ارتفعت أسهم هونغ كونغ، اليوم الجمعة، لتخالف يوم فاتر في أداء الأسهم الآسيوية، حيث أعاد المتداولون تقييم المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
افتتح مؤشر "هانغ سنغ" على ارتفاع، مما وضع المؤشر على المسار الصحيح لكي يغلق عند أعلى مستوى منذ أغسطس. وارتفع سهم مجموعة "علي بابا" بما يصل إلى 7.2%، بينما تقدم سهم "بايدو" بعد أن تجاوزت الأرباح التوقعات، وحققت شركة "جي دي دوت كوم" مكاسب قوية.
في أماكن أخرى من آسيا، قلصت الأسهم اليابانية خسائرها المبكرة، في حين تراجعت الأسهم الأسترالية والكورية الجنوبية. ولم تتغير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلا قليلاً بعد انخفاض بنسبة 0.2% لمؤشري "إس أند بي 500"، و"ناسداك 100". وتجاوز مؤشر "داو جونز" الصناعي لفترة وجيزة 40 ألف نقطة قبل أن يغلق على انخفاض.
توقعات خفض الفائدة
تراجع الين مقابل الدولار بعد أنباء عن إبقاء بنك اليابان كميات شراء السندات دون تغيير. ورأى أحد كبار الاقتصاديين السابقين في بنك اليابان أن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة ثلاث مرات أخرى هذا العام، على أن تأتي الخطوة التالية في وقت مبكر من شهر يونيو، نظراً لسياسته النقدية السهلة. وارتفع كذلك مؤشر قوة الدولار.
لم تشهد سندات الخزانة تغيراً يذكر في التعاملات الآسيوية، في حين ارتفعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية، متتبعة تحركات السندات الحكومية الأميركية أمس الخميس.
يعكس الحذر في الأصول الخطرة إعادة تسعير توقعات خفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سوق المقايضة. ورفع المتداولون توقعاتهم من إجراء خفض واحد في عام 2024 إلى إقرار خفضين بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي صدرت أمس الأول الأربعاء. تراجعت تلك الرهانات أمس، ولم يتبق سوى خفض واحد فقط تم تسعيره بالكامل هذا العام.
قال مات مالي، من "ميلر تاباك+كو" (Miller Tabak + Co): "هناك مجال كبير للمناورة لسوق الأسهم إذا رأينا تراجعاً على المدى القصير قريباً". وأضاف: "بعبارة أخرى، لا يزال المضاربون على الارتفاع يسيطرون بالكامل الآن، وبالتالي سيتطلب الأمر انعكاساً كبيراً لوقف موجة الزخم الصعودي".
دعم عقارات الصين
وفي الصين، انخفضت مبيعات المنازل المستعملة والجديدة في أبريل بوتيرة أسرع من الشهر السابق. وسيركز المتداولون على علامات الدعم الإضافي لقطاع العقارات، بما في ذلك خطة محتملة للتخلص من المخزون الزائد، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام. وسيجتمع المسؤولون الرئيسيون صباح اليوم لمناقشة مثل هذه الخطة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال مايكل هيرسون من شركة "22 في ريسيرش": "إن القضية الرئيسية التي تواجه تعافي الصين هذا العام هي (خطر الرضا عن النفس) - أي الخطر المتمثل في أن تكون بكين راضية عن النمو الذي يبدو لائقاً من حيث نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (مدفوعاً ببيانات الإنتاج القوية)، ولكنه أضعف من حيث النمو الاسمي (بسبب نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي)، والضغوط الانكماشية، والظروف الاقتصادية التي تواجه الشركات والأسر".
وقت أطول من المتوقع
قال ثلاثة مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إن البنك يجب أن يبقي تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول، حيث ينتظر صناع السياسة النقدية المزيد من الأدلة على تراجع التضخم، مما يشير إلى أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة.
يرى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين، أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول حتى يصل التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
من جهة أخرى، قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" إنه لا يزال يشعر بقلق أكبر بشأن التضخم مما تبدو عليه الأسواق.
وأوضح أن ضغوط الأسعار الكبيرة لا تزال تؤثر على الاقتصاد الأميركي وقد تعني أن أسعار الفائدة ستكون أعلى لفترة أطول.
أضاف "ديمون" في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" أمس: "هناك الكثير من القوى التضخمية أمامنا.. قد لا يختفي التضخم الأساسي بالطريقة التي يتوقعها الناس".
وفي آسيا، تتضمن البيانات المقرر إصدارها، الإنتاج الصناعي، ومبيعات التجزئة للصين، والناتج المحلي الإجمالي لماليزيا وهونغ كونغ، والصادرات لسنغافورة.
وكانت السلع أعلى على نطاق واسع. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط في وقت مبكر من تعاملات اليوم، محققاً المكاسب لليوم الثالث. وارتفع الذهب قليلاً بعد انخفاض أمس. وتم تداول عملة بتكوين فوق 65000 دولار بعد توقف الانخفاض في الجلسة السابقة.