دوي انفجار في أصفهان في ساعة مبكرة من صباح الجمعة ووسائل الإعلام في البلدين تقلل من خطورة الهجوم

إسرائيل ترد على إيران بضربة محدودة بالطائرات المسيرة

مواطنون إيرانيون يلوحون بالأعلام الإيرانية ليلاً احتفاءاً بالضربة الإيرانية على إسرائيل بتاريخ 14 أبريل 2024.  - المصدر: بلومبرغ
مواطنون إيرانيون يلوحون بالأعلام الإيرانية ليلاً احتفاءاً بالضربة الإيرانية على إسرائيل بتاريخ 14 أبريل 2024. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أكدت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية شن إسرائيل هجوماً في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، وقالت إن العملية "التخريبية" التي تمت عبر الطائرات المسيرة قد أُحبطت.

شنت إسرائيل هجوماً انتقامياً على إيران، بعد أن أطلقت عليها طهران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة الأسبوع الماضي، وفق مسؤولين أميركيين. رغم ذلك، قللت وسائل الإعلام في البلدين من خطورة الهجوم.

إخفاق الجهود الدبلوماسية مع إسرائيل

كشفت وكالة أنباء "فارس" عن سماع دوي انفجار في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في أصفهان، ثالث أكبر مدينة في إيران، فيما لفتت قنوات التلفزيون المحلية ووكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى سلامة المنشآت النووية الموجودة بالمنطقة.

أما الحكومة الإسرائيلية، التي نادراً ما تعلق على عمليات عسكرية معينة مرتبطة بإيران، فلم تؤكد الهجوم.

وقع الهجوم بعد أيام من الجهود الدبلوماسية المحمومة التي بذلتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الرد بشراسة مفرطة على الهجوم الذي شنته إيران ليلة السبت، في حالة الرد عليه في الأساس. وكان همهم الشاغل هو تجنب اندلاع حرب أوسع نطاقاً في منطقة يعصف بها بالفعل الصراع بين إسرائيل وحماس، ما قد يؤدي إلى تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل.

أسعار النفط والذهب تقفز مع أنباء الهجوم

في البداية، ارتفعت أسعار النفط والذهب مع بدء التداول اليوم الجمعة، لكنها قلصت مكاسبها بعدما أشارت تقارير إلى أن الهجوم كان محدود النطاق. كما قال مسؤول عسكري إيراني كبير إن طهران ردت على التهديدات الإسرائيلية، ولم تحمل الدولة اليهودية مسؤولية الهجوم الأحدث.

تُعد أصفهان موطناً لنحو مليوني شخص، ويوجد بها عدد من القواعد والمنشآت العسكرية. ويُعتقد أن المدينة كانت واحدة من عدة مواقع إطلاق الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل ليلة السبت.

كشفت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" عن إصابة قاعدة جوية عسكرية قرب أصفهان.

أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة يوم الخميس باعتزامها الرد خلال فترة الأربع وعشرين ساعة إلى الثمانية وأربعين ساعة التالية، وفق تصريحات أدلى بها مسؤولان أميركيان لـ"بلومبرغ"، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما نظراً لسرية المحادثات. ورفض المتحدثان باسم مجلس الأمن القومي والبنتاغون التعليق على الأمر.

اقرأ أيضاً: انحسار موجة صعود الذهب والأسواق تركز على توترات الشرق الأوسط

تجاوز سعر خام برنت 90 دولاراً للبرميل، قبل تراجعه إلى نحو 87.4 دولار للبرميل في الساعة 10:45 صباحاً في لندن، مرتفعاً بأقل من 1% خلال التداول اليوم.

كما تخلى الذهب عن مكاسبه سريعاً، أما عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات -التي يعدها المستثمرون في العالم ملاذاً آمناً آخر في أوقات التوترات الجيوسياسية- فانخفضت بنحو 5 نقاط أساس، لتصل إلى 4.58%.

هبطت قيمة الشيكل في الأسبوع الجاري إلى أدنى مستوى في 2024، إلا أنها استقرت عند سعر صرف 3.79 مقابل الدولار يوم الجمعة. وحدث ذلك الاستقرار رغم أن وكالة "إس آند بي غلوبال للتصنيفات الائتمانية" (S&P Global Ratings) خفضت التصنيف الائتماني لإسرائيل بمقدار درجة واحدة إلى (A+)، أي أنها ما تزال في نطاق الدرجة الاستثمارية بأريحية، قبل ساعات من ورود أنباء عن الهجوم.

