انخفضت أسعار الذهب لليوم الثاني مع ارتفاع عائدات السندات الأمريكية، وتجاهُل بعض المستثمرين للرسالة الليّنة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والرهان على أن المركزي الأمريكي سيسمح للتضخم بتجاوز المعدَّل المستهدف في ضوء حدوث انتعاش اقتصادي.
وتحوم العوائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات حول 1.7% بعد أن ارتفعت نحو 11 نقطة أساس إلى 1.75% يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2020.
وعزز استعداد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول السماح للاقتصاد بمواصلة النموّ بدعم من البنك المركزي التوقعات بتسارع معدل التضخم. وأشار باول أيضاً إلى أنه غير قلق بشأن القفزة الأخيرة في عوائد السندات طويلة الأجل، مع استمرار تركيزه على ما إذا كانت الظروف المالية لا تزال ملائمة.
وأثّر ارتفاع عوائد السندات في الطلب على الذهب الذي لا يقدّم فائدة، على الرغم من أن دوره كأداة تحوُّط ضد التضخم قد ساعد على توفير بعض الدعم للأسعار.
وخلال مؤتمره الصحفي بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الجاري، قال باول إن ارتفاع الأسعار في 2021 من المرجح أن يكون عابراً، ولن يُنظر إليه على أنه تقدم نحو أهداف البنك المركزي طويلة الأجل.
احتمال الصعود
وقال جون فيني، مدير تطوير الأعمال في مؤسسة "غارديان غولد أستراليا" ( Guardian Gold Australia)، ومقرها سيدني: "لم يقُل باول ما يكفي لتهدئة سوق السندات حتى الآن، ولكنه سيُلقي بضع خطابات قريباً قد تشهد تغييراً في اللهجة".
وأضاف: "مستثمرو الذهب يركزون بشكل كبير على عوائد السندات في الوقت الحالي، ويتجاهلون حقيقة أن الذهب لا يزال بإمكانه الارتفاع في الظروف التي تشهد صعود عوائد السندات وأسعار الفائدة، ما دمنا نرى (احتمال صعود) التضخم".
وانخفضت أسعار الذهب في التعاملات الفورية 0.3% إلى 1731.94 دولار للأوقية بحلول الساعة 12:22 مساء يوم الجمعة (بالتوقيت المحلي) في سنغافورة، بعد انخفاضه 0.5% يوم الخميس. وتراجعت أسعار كل من الفضة والبلاتين.
واستقرّ مؤشر بلومبرغ للدولار في التعاملات الفورية بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% يوم الخميس.
وبشكل منفصل، أبقى البنك المركزي الياباني الجمعة، أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، لكنه أوضح حجم نطاق حركته إزاء عوائد السندات، وألغى هدف الشراء لصناديق الأسهم في نهاية مراجعة السياسة التي تهدف إلى منحه مزيداً من المرونة لرفع معدَّل التضخم في المستقبل.
وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار البلاديوم بنسبة 13% الأسبوع الماضي، لأعلى مستوى خلال عام، بناء على تقديرات بحدوث عجز في المعروض أكبر من المتوقع بعد أن خفضت شركة "نورنيكل" الروسية، أكبر منتج للمعدن في العالم، تقديراتها للإنتاج في 2021، بعد الفيضانات في مناجمها بالقطب الشمالي.