قفزت أسعار النفط وسط تزايد المخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط، مع ارتفاع خام برنت فوق 90 دولاراً للبرميل في حركة صعودية مفاجئة.
وعكس الخام القياسي العالمي انخفاضاً مبكراً بعد تقارير إعلامية، لم يتم التحقق منها، عن انفجارات في إيران وسوريا والعراق. أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أمس الخميس أنها تخطط للرد على طهران خلال 24 إلى 48 ساعة، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
كان التجار يستعدون طوال الأسبوع لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار غير المسبوق الذي شنته الجمهورية الإسلامية في نهاية الأسبوع الماضي، مع تصاعد الخطاب بين البلدين، حيث حذرت إيران من ضرب منشآتها النووية. وارتفع الذهب أيضاً في تعاملات الجمعة، ليقترب من مستوى قياسي.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع لدى "آي إن جي غروب إن في" (ING Groep NV) في سنغافورة: "التقارير غير المؤكدة عن ضربات في الشرق الأوسط قد تشير إلى أن أسوأ المخاوف قد تحققت"، مع استعداد المتداولين لرد إسرائيل على الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الإيرانية.
وأضاف: "إذا تبين أن التقارير صحيحة - واعتماداً على طبيعة الضربات - فإننا نقترب من سيناريو تصبح فيه مخاطر العرض حقيقة واقعة، وبالتالي من المرجح أن تضطر السوق إلى البدء في التسعير بعلاوة مخاطر أكبر".
مخاطر على الاقتصاد العالمي
ارتفع سعر النفط الخام خلال العام حتى الآن، مع المكاسب المدفوعة بتفاقم جولة الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تخفيضات إمدادات "أوبك +". وتمثل المنطقة نحو ثلث إمدادات الخام العالمية. ومن شأن ارتفاع أسعار الطاقة، إذا استمر، أن يزيد المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي ويشكل تحدياً لمحافظي البنوك المركزية.
وقال محللو "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets LLC)، بما في ذلك هيليما كروفت، في مذكرة قبل ارتفاع أسعار النفط: "نحن نواصل تسليط الضوء على الخطر المتزايد المتمثل في أن هذه الحرب ستتجه إلى التصعيد". وأضافت: "يمكن أن تقع إمدادات النفط في مرمى هذا الصراع المتسع".