يقترب اليوان من أدنى مستوى مسموح بالتداول عنده داخل بر الصين الرئيسي، فيما يعد أحدث علامة على أن سلسلة البيانات الاقتصادية الإيجابية الأخيرة لم تكن كافية لدعم العملة الصينية.
تراجعت العملة الصينية إلى أدنى مستوياتها خلال أربعة أشهر مقابل الدولار الأميركي في التعاملات الداخلية يوم الثلاثاء، لتبتعد ببضع نقاط أساس فقط عن الحد الأدنى لنطاق التداول الذي يسمح به البنك المركزي.
وفي السوق الخارجية ذات التداولات الأكثر حرية، ظل اليوان يحوم عند مستوى أضعف من الحد اليومي للتداول داخل البلاد لنحو ثماني جلسات متتالية. وتتزايد علامات التذبذب أيضاً في سوق عقود الخيارات.
ضعف اليوان يعزز النمو
يشير الضغط المستمر على العملة إلى أن المتداولين يتوقعون اعتماد بكين على اليوان الضعيف للمساعدة في إنعاش النمو في ظل غياب حزم التحفيز الضخمة. وتعتبر مهمة بكين معقدة بسبب حاجتها إلى منع هروب رأس المال الفوضوي. ولتحقيق الاستقرار في السوق، تمسك صُناع السياسات بدعمهم لسوق الصرف الأجنبي من خلال تحديد سعر صرف يومي أقوى من المتوقع يوم الأربعاء.
اقرأ المزيد: المركزي الصيني يمدد دعم اليوان
تعكس هذه الظاهرة أيضاً اتجاهاً أوسع نطاقاً في آسيا، حيث تراجعت العملات الإقليمية في المنطقة بضغط من زيادة قوة الدولار، وفي ظل إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه ليس على عجلة من أمره لتيسير السياسة النقدية.
قال كريستوفر وونغ، الخبير الاستراتيجي في شركة "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ" (Oversea-Chinese Banking Corp)، إن البنك المركزي ملتزم بخطة استقرار العملة، لكن "مع تراجع قيمة معظم العملات الآسيوية، لا أستبعد اغتنام صُناع السياسة الفرصة للسماح بانخفاض قيمة اليوان قليلاً" ليتماشى مع بقية العملات.
فيما يلي ثلاثة أمور توضح ضغوط اليوان في أسواق العملات:
اختبار الحدود
كان مستوى تداول اليوان يقترب بأقل من 20 نقطة أساس من الحد الأدنى لمستوى التداول اليومي مقابل الدولار يوم الثلاثاء، وهو أقرب ما يكون إلى النطاق الضعيف الذي سُجل في نوفمبر. وتقتصر حركة العملة المُدارة على الصعود أو الهبوط بنسبة 2% على جانبي السعر المرجعي اليومي، والمعروف بـ"سعر الصرف الثابت"، الذي حدده بنك الشعب الصيني.
مُنع المستثمرون لفترة وجيزة من إجراء بعض معاملات تبادل اليوان، التي تدل على أن العملة كانت أضعف من نطاق تداولها المحدد مقابل الدولار يوم الثلاثاء، وفقاً للمتداولين.
تجاوز الحدود
جرى تداول اليوان في الأسواق الخارجية -التي تواجه قيوداً أقل بكثير على السعر- عند مستوى أضعف من الحد الأدنى لنطاق التداول الداخلي لثماني جلسات حتى يوم الثلاثاء. وتعد هذه هي أطول فترة تراجع منذ أن جعل بنك الشعب الصيني نظام تثبيت اليوان أكثر اعتماداً على توجهات السوق في أغسطس 2015.
الإقبال على التحوط
تتزايد المعنويات الهبوطية تجاه اليوان في سوق عقود الخيارات. كما استمر ارتفاع مؤشر الطلب على خيارات شراء اليوان مقابل الدولار لأجل شهر واحد عند مستوى أعلى من خيارات البيع، وهو مؤشر يُعرف باسم انعكاس المخاطر، وذلك بعدما لامس المؤشر أعلى مستوى له منذ سبعة أشهر في أواخر الشهر الماضي.