يتوقع أن تتواصل قوة الطلب العالمي على البنزين خلال هذا الصيف على الرغم من علامات الضعف الأخيرة في السوق، وفقاً لشركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) الاستشارية، التي تتوقع أن يصل استهلاك البنزين إلى أعلى المستويات التي سُجلت قبل الوباء.
"أتوقع أن تكون أسواق البنزين مستقرة إلى قوية في فصل الصيف"، وفق موكيش ساهديف، رئيس فريق حلول تجارة النفط في "ريستاد"، خلال مقابلة. مضيفاً: "يُحتمل أن يكون التراجع الأخير بحركة التنقل في الولايات المتحدة مجرد لمحة مؤقتة".
شهد الوقود الأساسي -وهو محرك رئيسي للطلب على النفط- بعض مكامن الضعف خلال الأسابيع الأخيرة، ليصل مؤشر الاستهلاك الأميركي لمدة أربعة أسابيع عند أدنى مستوى موسمي له منذ 10 سنوات، باستثناء عام 2020. وفي آسيا، تراجعت أرباح المصافي من صناعة البنزين، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقعات بمزيد من الصادرات من الصين. على هذه الخلفية، خفضت صناديق التحوط رهاناتها على ارتفاع أسعار البنزين في "نايمكس".
تراجع مؤقت
يُتوقع أن يصل الطلب العالمي على البنزين إلى 26.8 مليون برميل يومياً في أغسطس، أعلى من المستويات الموسمية خلال العامين الماضيين و2019، وفقاً لتقديرات "ريستاد".
يتماشى تفاؤل ساهديف على نطاق واسع مع التقييمات الإيجابية الأخرى بالسوق. قال مصرف "ستاندرد تشارترد بنك" (Standard Chartered) في وقت سابق من هذا الشهر إن التشاؤم بشأن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة "غير مبرر"، مشيراً إلى الاتجاه نحو تعديل التقديرات الأولية الضعيفة الاستهلاك الأميركي صعوداً.
من جهة أخرى، قال يوجين ليندل، رئيس المنتجات المكررة في شركة "إف جي إيه" (FGE) إنه رغم تراجع هوامش التكرير، يُرجح أن يكون ذلك مؤقتاً لأن الطلب القوي في الصيف قد يعزز نمو الأسعار. بشكل منفصل، تحدث جيف كوري، كبير مسؤولي الاستراتيجية لمسارات الطاقة في "كارلايل غروب" (Carlyle Group)، عن آفاق موسم الاستهلاك خلال الصيف في الولايات المتحدة لهذا العام.
في الولايات المتحدة، يُتوقع أن يتنقل حوالي 38.4 مليون شخص على الطرق خلال عطلة نهاية الأسبوع في "يوم الذكرى"، وهو أكبر عدد منذ أكثر من عقدين، وفقاً لجمعية السيارات الأميركية. وتبدأ العطلة في 27 مايو.
استمرت حركة السفر البرية في التعافي من تداعيات الوباء، حيث سيعزز عام الانتخابات في الولايات المتحدة السفر البري، وفق ساهديف في "ريستاد". بالإضافة إلى ذلك، ستقل الإمدادات في الولايات المتحدة وأوروبا وسط إغلاق مصافي التكرير والوحدات المنتجة للبنزين المرتبطة بها.
