قالت وكالة الطاقة الدولية إن موجة الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على مصافي النفط الروسية، تهدد بحدوث اضطرابات في أسواق المنتجات البترولية العالمية.
كثفت أوكرانيا هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة على صناعة النفط الروسية هذا العام، في محاولة لتعطيل إمدادات الوقود للجيش، وكبح إيرادات الكرملين.
ومن الممكن أن يتوقف ما بين 500 ألف إلى 600 ألف برميل يومياً من طاقة معالجة النفط الخام في البلاد هذا الربع على أساس إجمالي، قبل التعويضات، وفقاً للتقرير الشهري للوكالة الدولية.
أشارت الوكالة التي تتخذ في باريس مقراً يوم الجمعة، إلى أن إغلاق المصافي أو الوحدات المتضررة لمدة تتراوح بين أربعة وثمانية أسابيع للإصلاحات، "قد يعني خسارة كبيرة" لصادرات المنتجات النفطية الروسية.
وتعتمد الأسواق الدولية "على الصادرات الروسية من الديزل والنافتا ووقود الطائرات، في حين تسحب أنظمة التكرير في آسيا كميات كبيرة من الوقود المتبقي والمتشقق لتعزيز صناعة اللقيم".
بيان وكالة الطاقة الدولية مشابه لبيان سابق لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي حذّر من أن الهجمات الأوكرانية "يمكن أن يكون لها تأثير غير مباشر" على سوق الطاقة العالمية.
سرعة في إصلاح المصافي
حتى الآن كان الانخفاض الفعلي في تشغيل المصافي أقل بكثير. تتوافق بيانات إنتاج المصافي الأسبوعية الرسمية في روسيا حتى أواخر مارس مع تدفقات النفط الخام عند 5 ملايين إلى 5.2 مليون برميل يومياً، بدلاً من 4.6 مليون برميل يومياً التي يشير إليها التقييم التصاعدي لانقطاعات المصافي، وفقاً لوكالة الطاقة.
اقرأ أيضاً: النفط الروسي يتداول فوق الحد الأقصى للأسعار في كل مكان
كانت بعض مرافق البلاد سريعة نسبياً في إصلاح المعدات المتضررة. فقط مصفاة توابسي التابعة لشركة "روسنفط" بالقرب من البحر الأسود، والتي تعرضت للهجوم في أواخر يناير، لا تزال خارج الخدمة. ولكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك بسبب غارة الطائرات المسيرة، أو الصيانة الأولية المخطط لها. وقالت "وكالة الطاقة الدولية" نقلاً عن تقارير، إنه من المرجح أن تستأنف المصفاة العمليات في منتصف مايو.
كما نشرت مصافي التكرير الروسية وحدات معالجة خام احتياطية أو غير مستغلة بشكل كافٍ للتخفيف من تأثير هجمات الطائرات المسيرة قبل الارتفاع المفاجئ في الطلب الموسمي. وقالت وكالة الطاقة: "يبدو من المعقول أن يكون نظام التكرير الروسي كبيراً بما يكفي لتعويض بعض الانقطاعات، عن طريق تأجيل الصيانة المخطط لها، أو زيادة التشغيل في أماكن أخرى من النظام".
قيود الإنتاج
وذكرت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي أنه في الأيام الثلاثة الأولى من أبريل، أنتجت مصافي التكرير الروسية ما متوسطه 5.25 مليون برميل يومياً. ورغم التعافي منذ منتصف مارس، إلا أن التشغيل اليومي للمصافي لا يزال أقل بكثير من 5.78 مليون برميل من النفط الخام المعالج في الأيام الأولى من أبريل من العام الماضي، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" المستندة إلى بيانات تاريخية.
اقرأ أيضاً: واشنطن تنتقد الضربات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية
وبلغ متوسط إنتاج روسيا من النفط الخام 9.42 مليون برميل يومياً في مارس، أو أقل بنحو 30 ألف برميل من الهدف الذي حددته البلاد، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وفي عام 2023، تعهدت الدولة بخفض الإنتاج اليومي بمقدار 500 ألف برميل إلى 9.45 مليون برميل حتى نهاية عام 2024. كما وعدت بكبح صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية بمقدار 500 ألف برميل يومياً في الربع الأول.
واعتباراً من هذا الشهر، ستتراجع روسيا عن بعض تخفيضات الصادرات هذه، مع تعميق تخفيضات الإنتاج أيضاً، كجزء من اتفاق مع بعض الدول في "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك).
وفي أبريل، ستخفض روسيا إنتاج النفط الخام بمقدار 350 ألف برميل إضافية يومياً، لكنها ستحجب 121 ألف برميل يومياً فقط من الصادرات. وفي شهر مايو، سيكون التقسيم 400 ألف برميل يومياً من الإنتاج، و71 ألف برميل من الصادرات. وفي يونيو ستأتي القيود من الإنتاج فقط.
تقدّر "وكالة الطاقة الدولية" أن متوسط إنتاج روسيا من النفط الخام سيبلغ نحو 9.1 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، بانخفاض 300 ألف برميل يومياً عن الأشهر الثلاثة السابقة.