ارتفاع سعر سهم "تسلا" مع تعهد الشركة بالإسراع في إطلاق سيارات كهربائية أرخص

قطاع التكنولوجيا يقود صعود مؤشرات الأسهم الأميركية

قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدى صعود أسعار أسهم الشركات التكنولوجية ثقيلة الوزن إلى ارتفاع مؤشرات سوق الأسهم الأميركية الأوسع، إذ اعتبر مستثمرو وول ستريت أرباح المجموعة عالية المخاطر بمثابة اختبار رئيسي لمسيرة الأسهم الصاعدة.

في التعاملات المتأخرة بعد إغلاق السوق، ارتفع سعر سهم "تسلا" على الرغم من تسجيلها أرباحاً دون التوقعات، إذ كشفت شركة السيارات الكهربائية العملاقة التي يقودها إيلون ماسك عن خطط لنماذج مركبات أكثر بأسعار معقولة. أوقف السهم انخفاضاً دام سبعة أيام دفعه إلى مستويات "ذروة البيع"، وصعد جنباً إلى جنب مع باقي أسهم مجموعة "العظماء السبعة" من الشركات الكبرى. وواصلت سندات الخزانة صعودها لفترة وجيزة بعد مزاد قوي بقيمة 69 مليار دولار لسندات لأجل عامين، لكنها عادت بسرعة إلى مستوياتها قبل المزاد، فيما شهدت عوائد السندات لأجل 10 سنوات تغيراً طفيفاً.

"سيتي" يوصي باقتناص الأسهم

بعد تسجيل عدة ارتفاعات قياسية هذا العام، فقدت مؤشرات الأسهم زخمها في أبريل وسط إشارات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. وجعل هذا الانخفاض أسعار الأسهم أكثر جاذبية لأنه أزال الزخم من السوق، حيث يركز المستثمرون الآن على أرباح الشركات، وفقاً لاستراتيجيي "سيتي غروب".

كتب فريق خبراء يضم ميهير تيرودكار وبياتا مانثي في مذكرة للعملاء: "سنعتبر التراجع الأخير فرصة شراء. بدأت المراكز الاستثمارية الشرائية تتلاشى وتبدو حالياً أكثر حيادية، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية. ويمكن لموسم الأرباح الحالي إعادة توجيه انتباه المستثمرين إلى قوة المؤشرات الأساسية".

ارتفع مؤشر "إس آند بي500" إلى نحو 5070 نقطة، في حين أضاف مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 1.5%. قادت شركة "إنفيديا"، محبوبة الذكاء الاصطناعي، طفرة في أسهم شركات تصنيع الرقائق. أبلغت شركة "يو بي إس" ( United Parcel Service Inc.) –وهي مؤشر عن النشاط الاقتصادي– عن أرباح فاقت التقديرات. وأغلق سهم "غولدمان ساكس" عند أعلى مستوى له على الإطلاق.

تطلعات مرتفعة

مايك ويلسون، من "مورغان ستانلي"، يرى أن التطلعات عالية بالنسبة للشركات الأميركية لتحقيق الأرباح، خاصة بالنسبة لشركات التكنولوجيا العملاقة، التي تواجه مقارنات صعبة مع النمو الذي أظهرته العام الماضي. ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة له هو كيفية تفاعل الأسهم مع النتائج.

وقال ويلسون: "الاعتقاد هو أن الاقتصاد غير متوازن للغاية، وهذا هو الأمر الذي نواجهه منذ فترة، لذلك بعد كوفيد، أصبحت البيئة غير متوقعة للغاية لأسباب كثيرة..لقد أخطأنا حقاً في بعض تلك الأشياء. وأعتقد أننا نحاول معرفة طبيعة المرحلة التالية نوعاً ما".

سجلت مؤشرات الأسهم أكبر صعود متتالٍ خلال شهرين. وذلك بعد عمليات البيع التي أدت إلى انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 5% في أبريل وحتى الجمعة.

كان الجانب الأكثر أهمية في وضع السوق قبل موسم نتائج الأعمال هذا الأسبوع هو حالة "ذروة البيع"، وفق دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott).

وأوضح: "وبالتالي، إذا جاءت الأرباح قوية خلال الأيام المقبلة، فستكون الأسهم محملة فعلياً بقوة دافعة في الاتجاه المعاكس (أي لأعلى) أكبر مما شهدناه حتى الآن".

تكلفة الدخول

قال كيث ليرنر، من "ترويست أدفازوري سرفيسز" (Truist Advisory Services)، إنه استناداً إلى متوسط وأوسط التراجعات، فإن احتمالات الهبوط من المستويات الحالية ستقتصر على ما بين 2% إلى 5%، وهو ما يتوافق أيضاً مع مستويات دعم فنية قوية بمؤشر "إس آند بي 500".

وأوضح: "عمليات التراجع هي سعر الدخول إلى السوق. إن ثقل الدلائل في عملنا يشير إلى أن المخاطر/العائد في السوق قد تحسنت بعد الهبوط الأخير. لذلك، فإننا نعتبر التراجع الأخير بمثابة فرصة للمستثمرين الذين لديهم فائض نقدي، أو يعانون من نقص الوزن النسبي للأسهم مقارنة بمخصصاتهم المستهدفة".

