ارتفعت الأسهم الصينية واليوان في السوق المحلية في أولى الجلسات بعد العطلة، مع تعزيز المعنويات بسبب السياسة الداعمة لبكين وعلامات استمرار انتعاش الاستهلاك.
ارتفع مؤشر "سي إس أي 300" (CSI 300) بما يصل إلى 1.8% في أول يوم تداول له في شهر مايو، حيث قاد قطاعا تكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية الأساسية المكاسب. وكان المؤشر هو الأفضل أداءً في آسيا. وارتفع مؤشر "إم إس سي أي" (MSCI) للأسهم الآسيوية بنسبة 0.3%.
يأتي هذا الارتفاع بعد المكاسب التي شهدتها الأسواق الأخرى عندما كانت أسواق البر الرئيسي مغلقة لقضاء العطلات من الأربعاء إلى الجمعة. وقفز مؤشر "ناسداك غولدن دراجون الصيني" (Nasdaq Golden Dragon China) بنسبة 8.5% خلال تلك الفترة، بينما ارتفع مؤشر "هانغ سينغ" للأسهم الصينية بنسبة 4.4% على مدار يومين حتى يوم الجمعة.
وعلى صعيد العملة، اتبع سعر اليوان في التعاملات داخل البر الصيني، التقدم الذي شهده سعر العملة في التعاملات الخارجية، بعد أن سجل أفضل أسبوع هذا العام مع تراجع الدولار.
قال شين ياو نغ، مدير الاستثمار في "أبردن" (abrdn): "كانت الأسواق الخارجية، بما في ذلك هونغ كونغ، قوية الأسبوع الماضي، لذلك ربما يكون هذا الارتفاع للحاق بالركب.. بيانات السفر الصادرة من العطلة تبدو جيدة أيضاً".
وتحظى الأصول الصينية المتضررة بفرصة ثانية، حيث يجذب مزيج من انتعاش الأرباح ودعم السياسات والتقييمات الرخيصة، المستثمرين. وجاء المحفز الأخير من اجتماع المكتب السياسي قبل العطلة مباشرة، عندما تعهد كبار قادة الصين باستكشاف تدابير جديدة لمعالجة أزمة الإسكان التي طال أمدها وألمحوا إلى احتمال تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل.
زيادة التدفقات الخارجية
وقال شين مينغ، المدير في شركة "تشانسون آند كو" (Chanson & Co): "أوضح الاجتماع المهم الذي عقد قبل العطلة هدف الاستمرار في تعميق الإصلاحات وتوسيع الانفتاح، الأمر الذي سيساعد في دفع سوق الأسهم في البر الرئيسي إلى الارتفاع على المدى القريب.. كما أدى اتجاه الاستهلاك خلال العطلات إلى زيادة التوقعات بتعافي الاستهلاك".
وتعود الأموال الأجنبية أيضاً إلى الأسهم الصينية وهونغ كونغ، على الرغم من أن هذا إذا ما كان يمثل انتعاشاً تكتيكياً أو إعادة تصنيف أكثر استدامة يظل قيد المناقشة. قال "بنك أوف أميركا سيكيوريتيز" إن الأسوأ من حيث تدفقات الأموال إلى الخارج قد مرَّ، في حين قال المحللون الاستراتيجيون في "يو بي إس غروب" (UBS Group) إن أرباح الأسهم المدرجة في البر الرئيسي من المحتمل أن تصل إلى أدنى مستوياتها في الربع الأول.
وعززت الصناديق الخارجية حيازات أسهم البر الرئيسي للشهر الثالث على التوالي في أبريل، وهي أطول سلسلة شراء خلال عام. يشير الارتفاع في أسهم هونغ كونغ خلال عطلة عيد العمال، عندما كان المستثمرون الصينيون في عطلة، إلى شهية قوية من الأموال الخارجية.
ولكي يستمر الانتعاش، سيبحث المستثمرون عن دليل قوي على انتعاش الاستهلاك في بيانات العطلات. وتوجه السياح الصينيون إلى الخارج لقضاء عطلة عيد العمال الممتدة في مايو عند مستويات ما قبل الوباء تقريباً، وفقاً لمزود البيانات "فوروارد كييز" (ForwardKeys). وقفز عدد السياح الصينيين بنسبة تزيد عن 20% في هونغ كونغ خلال العطلة.
وقال زيكاي تشن، رئيس أسهم الأسواق الناشئة الآسيوية والعالمية في بنك "بي إن بي باريبا" لإدارة الأصول في آسيا: "نحتاج إلى بيانات استهلاك عطلة مايو لتلبية التوقعات للحفاظ على الارتفاع.. وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى جولة أخرى من الأسئلة حول ما إذا كان المستهلكون يتراجعون عن الإنفاق وما إذا كانوا أصبحوا أكثر حذراً".