ضخت شركات إدارة الأموال استثمارات كبيرة في الصناديق المتداولة في البورصة التي تتعقب أسهم الأسواق الناشئة الأسبوع الماضي للأسبوع الثالث على التوالي، إذ يبحث المستثمرون عن الأسواق التي تشهد إصلاحات.
بلغ إجمالي الأموال الداخلة إلى الصناديق المتداولة المدرجة في بورصات الولايات المتحدة الأميركية، والتي تستثمر أموالها في مختلف البلدان النامية، وكذلك تلك التي تستهدف دولاً محددة، 1.5 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي 10 مايو الجاري.
يعد ذلك أكبر تدفق أسبوعي للأموال في هذه الصناديق في العام الحالي، وذلك بالمقارنة مع دخول 729.8 مليون دولار إليها في الأسبوع السابق، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". ووصل إجمالي الأموال الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الأسواق الناشئة 5.48 مليار دولار منذ بداية السنة الحالية.
قصص الإصلاح
كانت تسعة من أفضل 10 صناديق من حيث حجم الأموال الداخلة إليها الأسبوع الماضي إما صناديق متداولة في البورصة تستهدف دولة واحدة، أو صناديق استثمار في الأسواق الناشئة ماعدا الصين، أو صناديق استثمار بإدارة نشطة.
قال مالكولم دورسون، مدير محافظ أول ورئيس وحدة استراتيجية الأسواق الناشئة في شركة "غلوبال إكس مانجمنت" (Global X Management) في نيويورك، إن الطلب على هذه الصناديق اعتمد على مستثمرين يراهنون على دولة محددة، ويستهدفون مناطق تطبق إصلاحات عميقة ومقنعة.
أسهم الأسواق الناشئة تواصل التعافي مع هدوء التوترات في الشرق الأوسط
تابع دورسون: "يصعب أخذ 26 دولة واقتصاداً وعملة مختلفة وتسميتها فئة أصول. فبعض المناطق في الأسواق الناشئة تحقق قيمة كبيرة للمستثمرين، وتوفر مناطق أخرى نمواً، وبعض المناطق مناسبة للاستثمارات المستقرة طويلة الأمد، وبعضها الآخر يناسب الاستثمار المرتبط بالدورة الاقتصادية. يوجد تنوع كبير داخل الأسواق الناشئة، والمستثمرون يزدادون تطوراً في التعامل والاستفادة من ذلك".
حصد صندوق "آي شيرز جيه بي مورغان يو إس دي إميرجينغ ماركتس بوند إي تي إف" (iShares JPMorgan USD Emerging Markets Bond ETF) 362 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي -أكبر تدفقات مقارنة بصناديق الاستثمار المتداولة الأخرى- يليه صندوق "آي شيرز إم إس سي آي إميرجينغ ماركتس إكس تشاينا إي تي إف" (iShares MSCI Emerging Markets ex China ETF)، الشهير برمز التداول (EMXC).
كذلك تلقت الصناديق الخاصة بكل دولة على حدة أموالاً ضخمة خلال الأسبوع الماضي، ومن بينها "آي شيرز إم إس سي آي إنديا" (iShares MSCI India) و"إكس تراكرز هارفست سي إس آي 300 تشاينا إيه-شيرز" (Xtrackers Harvest CSI 300 China A-Shares) و"آي شيرز إم إس سي آي تايوان" (iShares MSCI Taiwan).
الهند
في إشارة إلى الصندوق المتداول برمز (EMXC)، قال بريندان ماكينا، محلل عملات الأسواق الناشئة في بنك "ويلز فارغو" بمدينة نيويورك: "أعتقد أن صعود صناديق المؤشرات المتداولة التي تستبعد الصين يشير إلى أن المستثمرين يرغبون في الاستثمار بالأسواق الناشئة على نطاق واسع، ولكن لديهم مخاوف تتعلق بالاستثمار في الصين".
وأضاف ماكينا: "لا يملك المستثمرون سوى فكرة ضئيلة بشأن المكان الذي سيستثمر فيه صندوق رفيع المستوى يستهدف الأسواق الناشئة، لذلك قد لا يستهدفون بالضرورة استثماراً بعينه هناك".
بالنسبة لمختلف المناطق، حقق الاستثمار في الهند أكبر تدفق للأموال، مسجلاً 343.4 مليون دولار بقيادة صندوق "آي شيرز إم إس سي آي إنديا إي تي إف". كانت الدولة الواقعة في جنوب آسيا واحدة من الوجهات المفضلة لدى مستثمري الأسواق الناشئة الذين يبحثون عن بدائل تبعدهم عن مخاطر الصين.
الصين تتجه للشراء في صناديق الاستثمار المتداولة لدعم الأسهم
يحذر ماكينا من "ويلز فارغو" قائلاً إنه يفضل أوضاع الاستثمار في الهند بصفة عامة، غير أن الانتخابات الجارية قد لا تكون بالضرورة حافزاً لتحقيق الأسهم المحلية مكاسب في المستقبل.
وأضاف: "أعتقد أن الانتخابات سينتج عنها في نهاية المطاف زيادة ثقة المستثمرين أكثر من تشككهم. ويبدو أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سيفوز بأغلبية كبيرة من مقاعد مجلس الشعب، مما يضمن استمرار السياسات الحالية في الهند". الأمر المعقد الوحيد يتمثل في أن فوز مودي كان متوقعاً لفترة من الوقت في هذه المرحلة، لذلك قد تكون الأسهم المحلية بالفعل أخذت بالحسبان هذا النوع من النتائج".
يدلي مليار شخص تقريباً بأصواتهم في انتخابات من 7 مراحل بدأت 19 أبريل الماضي. ومن المنتظر أن ينتهي التصويت في الأول من يونيو المقبل وستُفرز الأصوات في الرابع من نفس الشهر.