قبل فترة مزدحمة من نتائج الأعمال الفصلية، كثف عملاء "بنك أوف أميركا كورب" من الشركات مشترياتهم في أسهمهم.

تسارعت عمليات إعادة شراء الأسهم في فترة الخمسة أيام حتى 19 أبريل، متخطيةً المستويات الموسمية النموذجية للأسبوع السابع على التوالي، وفق ما كتبه الاستراتيجيون الكميون بقيادة جيل كاري هول يوم الثلاثاء في مذكرة للعملاء.

أرباح "العظماء السبعة"

بالإضافة إلى "تسلا"، من المقرر أيضاً أن تعلن شركات "مايكروسوفت"، و"ميتا بلاتفورمز"، و"ألفابت" عن نتائج أعمالها هذا الأسبوع.

يُتوقع أن ترتفع أرباح مجموعة "العظماء السبعة"، التي تضم أيضاً شركات "أبل"، و"أمازون"، و"إنفيديا"، بنسبة 38% في الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات بلومبرغ إنتليجنس.

تعتبر أسهم التكنولوجيا الكبرى مهمة للغاية لمؤشر "إس آند بي 500" نظراً لأن الشركات تحتل أكبر الأوزان في المؤشر. وبعد صعود الأسعار هذا العام، أصبحت التقييمات مرتفعة. حتى مع عمليات البيع الأخيرة، لا تزال أسهم "العظماء السبعة" تُتداول بأرباح آجلة مُجمّعة 31 مرة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

ترى سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management) أن المجموعة ستتمكن من استكمال أدائها الإيجابي. وأشارت إلى أنه: "في نهاية المطاف، فإن خصائص الميزانية العمومية القوية والمواقع التنافسية الآمنة في السوق لشركات (العظماء السبعة) تشير إلى أن التصحيح الكبير غير مرجح، على الرغم من أن تقييماتها تقارن بفقاعة التكنولوجيا في نهاية الألفية".

ميزانيات قوية

على الرغم من كل مخاوف الاقتصاد الكلي، فإن الميزانيات العمومية لشركات التكنولوجيا قد تحمي القطاع من معدلات الفائدة المرتفعة، وفقاً لاستراتيجيي بلومبرغ إنتليجنس بقيادة جينا مارتن آدامز.

وأوضحوا "في حين أن آجال (ديون) أسهم التكنولوجيا أعلى من المتوسط ​​والأوسط مقارنة ببقية (قطاعات) السوق، فإن المجموعة لديها أيضاً ديون قليلة نسبياً، وتحافظ على نسبة تغطية لأسعار الفائدة أعلى بكثير من بقية قطاعات المؤشر".

على صعيد آخر، نيكولاس كولاس، من "داتا تريك ريسرش" (DataTrek Research): "تحمل شركات التكنولوجيا الكبرى على عاتقها نمو أرباح مؤشر "إس آند بي 500" هذا الربع، لكن سيتعين على الشركات الـ495 الأخرى في المؤشر أن تبدأ القيام بدورها بدءاً من الربع الثاني. ومن الواضح أن الأسواق تعتقد أن هذا سيحدث، ولهذا السبب ظلت الأسهم الكبيرة صامدة بشكل جيد إلى حد ما، حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة والمخاطر الجيوسياسية".

مخاوف من الهبوط

وعلى الجانب الآخر، حذر سكوت روبنر، المتخصص التكتيكي في مجموعة "غولدمان ساكس" قائلاً: "استعدوا لمزيد من الانخفاضات في أسواق الأسهم".

ورداً على أسئلة العملاء حول ما إذا كان التراجع في مؤشرات الأسهم يعني انخفاضاً كافياً في التعرض للأسهم الأسبوع الماضي، قال روبنر "إجابتي هي لا". وأشار إلى أن عملاء "غولدمان" يستغلون أي ارتفاع في أسعار الأسهم لتخفيض تعرضهم.

يقدر مكتب التداول في "غولدمان" أن مستشاري تداول السلع، الذين يحللون زخم أسعار الأصول من خلال رهانات البيع والشراء في سوق العقود الآجلة، مصممون على بيع الأسهم خلال الأسبوع المقبل، بغض النظر عن اتجاه الأسواق.

أما مارك نيوتن من "فاندسترات" (Fundstrat) فيرى أن انتعاش أسعار الأسهم لا يعني أنه تم الوصول إلى القاع -لكنه يبدو قريباً- ويبدو أن اتساع السوق قد وصل إلى القاع.

وأشار إلى أن "أسهم التكنولوجيا تراجعت إلى مستويات دعم جيدة، وينبغي أن تستقر/ترتفع أسعارها بعد نتائج الأعمال.. لقد تفوقت أسهم القيمة على النمو مؤقتاً - وهو الأمر الذي ليس من المتوقع له أن يستمر".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%.
  • مؤشر "داو جونز الصناعي" ارتفع 0.7%.
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.60%.
  • هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2322.91 دولار للأونصة.
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك