بقي إنتاج "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) من النفط الخام ثابتاً الشهر الماضي، في حين تعثر بعض الأعضاء في تنفيذ التخفيضات المتفق عليها.
ضخت المنظمة 26.86 مليون برميل من النفط الخام يومياً في مارس، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ"، وهو مستوى لم يتغير كثيراً عن الشهر السابق له.
بعد ثلاثة أشهر من التوصل إلى تمديد الاتفاق الذي يهدف إلى دعم أسعار النفط عن طريق خفض الإنتاج، تلتزم العديد من دول المنظمة مثل السعودية والكويت بالاتفاق، لكن البعض الآخر لا يلتزم بذلك، فالعراق والإمارات والغابون تضخ عدة مئات الآلاف من البراميل يومياً فوق الحصص المتفق عليها.
مع ذلك، فإن الجهود المشتركة التي بذلتها "أوبك" وشركاؤها، ساعدت في تعزيز أسعار النفط الخام، التي تجاوزت 89 دولاراً للبرميل في لندن يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى لها هذا العام.
تعمل تخفيضات العرض، إلى جانب الطلب القوي بشكل مدهش على الوقود في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، على إبقاء الأسواق العالمية ضيقة، على الرغم من زيادة تدفق الإنتاج من الأميركتين.
الحرب على التضخم
من الممكن أن يشكل انتعاش أسعار النفط مصدر قلق للبنوك المركزية مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، خصوصاً في سعيها إلى التحول نحو سياسة نقدية أكثر مرونة، بالإضافة إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم الذين ما زالوا يعانون من سنوات من التضخم المتفشي. لكن بالنسبة للمملكة وحلفائها، فإن ارتفاع الأسعار يعزز الإيرادات الحكومية الحيوية.
اقرأ أيضاً: أمين عام أوبك: هذه خريطة الاستثمارات النفطية المطلوبة حتى 2045
من المقرر أن يقوم تحالف "أوبك+" المكون من 22 دولة، بمراجعة أسواق النفط العالمية في اجتماع عبر الإنترنت يوم الأربعاء، ويتوقع المسؤولون الإبقاء على الاستراتيجية الشاملة من دون تغيير. ومع ذلك، قد تكون هناك انتقادات لبعض الدول التي تتجاوز الحدود المخصصة لها.
أداء متباين
أظهر العراق تحسناً طفيفاً في الامتثال الشهر الماضي، إذ قلص الإنتاج بمقدار 30 ألف برميل يومياً إلى 4.17 مليون برميل يومياً، وفقاً لمسح "بلومبرغ". ومع ذلك، تستمر البلاد في ضخ ما يقرب من 170 ألف برميل يومياً أكثر من حصتها، على الرغم من الوعود العديدة التي بذلها وزير النفط حيان عبد الغني، بالالتزام الكامل، وحتى إجراء تخفيضات إضافية للتعويض عن الإفراط في الإنتاج.
وكثيراً ما طرحت بغداد وجهة نظرها في شأن الحدود التي وضعتها "أوبك+"، خصوصاً أنها تسعى إلى الحصول على عائدات النفط لإعادة بناء اقتصادها المدمر.
من جهتها، أنتجت الإمارات 3.13 مليون برميل يومياً في مارس، أي ما يزيد بنحو 218 ألف برميل عن الحد الأقصى المحدد، في حين زادت الغابون إنتاجها الشهر الماضي إلى 230 ألف برميل يومياً، أي نحو 60 ألف يومياً فوق سقف إنتاجها المحدد. أشارت أبوظبي إلى الحدود القصوى لـ"أوبك+" في تقرير يوضح انخفاض توقعات النمو الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: الإمارات تخفض توقعات نمو اقتصادها إلى 4.2% من 5.7%
كما يظهر الأعضاء الرئيسيون في تحالف "أوبك+" الأوسع، أداءً متبايناً. إذ نفذت روسيا متأخراً تخفيضات إنتاج النفط الخام التي وعدت بها قبل عام، لكن تنفيذها لتخفيضات الصادرات المتفق عليها لهذا العام أقل وضوحاً.
وبينما انخفضت شحنات الوقود مثل الديزل، فقد يكون ذلك مرتبطاً بضربات الطائرات المسيرة الأوكرانية على المصافي الروسية. وفي الوقت نفسه، انتعشت صادرات النفط الخام.
ومن المقرر أن تجتمع "أوبك+" في أوائل يونيو، لتقرر ما إذا كانت ستمدد قيود الإمدادات لبقية العام.
اقرأ أيضاً: تخفيضات إنتاج "أوبك+" تحقق الأثر المنشود
وفي حين يعتقد بعض المحللين مثل "جيه بي مورغان تشيس" أن التحالف يمكنه تخفيف التخفيضات واستعادة الإنتاج، فإن آخرين أقل ثقة، إذ تشير تقديرات "وكالة الطاقة الدولية" في باريس إلى أن تخفيف "أوبك+" التخفيضات، سيعيد الأسواق العالمية إلى تحقيق فائض.
ويستند مسح "بلومبرغ" إلى بيانات تتبع السفن، ومعلومات من المسؤولين، وتقديرات من الاستشاريين، بما في ذلك "كبلر" (Kpler Ltd) و"رابيدان إنرجي" (Rapidan Energy Group) و"ريستاد إنرجي" (Rystad Energy).