انخفضت عملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوياتها في ما يقرب من ثلاثة أشهر، ومحت الأسهم مكاسب الأسبوع، حيث أدت التوترات الجيوسياسية المتزايدة إلى تأجيج النفور من المخاطرة، وسط تحوّل في توقعات أسعار الفائدة الأميركية.
انخفض مؤشر "أم إس سي آي" لعملات الاقتصادات الناشئة بنسبة 0.5% في اليوم الثالث من الانخفاضات، مع إقبال المستثمرين على الذهب والدولار. وقاد الفورنت المجري والبيزو المكسيكي الانخفاض.
كما انخفض مؤشر مماثل لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 1.2%، على الرغم من أن المؤشر الفرعي للأسهم المرتبطة بالسلع الأساسية يتجه للأسبوع الرابع من الارتفاع على خلفية زيادة أسعار الطاقة والمواد الخام.
العزوف عن المخاطرة
قال جاياتي بهارادواج، استراتيجي سوق الصرف الأجنبي في شركة "تي دي سيكيوريتيز" إن ما يحدث "يتعلق بالعزوف عن المخاطرة، مدفوعاً بالتصعيد في الشرق الأوسط". وأضاف: "إنك ترى ارتفاعاً في العملات التي تُصنف ملاذاً آمناً، مثل الدولار والين، ما يؤثر بدوره على عملات الأسواق الناشئة.
استمرت عملية إعادة التسعير العالمية التي أثارتها بيانات نمو الأسعار الأميركية الصادرة يوم الأربعاء، وسط مخاوف إضافية من حدوث مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران يوم السبت.
وبشكل منفصل، يؤدي تكثيف الهجمات الروسية على أوكرانيا إلى إثارة المخاوف من أن الجهود العسكرية التي تبذلها كييف تقترب من نقطة الانهيار.
وتراجعت جميع العملات النامية الـ23 التي تتبعتها "بلومبرغ" تقريباً. وانخفض البيزو المكسيكي مع ارتفاع تقلباته الضمنية إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير، بعد شهر واحد فقط من تسجيله أدنى مستوى له منذ أربع سنوات. وهذا يقوّض جاذبية تجارة المناقلة للعملة الرئيسية الأفضل أداءً في العالم هذا العام.
حذر من عملات الأسواق الناشئة
قال الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" إنهم كانوا حذرين بشأن سندات وعملات الأسواق الناشئة "بسبب المخاوف بشأن أسعار الفائدة والتداولات المزدحمة"، وسينتظرون لحظة أفضل لزيادة التعرض.
وكتب محللو البنك بقيادة ديفيد هونر في مذكرة إن "هذا قد يكون الوقت المناسب لرفع مخاطر الأسواق الناشئة مرة أخرى، حيث يتم تقديم الدفعة الأخيرة من البيانات قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأميركية في يونيو". وأضافوا: "في الوقت الحالي، نتجنب عمليات الشراء الصريحة في عملات الأسواق الناشئة وأسعار الفائدة، ونظل حذرين بشأن فروق الأسعار".