تجاوزت عائدات سندات الخزانة مستويات رئيسية أخرى، مع تعزيز تجار السندات لرهاناتهم، على أن الاحتياطي الفيدرالي سيسمح للتضخم بالتجاوز مع تعافي الاقتصاد الأمريكي.
وارتفع عائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات 11 نقطة أساس، ليصل إلى 1.75%، وهو أعلى مستوى له منذ يناير 2020، في حين تجاوزت عائدات السندات لأجل 30 عاماً 2.5% للمرة الأولى منذ أغسطس 2019.
ويجري حالياً تداول مقاييس السوق لتوقعات التضخم بالقرب من أعلى مستوياتها في عدة سنوات، مع تقليص المتداولين للمراهنات، على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في التشديد في وقت متأخر من العام المقبل. كما انتعش الدولار مقابل نظرائه الرئيسيين.
أتت هذه التحركات في أعقاب إشارة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أنه غير قلق بشأن الارتفاع الأخير في العائدات طويلة الأجل، مع استمرار تركيزه على مدى ملائمة الظروف المالية.
ارتفعت المعدلات هذا العام بسبب التوقعات القائلة، إن الإنفاق التحفيزي وطرح اللقاحات سيغذيان انتعاشاً اقتصادياً أكثر قوة، وسيزيدان من التضخم.
وقال إيان لينجن، من "بي إم أو كابيتال ماركتس": "أعطى باول الضوء الأخضر لعائدات أعلى لسندات 10 و30 عاماً مع تسارع وتيرة التقدم في الخروج من الوباء. ستبقى توقعات التضخم الأساسية مرتفعة، وستظل حجر الأساس للاتجاه الهابط في سندات الخزانة، حتى يتم تحدي هذه الافتراضات. في الوقت الحالي، لا داعي لمحاربة منحنى العائد الأرخص والأكثر حدة ".
المزيد من الاتجاه الصاعد للعائد
ارتفعت أحجام العقود الآجلة، بعد أن تجاوز العائد القياسي لسندات 10 سنوات 1.7%، ما أفسح المجال لنوبة بيع أخرى. وكانت سندات الخزانة تواجه بالفعل ضغوطاً متواضعة في ساعات التداول الآسيوية، قبل أن تتسارع التدفقات في بداية جلسة لندن، وارتفعت العائدات إلى مستويات عالية جديدة في التعاملات الصباحية في نيويورك. وتم التخلص من صفقات الشراء التي تم تجميعها قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، ما ساهم في زيادة عمليات البيع.
ومن المرجح أن تصل عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 2%، حيث إن التجار "توصلوا إلى وجهة نظر مفادها أن النمو القوي في الولايات المتحدة، مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تسامحاً مع ارتفاع معدلات التضخم، يعنيان أن هناك المزيد من الاتجاه الصاعد لعائدات السندات"، كما يقول كون غوه، المحلل الاستراتيجي في "أستراليا آند نيوزيلندا بانكينغ غروب".
وكتب الخبراء الاستراتيجيون في "آي إن جي غروب" بقيادة بادرايك غارفي:
النبرة العامة من الاحتياطي الفيدرالي تترك النهاية الخلفية للمنحنى غير محمية إلى حد كبير. لا يوجد عائق حقيقي أمام اختبار عائدات أعلى لسندات 10 سنوات في الأسابيع المقبلة
وكان رد الفعل أكثر هدوءاً في أسواق معدلات الفائدة الأوروبية، حيث قام البنك المركزي الأوروبي بإظهار نبرة أكثر قلقاً من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن ارتفاع العوائد. ساعد ذلك لفترة وجيزة في دفع الفارق بين سندات الخزانة الأمريكية القياسية والسندات الألمانية إلى أكثر من 200 نقطة أساس للمرة الأولى منذ أكثر من عام. كما اتسعت الفجوة المماثلة في العوائد الحقيقية إلى أكبرها منذ مارس 2020.
وفي حين يقول الكثيرون بمن فيهم شركة "بلاك روك"، إن التوقعات الخاصة بمكاسب التضخم المستمرة في غير محلها، يرى آخرون أن خطر حدوث تجاوز كبير أمر حقيقي. يرى المحللون الاستراتيجيون في "دويتشه بنك" أن عائد السندات لأجل 10 سنوات في الولايات المتحدة سيرتفع إلى 3% إذا تحققت زيادات الأسعار في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
وقال ريتشارد ماكغواير، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في "رابو بنك": "قد يوضح نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي المبني على الثبات خلال التوجه حقيقة أنه ينوي أن يعمل بنمط رد الفعل لا الوقاية، لكن هذا لا يعالج حالة عدم اليقين فيما يتعلق بآفاق التضخم. لا يمكن للمستثمرين الاعتماد على أن البنك يمضي قدماً في المنحنى إذا كان ذلك ضرورياً".