مؤشر "S&P 500" يسجل أطول سلسلة صعود متواصل منذ فبراير

مخاوف ضعف النمو الاقتصادي تحجم صعود مؤشرات الأسهم الأميركية

مشاة يسيرون بجوار مقر بورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
مشاة يسيرون بجوار مقر بورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كافحت سوق الأسهم الأميركية لاكتساب الزخم بعد أن أشارت البيانات إلى تباطؤ الاقتصاد وسط التضخم الراسخ، مما يشكل تحدياً لتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

تقلبت مؤشرات الأسهم وارتفعت عوائد السندات بعد تقرير أظهر تراجع معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في ستة أشهر مع ارتفاع آفاق التضخم على المدى القصير. وفي حين أن التباطؤ في القطاعات الرئيسية قد شجع الرهانات على خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة، واصلت مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على شعار "أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول" في محاولتهم إعادة التضخم إلى هدف 2%.

ارتفاع للأسبوع الثالث

قال جيف روتش من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "الاحتياطي الفيدرالي يجري عملية دقيقة جداً أثناء موازنته بين تفويضي استقرار الأسعار والنمو. على الرغم من أن هذه ليست حالتنا الأساسية، إلا أننا نرى مخاطر متزايدة من (الركود التضخمي)، وهو مصدر قلق سيتعين على الأسواق التعامل معه".

تحرك مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بالقرب من مستوى 5220 نقطة، مسجلاً مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وهي أطول سلسلة صعود منذ فبراير، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي للجلسة الثامنة على التوالي.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.50%. أظهرت مقايضات الفائدة المرتبطة باجتماعات الاحتياطي الفيدرالي أن المتداولين قد وضعوا في الاعتبار بالكامل خفض سعر الفائدة بحلول نوفمبر، على أن يكون التخفيض الثاني بحلول اجتماع يناير.

"َضربة مزدوجة"

على الرغم من أن بيانات التضخم طغت على معظم التقارير الأخرى هذا العام، فمن المهم أن نتذكر أن الإنفاق الاستهلاكي هو الركيزة الأساسية التي تعيق الاقتصاد، وفق كريس زاكاريللي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance).

وقال: "أرقام ثقة المستهلك التي جاءت أقل من المتوقع اليوم هي علامة تحذير على أنه لا ينبغي اعتبار قوة الاستهلاك أمراً مفروغاً منه. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت توقعات التضخم أيضاً، وهو ما يشكل ضربة مزدوجة للاحتياطي الفيدرالي".

وأشار زاكاريلي أيضاً إلى أنه إذا تباطأ الإنفاق وزاد التضخم، "سنحصل على عكس السيناريو المعتدل الذي كان يأمله الكثيرون، وسيكون الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب بشكل خاص للاختيار بين استيعاب الاقتصاد المتباطئ ومحاربة توقعات التضخم المتزايدة".

ضغوط تضخمية في بداية العام

قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان إنه لا يزال من السابق لأوانه التفكير في خفض تكاليف الاقتراض، بينما قالت المحافظ ميشيل بومان إنها لا ترى أنه سيكون من المناسب أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في 2024، مشيرة إلى استمرار رسوخ التضخم في الأشهر الأولى من العام.

في غضون ذلك، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إنه لا يعتقد أن التضخم عالق فوق هدف البنك المركزي رغم البيانات الأخيرة التي تظهر ضغوط الأسعار في بداية العام.

باول يستبعد سيناريو الركود التضخمي

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد اجتماع البنك المركزي في الفترة من 30 أبريل إلى 1 مايو، إن صناع السياسة النقدية من المرجح أن يحافظوا على أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت، مضيفاً أنه غير متأكد من المدة التي سيستغرقها هو وزملاؤه لكسب الثقة لخفض أسعار الفائدة. .وفي ذلك الوقت، قال أيضاً إنه لا يرى "ركوداً تضخمياً" فيما يتعلق بالنمو أو التضخم.

أدت سلسلة من أرقام البيانات الأضعف من المقدرة -من الوظائف إلى الخدمات والتصنيع- إلى هبوط النسخة الأميركية من مؤشر "سيتي غروب" للمفاجآت الاقتصادية إلى أدنى مستوى منذ يناير 2023. ويقيس المؤشر الفرق بين البيانات الفعلية وتوقعات المحللين.

وقال بيل آدامز، من بنك كوميريكا (Comerica Bank): "تباطأ النمو الاقتصادي بشكل حاد في الربع الأول ومن المرجح أن يكون بطيئاً في بقية 2024 أيضاً. لا تزال الأسواق المالية تتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، مع ترجيح خفض الفائدة 25 نقطة أساس مرتين، أكثر من مرة واحدة فقط".

من بين الجوانب العديدة لتقرير ثقة المستهلك يوم الجمعة، أشار بيتر بوكفار أيضاً إلى حقيقة أن وضع أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول أدى إلى تراجع ظروف شراء السلع ذات الأسعار المرتفعة كما هو مذكور.

وأوضح مؤلف تقرير "ذا بوك ريبورت" (The Boock Report): "قلت قبل بضع سنوات عندما كان الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة بقوة إنني كنت أكثر قلقاً بشأن الموت بآلاف التخفيضات (في أسعار الفائدة) كاستجابة اقتصادية، بدلاً من حدوث انخفاض اقتصادي كبير فوري، وأنا متمسك بذلك. من المؤكد أن هذا يبدو أشبه باقتصاد ينمو بمعدل 1.5% بدلاً من 3% الذي يعتقد البعض أننا ما زلنا فيه".

تفويض مزدوج

أمّا دون ريسميلر من "ستراتيجاس" (Strategas)، فيرى أن بعض البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي اتخذت لهجة أكثر تشدداً، حيث كانت بيانات النمو والتضخم متقلبة.

وأشار إلى أن "أي تأكيد على ضعف سوق العمل الأميركية من المرجح أن يقلب الميزان نحو خفض أسعار الفائدة في وقت قصير. نتوقع سماع المزيد من الحديث عن التفويض المزدوج لبنك الاحتياطي الفيدرالي لتبرير مثل هذا التحول".

على صعيد آخر، قال استراتيجيو "بنك أوف أميركا كورب" بمن فيهم مارك كابانا: "نرى أن ميزان المخاطر حول قراءة مؤشر أسعار المستهلك يميل إلى معدلات صعودية قليلاً".

تبدو أسعار الفائدة الحقيقية جذابة حيث تظل تجارة الفائدة إيجابية خلال شهر أكتوبر، لكن الأسواق المتقلبة قد تقلص شهية المستثمرين، وفق جينادي غولدبرغ وأوسكار مونوز من "تي دي سيكيوريتيز".

وأضافوا: "نتوقع أن تستمر بيانات النمو والتضخم المعتدلة تدريجياً في دفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض في أواخر 2024، حيث نتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي التيسير النقدي في سبتمبر".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%.
  • مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.3%.
  • انخفض سعر "بتكوين" بنسبة 3.3% إلى 60598.01 دولار.
  • سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفع 0.7% إلى 2363.83 دولار للأونصة.
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك