ارتفع إنتاج كوريا الجنوبية من أشباه الموصلات بأكبر وتيرة منذ 14 عاماً خلال فبراير، مما يشير إلى استمرار التعافي في القطاع الصناعي الأكثر أهمية في البلاد والطلب العالمي على التكنولوجيا.
قفز الإنتاج بنسبة 65.3% مقارنة بالعام السابق، وهي أكبر زيادة منذ أواخر 2009، وفقاً لبيانات نشرتها وكالة الإحصاء الوطنية يوم الجمعة. كما ارتفعت شحنات أشباه الموصلات بنسبة 59%، على الرغم من أنها كانت أقل من 62.7% في يناير. فيما انخفض المخزون بنسبة 16.2%، متراجعاً للشهر الثاني في علامة أخرى على الطلب القوي.
وتشير الأرقام الإيجابية، التي صدرت في تقرير يُظهر توسعاً أكبر من المتوقع في الإنتاج الصناعي الإجمالي، إلى أن الزخم في النمو الاقتصادي المحلي سيستمر نظراً لاستحواذ أشباه الموصلات على الحصة الأكبر من صادرات كوريا الجنوبية. وربما كان الإنتاج أكبر لو كانت عطلة العام القمري الجديد في يناير مثل العام الماضي بدلاً من فبراير.
توقعات باستمرار الزخم الإيجابي
من المحتمل أن يستمر نمو إنتاج أشباه الموصلات في مارس، وهذا ما تشير إليه زيادة صادرات الرقائق بنسبة 46.5% في أول 20 يوماً من الشهر مقارنة بالعام السابق. يعد الطلب المتزايد على الرقائق العاملة بالذكاء الاصطناعي واحداً من أهم محركات النمو، حيث تتوقع "إس كيه هاينكس"( SK Hynix Inc)، وهي ثاني أكبر شركة لتصنيع الرقائق في البلاد، استمرار الزخم الإيجابي في إمداداتها لشركة "إنفيديا" (Nvidia) على وجه الخصوص.
يقول هيوسونغ كوون، الاقتصادي لدى "بلومبرغ إيكونوميكس": "نتوقع أن ينمو الإنتاج بشكل مطرد خلال مارس، مدفوعاً بالطلب الخارجي القوي على رقائق الذاكرة العاملة بالذكاء الاصطناعي. وربما يؤثر التعافي الهش في الصين على طلبات منتجات كوريا الجنوبية، مما يعوض جزءاً من الزخم الناتج عن الطلب العالمي على الرقائق".
تشتهر سوق رقائق الذاكرة التي تدعم صناعة أشباه الموصلات الكورية الجنوبية بدورة الازدهار والكساد، وارتفاعها يمنح "بنك كوريا" ثقة أكبر للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة لمواصلة كبح التضخم في الوقت الحالي.
في الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج الصناعي الإجمالي بنسبة 4.8%، وهذا يزيد عن تقديرات الاقتصاديين البالغة 4%. وفي إشارة إلى ارتفاع الإنتاج، قالت وزارة المالية إن انتعاش الزخم الاقتصادي أصبح أكثر وضوحاً، كما تعهدت بتنفيذ الإنفاق المالي بسرعة خلال النصف الأول.