تباين أداء الأسهم الآسيوية بعد أن محت المؤشرات الأميركية مكاسبها في نصف الساعة الأخير من التداول، مع قيام المستثمرين بتعديل محافظهم بعد الارتفاع الذي أضاف لقيمة الأسهم بالفعل 4 تريليونات دولار هذا العام.
وانخفضت الأسهم عند جلسة الافتتاح في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين، بينما ارتفعت في اليابان وأستراليا. من المرجح أن يتم اختبار التقدم الأخير في أسواق الأسهم الصينية، حيث تعلن المؤسسات المالية الرئيسية عن أرباحها، بدءاً من البنك الصناعي والتجاري الصيني في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.
تراجعت أسهم شركة "علي بابا" في هونغ كونغ بعد أن ألغت الشركة طرحاً عاماً أولياً بقيمة مليار دولار أميركي لذراعها اللوجستية "كاينياو" (Cainiao). وانخفضت أيضاً شركة "بي واي دي" الصينية عملاقة المركبات الكهربائية، بعد أن أعلنت عن أرباح لعام 2023 فاقت التقديرات.
مؤشر الأسهم الأميركية
في الوقت نفسه، انخفضت شحنات "آيفون" من شركة "أبل" في الصين بنحو 33% في فبراير مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية، مما أدى إلى استمرار تراجع الطلب على الجهاز الرئيسي في أهم الأسواق الخارجية.
اتجهت العقود الآجلة للأسهم الأميركية نحو المكاسب بعد تراجع مؤشر "إس آند بي 500" لليوم الثالث. يسير مؤشر الأسهم الأميركية على المسار الصحيح لتحقيق خمسة أشهر متتالية من المكاسب.
يعد مؤشر "نيكاي 225" الياباني أحد مؤشرات الأسهم الآسيوية القليلة القادرة على مجاراة وتيرة الارتفاع في الولايات المتحدة، حيث تقدم بأكثر من 20% هذا العام، فيما يسير على الطريق الصحيح نحو واحد من أفضل أرباعه على الإطلاق. لم تتمكن سوق هونغ كونغ من التعافي بشكل كامل بعد انخفاضها في بداية العام، ومن المتوقع أن تشهد انخفاضاً طفيفاً في فترة الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، بينما من المقرر أن تسجل سوق سيدني مكاسب متواضعة.
الخروج من الأسهم
سيضطر المستثمرون إلى تقييم العديد من العوامل المتغيرة عند النظر إلى التدفقات المحتملة لنهاية الشهر، والتي تشمل أسبوعاً أقصر بسبب العطلة هذا الشهر، وفقاً لتوني سيكامور، محلل السوق في "آي جي أستراليا".
وكتب في مذكرة: "عادة ما تتضمن عملية إعادة توازن البيع في أسواق الأسهم الأفضل أداء، والتي ستكون بالنسبة لشهر مارس هي كوريا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، وشراء الأسهم في الأسواق المتراجعة." وأضاف: "بشكل أعم، من المفترض أن يشهد هذا الشهر، نظرياً، خروجاً من الأسهم ودخولاً إلى أدوات الدخل الثابت، التي حققت أداءً أقل مقارنة بالأسهم".
استقرت سندات الخزانة في التعاملات الآسيوية بعد انتعاشها من أدنى مستوياتها في جلسة أمس الثلاثاء بعد بيع سندات بقيمة 67 مليار دولار لخمس سنوات. وتراجع الين إلى أدنى مستوياته خلال اليوم بعد أن قال عضو في مجلس إدارة بنك اليابان يتبني سياسة نقدية متشددة إن الظروف المالية ستبقى تيسيرية.
وكان الدولار أقوى بشكل هامشي مقابل أقرانه من مجموعة العشرة، في حين لم يتغير اليوان في الخارج إلا قليلاً بعد أن عزز بنك الشعب الصيني مرة أخرى دعمه للعملة.
أرباح الشركات الصناعية الصينية
ارتفعت أرباح الشركات الصناعية الصينية في أول شهرين من العام، لتواصل سلسلة المكاسب منذ أغسطس وتضيف إلى الإشارات الإيجابية في الاقتصاد.
صعدت العقود الآجلة للكاكاو فوق مستوى غير مسبوق قدره 10000 دولار للطن المتري أمس قبل أن تمحو مكاسبها، وتلتقط استراحة من الارتفاع التاريخي الذي شهد تضاعف أسعار مكون الشوكولاتة الرئيسي هذا العام.
واصل النفط انخفاضه المتواضع بعد أن أشار تقرير صناعي إلى زيادة كبيرة في المخزونات الأميركية، وشهدت الأسواق الأوسع نبرة أضعف قبل نهاية الربع. وانخفض الذهب، لكنه تم تداوله بالقرب من مستوى قياسي.