سجلت أسعار النحاس رقماً قياسياً جديداً قرب 10 آلاف دولار، بعدما أدى العرض الضخم الذي تقدمت به شركة "بي إتش بي غروب" لشراء شركة "أنغلو أميركان" إلى تعزيز الرهانات التي تتوقع معاناة المعدن من نقص طويل الأمد في المعروض مع ارتفاع الأسعار.
قدمت أكبر شركة تعدين في العالم عرضاً بقيمة 39 مليار دولار تقريباً للاستحواذ على "أنغلو"، مستهدفة بشكل رئيسي مناجم النحاس الواقعة في أميركا الجنوبية والخاصة بمنافسها الأصغر حجماً. ويعد حجم وتوقيت العرض، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النحاس بنسبة 16% هذا العام، علامة واضحة على كيفية محاولة عمالقة الموارد الاستفادة من سلعة ضرورية للصناعات الخضراء.
كتب يونغتشينغ تشاو، المحلل الرئيسي المتخصص في النحاس بشركة "بينشمارك مينيريل إنتلجينس" (Benchmark Minerals Intelligence)، في مذكرة عبر البريد الإلكتروني، أن "نقص موارد النحاس الجديدة المستخرجة يشكل عقبة كبيرة أمام تحول الطاقة، وتواجه شركات التعدين صعوبات متزايدة لبناء مناجم جديدة، مما يضطرها إلى الاندماج لتحقيق النمو".
انتعاش التصنيع العالمي
ليس هذا وحسب، حيث ارتفعت أسعار النحاس في أبريل وسط تفاؤل بشأن انتعاش التصنيع العالمي، على الرغم من علامات التراجع في السوق الفعلية، خاصة في الصين. ويعتقد محللو "سيتي غروب" أن استثمارات صناديق التحوط التي تتوقع ارتفاع الأسعار ستسهم في الحفاظ على مكاسب الأسعار.
من جانبه، كرر بنك "غولدمان ساكس" توقعاته بأن الأسعار ستبلغ أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 12 ألف دولار خلال الـ12 شهراً المقبلة، بينما قالت مديرة صندوق "بلاك روك" أوليفيا ماركهام في مقابلة يوم الأربعاء إن شركات التعدين ستتردد في تشغيل المشاريع الجديدة إذا ظلت الأسعار دون هذا المستوى.
ارتفع سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.9% إلى 9,948 دولاراً للطن عند الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت شنغهاي، بعدما أمضى معظم هذا الأسبوع يتقلب عند مستوى قريب من 10 آلاف دولار للطن. كما ارتفع سعر الزنك بنسبة 1%، فيما استقرت أسعار المعادن الأخرى.