استردت الأسهم المصرية عند الإغلاق، بعض الخسائر التي تكبدتها خلال جلسة تداولات، اليوم الثلاثاء، بدعم من عمليات شراء قامت بها مؤسسات محلية، ساعدت السوق على مقاومة الاتجاه البيعي القوي من جانب المستثمرين العرب والأجانب.
وكانت إدارة البورصة قد قرَّرت تعليق جلسة تداول لمدَّة نصف ساعة، على وقع انخفاض حاد لجميع مؤشرات السوق، وسط حالة من الفزع والهلع أصابت المتعاملين ودفعتهم للدخول في موجات بيع بصورة مكثفة على غالبية الأسهم، خاصة من قبل المستثمرين العرب والأجانب.
واستأنفت البورصة جلسة للتداول في الساعة 11.30 بالتوقيت المحلي، فيما واصلت أسعار الأسهم نزيف الخسائر الذي تشهده منذ عدة جلسات، الأمر الذي يعزوه المحللون إلى تزايد عمليات الشراء بالهامش في السوق.
وتعليقا على جلسة اليوم، قال محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، إن البورصة تأثرت اليوم بشكل أساسي بتراجع أسهم مؤشر EGX70EWI والذي يحتوي علي أسهم لشركات متوسطة وصغيرة الحجم.
وأوضح أن تأثير عمليات البيع امتد إلى أسهم مؤشر EGX30 بشكل أقل، مشيرا إلى أن ذلك للبيع الجبري يأتي بسبب استمرار مسلسل الهبوط غير المبرر وغير المعبر عن حالة الاقتصاد وأيضاً عن أسعار الأسهم القيادية والتي أصبحت في مستويات سعرية جذابة للشراء.
من جانبها ترى داليا السواح، عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، أن ما تشهده البورصة المصرية منذ ما يزيد عن 14 جلسة متتالية فقدت خلالها ما يزيد عن 1000 نقطة بما يعادل حوالي 9%، هو في الحقيقة انخفاض اقترب من 50% لغالبية الأسهم للحدود الدنيا ما صاحبه اختفاء الطلبات عليها.
وأضافت السواح أن بعض شركات تداول الأوراق المالية تعطي عملاء بعينهم من ذوي الملاءة المالية المرتفعة "مارجن" أو ما يسمى بالرافعة المالية ضعفي وثلاثة أضعاف حجم محافظهم المستثمرة في البورصة متخطية الحد الأقصى والذي يسمح بـ 100% كحد أقصى على معظم الأسهم و80% على أسهم أخرى دون مراعاة احتمالات لانخفاض السوق.
ضغوط بيعية
وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة في البورصة المصرية خلال تعاملات اليوم نحو 12.4 مليار جنيه من قيمته ليصل قبل وقف التداولات إلى مستوى 628.6 مليار جنيه، وكان قد هبط في وقت سابق من الجلسة إلى مستوى 624 مليار جنيه (الدولار يعادل 15.6 جنيه).
وتنص قواعد الحدود السعرية للتعاملات في البورصة المصرية على وقف التداول لمدَّة نصف ساعة حال هبوط مؤشر EGX 100 بنسبة 5%.
وتراجعت مؤشرات البورصة المصرية بشكل جماعي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بضغط من عمليات بيع مكثفة من جانب المتعاملين، خاصةً الأفراد والمؤسسات المحلية، مما أدَّى إلى تراجع غالبية أسهم السوق، بقيادة الأسهم الثقيلة ومنها سهم التجاري الدولي الذي انخفض بأكثر من 2%.
واتجهت تعاملات المستثمرين الأجانب خلال تعاملات اليوم نحو البيع حيث بلغ صافي مبيعاتهم 1.7 مليون جنيه، مقابل مشتريات بحوالي 192.2 مليون جنيه، كما غلب الاتجاه البيعي على تعاملات المستثمرين العرب بقيمة مبيعات بلغت 645.7 مليون جنيه، مقابل مشتريات بنحو 76.1 مليون جنيه.
وحدت مشتريات المستثمرين المصريين من زيادة خسائر السوق، حيث بلغت قيمة مشتريات المستثمرين المحليين نحو 4.8 مليار جنيه، مقابل مبيعات بحوالي 2.7 مليار جنيه، وقد جاءت غالبية المشتريات من جانب المؤسسات المحلية.
ويقول محمد عادل المحلل في قناة الشرق مع بلومبرغ، إنَّ الشراء بالهامش هو السبب الرئيسي في هبوط مؤشرات البورصة المصرية اليوم، فقد حازت الأسهم الصغيرة على معظم تداولات البورصة منذ 2020، وارتفعت أسعار أكثر من 30 سهماً بأكثر من 100% خلال عام.
وأضاف: "الكثير من هذه الأسهم تضخَّمت قيمتها دون أساس مالي، واستغل المتعاملون الائتمان الهامشي في المضاربة على هذه الأسهم، مما أدَّى إلى تضخُّم قيمتها".
وأوضح عادل أنَّ شركات التداول تسارعت في السيطرة على الائتمان الهامشي الممنوح للعملاء، بعد تآكل هذا الائتمان ببيع الأسهم، في محاولة لتحصيل الأرصدة الائتمانية التي منحتها لعملائها، والحد من تآكل هذه المحافظ.
وهبط المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 0.63% خلال التعاملات مسجلا مستوى 10471 نقطة، وهوى مؤشرا EGX70، وEGX100 بنسبة 5.1%، و3.7% على الترتيب.
وأوقفت إدارة البورصة خلال الجلسة نحو 54 سهماً في بداية التعاملات لتجاوزها نسبة خسائر 5%.
وبلغت قيمة التداولات خلال الجلسة 3.2 مليار جنيه من خلال التعامل على أسهم 189 شركة من خلال تنفيذ نحو 20 ألف صفقة، وتراجعت أسعار أسهم 138 شركة مقابل ارتفاع 5 أسهم، في حين لم تتغير أسعار 39 سهماً.