدى أرباح لحوم البقر الأشد تقلباً أرباح لحم الخنزير في موسم الشواء الحالي، نظراً لأن الأميركيين يفضلون عموماً شواء شرائح اللحم والبرغر على شرائح لحم الخنزير.
النفط
بينما من المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاؤها عبر الإنترنت في الثاني من يونيو المقبل لمناقشة تخفيض الإمدادات، يمكن أن تؤثر عوامل من بينها العواصف أيضاً على أسواق النفط الخام.
وينتظر أن يتجاوز موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي العام الحالي "المعدلات الطبيعية" مع احتمال هبوب من 17 إلى 25 عاصفة من يونيو حتى نوفمبر المقبلين، بحسب آخر توقعات للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، مما يفاقم مخاطر أعطال الإنتاج المرتبطة بالطقس في قطاع النفط والغاز الطبيعي الأميركي.
تؤثر الأعاصير بصفة أساسية على أسواق النفط عن طريق تعطيل إنتاج النفط الخام البحري في خليج المكسيك ونشاط المصافي. كما يمكن للعواصف أيضاً أن تقلل من إنتاج الغاز من المنصات في خليج المكسيك.
الكوبالت
تستعد الصين لشراء كمية قياسية تبلغ 15 ألف طن من الكوبالت المكرر لدعم احتياطي الدولة منه في العام الحالي، إذ إن معدن تصنيع البطارية يحوم حول أدنى مستوياته منذ 5 أعوام.
يُعد الكوبالت، الذي يستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، من بين تلك المعادن التي تعتبر "حرجة" بالنسبة للبلدان الغربية التي تحاول الحد من هيمنة الصين على سلاسل التوريد لها، وتفادي نقص الإمدادات منها في المستقبل. وتسيطر الصين على نحو أربعة أخماس عمليات تكرير الكوبالت عالمياً.
يمكن أن تؤثر مشتريات المخزون الحكومي في الصين تأثيراً كبيراً ومباشراً على أسعار السلع، ويمكن أن يكون ذلك ملحوظاً بصفة خاصة في الكوبالت، الذي يرجع انخفاض سعره إلى ازدهار الإنتاج في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا.
الطاقة المتجددة
تستعد شبكة الكهرباء الأميركية لتلقي دفعة قوية من مصادر الطاقة المتجددة. كما ستقفز السعة الإنتاجية الإجمالية لتوليد الكهرباء في البلاد بنسبة 80% حتى 2035، مدفوعة إلى حد كبير بإضافة نحو تيراواط واحد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة، بحسب توقعات "بلومبرغ إن إي إف".
تتجاوز الإضافة المتوقعة من الطاقة الشمسية البالغة 737 غيغاواط 4 أضعاف السعة الإجمالية التي أضيفت حتى نهاية السنة الماضية، في حين أن 200 غيغاواط من كهرباء طاقة الرياح الجديدة ستضاعف قدرة التوربينات في البلاد. يأتي هذا التوقع في وقت تتسابق فيه شركات المرافق إلى إزالة الكربون من شبكة الكهرباء مع إضافة سعة إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من المصانع وأنشطة الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية.