أثبت ارتفاع الذهب المتواصل لمستويات قياسية جديدة أنه لغز بالنسبة للعديد من مراقبي السوق. يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكلفة حماية بعض المضاربين لأنفسهم من ارتفاع أسعار النفط الخام في سوق سريع التحول إلى الصعود بقوة. وبينما ينتظر تجار المحاصيل توقعات تقرير رئيسي لوزارة الزراعة الأميركية حول الطلب العالمي، يحظى المزارعون الأميركيون بأفضل ظروف للقمح الشتوي منذ سنوات.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها في الاعتبار لأسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول:
سبائك الذهب
فاجأ ارتفاع الذهب القوي الأسبوع الماضي، والذي شهد اختراق المعدن النفيس مستوى 2300 دولار للأونصة، الكثير من المراقبين مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية والذي عادة ما يشكل ظروفاً غير مواتية لسبائك الذهب. يدل هذا اللغز على وجود عوامل مؤثرة أكثر صلابةً، مع عمليات شراء قوية من قبل البنك المركزي وزيادة طلب المستهلكين في الصين ما يعزز زخم الذهب.
على الرغم من احتمال حدوث تصحيح قصير الأجل في مستويات ذروة الشراء الحالية، إلا أن التوقعات إجمالاً صعودية. يلمح وضع العقود الآجلة الضعيف إلى وجود مجال لمزيد من المضاربة التي يمكن أن تغذي المزيد من الارتفاعات، في حين أن التحول المرتقب لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة - عندما يحدث - من المرجح أن يشهد تدفق المستثمرين مرة أخرى إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بعد شهور من عمليات السحب.
النفط
للمرة الأولى منذ نوفمبر، يدفع مضاربو عقود خيارات النفط أموالاً أكثر للتحوط ضد ارتفاع تكاليف النفط الخام. يُظهر المقياس المعروف بمعامل الانحراف وجود طلب على عقود خيارات الشراء الصاعدة يفوق عقود خيارات البيع الهابطة.
يبرز تحول السوق إلى معامل انحراف إيجابي لعقود البيع على الثقة في اتجاه صعودي للنفط الخام، وسط احتدام التوترات الجيوسياسية. تجاوز مؤشر خام برنت القياسي العالمي 90 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ أكتوبر 2023 الأسبوع الماضي، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط أيضاً إلى مستويات لم نشهدها منذ 6 شهور تقريباً.
القمح
يأتي انتعاش محصول القمح في الولايات المتحدة الأميركية في وقت يشتري فيه المستهلكون المهتمون بالصحة كميات أقل من الطعام المصنوع من الحبوب الأساسية. يوفر تراجع حدة الجفاف في المنطقة الرئيسية لزراعة القمح مكون الخبز الأساسي الأميركي ظروفاً هي الأفضل للمحصول منذ 4 أعوام. في هذه الأثناء، كانت المطاحن تنتج كميات أقل من الدقيق. بالجمع بين هذه العوامل، يعني ذلك تراجع الطلب المحلي على القمح في وقت يخسر المزارعون الأميركيون حصتهم في أسواق تصدير الإمدادات الأرخص لصالح كبار شركات التصدير في روسيا.
من المقرر أن تصدر وزارة الزراعة الأميركية تقديرات الزراعة والطلب العالمي الخميس المقبل، ما سيسلط الضوء على الطلب على القمح الذي تم حصاده ومحاصيل أخرى.
القهوة
تستمر تكلفة القهوة في الارتفاع، مع صعود قوي لأسعار كل من حبوب روبوستا الأرخص ونوع أرابيكا الممتاز. يجري تداول العقود الآجلة لقهوة روبوستا على مقربة من مستويات قياسية إذ تهدد موجة الحر الإنتاج في فيتنام أكبر دولة مصدرة، ما يفاقم المخاوف إزاء نقص الإمدادات العالمية من الحبوب المستخدمة في صنع القهوة سريعة التحضير.
بلغت أسعار قهوة أرابيكا -النوع الذي تفضله شركة "ستاربكس"- أعلى مستوياتها منذ 17 شهراً، إذ تنظر شركات التحميص إلى هذه الحبوب بوصفها بديلاً لقهوة الروبوستا في صنع الخلطات. قد تحصل السوق على مؤشرات تبين ما إذا كانت البرازيل ستشهد قريباً تحسناً -المورد رقم 1 لقهوة أرابيكا- عندما يصدر مجلس مصدري القهوة في البرازيل (Cecafé) بيانات التصدير الشهرية بوقت لاحق من الأسبوع الحالي.
السيارات الكهربائية
تتعرض مبيعات المركبات الكهربائية لنقل الركاب لبعض العقبات المستقبلية والتي ربما تُقلص معدلات النمو السنوية عالمياً، بحسب أحدث تقرير لـ"بلومبرغ إن إي إف" عن القطاع. قد تسفر التعديلات التنظيمية في أوروبا، وتشبع السوق في الصين، وحالة عدم اليقين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية، عن إضعاف ثقة المستهلكين. رغم ذلك، تقدر "بلومبرغ إن إي إف" أن مبيعات السيارات الكهربائية السنوية للعام الحالي قد تصعد بنسبة 22% إلى 16.7 مليون سيارة كهربائية لنقل الركاب حول العالم، ما يعد تراجعاً مقارنة بقفزة السنة الماضية بنسبة 30%.