دعوات لضبط النفس

كانت إسرائيل قد تعهدت بالرد على شن إيران هجوم شاركت فيه أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ، دُمر معظمها قبل إصابة الأهداف. ورغم أن الهجوم سبب ضرراً محدوداً ولم يسفر عن وفيات، لفتت إسرائيل إلى أن عدم الرد سيبعث برسالة تنم عن الضعف إلى إيران والأعداء الآخرين.

بررت طهران هجومها بأنه رد فعل مشروع على الغارة على مبنى سفارتها في سوريا في 1 أبريل، والذي أسفر عن مقتل عدد من العسكريين الإيرانيين، وحمّلت إسرائيل مسؤوليته.

اقرأ أيضاً: أميركا تستعد لفرض عقوبات على برنامج الصواريخ والمسيرات الإيراني

حثت الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية نتنياهو على ضبط النفس، وسافر وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا إلى إسرائيل يوم الأربعاء للاجتماع به.

كان نتنياهو أمام معضلة في الأسبوع الجاري، فبينما أصر عدد من أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف في حكومته على القيام برد صارم، انقسمت آراء الشعب بشأن ما إذا كان يجب على الدولة الرد في المقام الأول. وأشار عديد إلى أن الأمر ليس جديراً باستفزاز إيران والتسبب في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

أمضت إسرائيل أكثر من 6 شهور في حربها على غزة، وما تزال مصممة على مهاجمة مدينة رفح، حيث يختبئ آلاف من مقاتلي حماس، حسب مزاعم تل أبيب. وتطالب أطراف عدة في البلاد الحكومة بالتركيز على إنهاء الحرب على الجماعة المسلحة المدعومة من إيران بعد شنها عملية اجتياح فتاكة في 7 أكتوبر.

الكرة في ملعب إيران

في حالة تحميل إسرائيل المسؤولية، فقد تحدد طبيعة وحجم الهجوم الذي وقع اليوم الجمعة، بما يشمل أي ضحايا، ما إذا كانت حدة الهجمات الانتقامية المتبادلة بين الطرفين ستتصاعد أم ستبدأ في التراجع.

زياد داوود، كبير المحللين الاقتصاديين للأسواق الناشئة في "بلومبرغ إيكونوميكس"، قال إن "الكرة حالياً في ملعب إيران. السيناريو المُرجح هو تجنب التصعيد بعدم شن هجوم مباشر آخر على إسرائيل".

واعتبر عدد من المحللين استهداف المنشآت النووية في إيران الخيار الأخطر والأعنف أمام إسرائيل، فيما ستكون الغارات على المنشآت العسكرية غير النووية والهجمات الإلكترونية ضمن الخيارات الأقل تصعيداً.

أشارت الدلائل الأولية على أن الهجوم كان "رمزياً"، ولن يجبر إيران على الرد بعنف، وفق تصريحات الجنرال المتقاعد إسرائيل زيف لـ"القناة 12" المحلية.

اقرأ أيضاً: تطوير إيران للطائرات المسيرة يعيد صياغة مفهوم الحروب

أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عن عدم رضاه عن رد بلاده، ووصفه في منشور من كلمة واحدة باللغة العبرية على منصة "إكس" بأنه "ضعيف".

بن غفير ليس عضواً في حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، ولا في مجلس الحرب الخماسي الذي يتخذ القرارات النهائية في العمليات العسكرية. إلا أنه يؤدي دوراً محورياً في بقاء ائتلاف حكومة نتنياهو في السلطة، وقال بعد هجوم إيران إنه ينبغي لإسرائيل أن ترد بقوة وشراسة.

أظهرت وسائل الإعلام الإيرانية هدوء الأوضاع في أصفهان، وأكدت سير الأمور على النحو الطبيعي المعتاد. فيما قرر المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد عدم عقد اجتماع طارئ، وفق قنوات التلفزيون الحكومية.

كانت إيران تستعد طوال الأسبوع للرد الإسرائيلي.

تحذير إيراني قبل الهجوم الأحدث

تتهم طهران تل أبيب بشكل دوري بشن هجمات وارتكاب أعمال تخريبية تستهدف منشآتها النووية ومواقعها العسكرية فيما مضى، ومن بينها أصفهان، التي يوجد بها عدد من المنشآت المهمة لتخصيب اليورانيوم وصنع الصواريخ النووية. ورغم زعم إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، يتهمها الغرب بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية.

اقرأ أيضاً: ماذا تعني الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران؟

أشارت إيران يوم الخميس إلى احتمال إعادة النظر في عقيدتها النووية في حالة مهاجمة إسرائيل منشآت نووية.

كما حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إسرائيل من التهور والاندفاع بعد الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، وقال لـ"سي إن إن": "في حالة مغامرة الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى ومهاجمتها المصالح الإيرانية، سيكون ردنا التالي فورياً وعلى أقصى مستوى".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك