ألغت مجموعة "علي بابا" القابضة طرحاً عاماً أولياً لذراعها اللوجستي "سايناو" (Cainiao) في هونغ كونغ، مما أدى إلى تأجيل العرض الذي كان من الممكن أن يجمع أكثر من مليار دولار.
أشارت شركة التجارة الإلكترونية الصينية الرائدة، التي تمتلك 64% من "سايناو" في إيداع تنظيمي الثلاثاء، إلى أنها تخطط الآن لشراء جميع الأسهم المتبقية التي يحتفظ بها المستثمرون والموظفون مقابل 3.75 مليار دولار.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم يناقشون مسألة خاصة، إن الشركة قررت تأجيل الصفقة بسبب ظروف السوق السيئة. وأضافوا أن "علي بابا" فقدت حماستها تجاه الصفقة هذا العام، مع تراجع أسعار الأسهم، ولكنهم نبهوا إلى أنها قد تلجأ إلى إعادة إحياء الطرح العام في حال تعافي الأسواق.
هذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها شركة علي بابا بإلغاء عملية طرح رفيعة المستوى لإحدى شركاتها الرئيسية. ففي عام 2023، فاجأت شركة الإنترنت الصينية السوق، عندما ألغت إدراج وحدتها السحابية البالغة قيمتها 11 مليار دولار.
شركة "سايناو" التي تتعامل مع جزء كبير من ملايين الطرود التي تولدها أعمال التجارة الإلكترونية التابعة لشركة "علي بابا" يومياً، تُعتبر واحدة من أسرع شركات المجموعة نمواً.
اقرأ أيضاً: "علي بابا" تقود تمويل شركة ذكاء اصطناعي صينية بقيمة 2.5 مليار دولار
تأجيل سابق
في العام الماضي، أجلت شركة "علي بابا" خططاً لطرح سلسلة بقالة "فريشيبو" (Freshippo). ويتزامن تراجعها مع تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق، في ظل مواجهة بكين أزمة عقارية وفقدان ثقة المستثمرين الأجانب والانكماش الاقتصادي الناتج عن ذلك. وفي الوقت نفسه، تكافح الشركات ذات التوجه المحلي، من أجل تنمية أرباحها بسبب تراجع ثقة المستهلك.
قال جوزيف تساي رئيس مجلس إدارة علي بابا في مدونة الثلاثاء إنه "بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لسايناو بالنسبة لشركة علي بابا، والفرصة الكبيرة طويلة المدى التي نراها في بناء شبكة لوجستية عالمية، نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لمضاعفة استثمارات علي بابا في تساينياو".
لا تزال شركة "علي بابا" تتصارع مع الأسئلة الوجودية المحيطة بشركة الإنترنت التي كانت مهيمنة ذات يوم، واعتبرت مقياساً للطلب الصيني. وأكد أداؤها خسارة حصتها في السوق أمام منافسين مثل "بي دي دي" و"بايت دانس"، وحققت زيادة أقل من المتوقع بنسبة 5% في إيرادات ربع ديسمبر إلى 260.3 مليار يوان (36.2 مليار دولار)، وهو ما يقل كثيراً عن وتيرة السنوات السابقة.
تخفيف الموقف
ومما يزيد من حالة عدم اليقين، أن الشركة تمر بتقسيم معقد متعدد الاتجاهات يهدف إلى إنشاء العديد من الشركات المستقلة وتجديد شباب الشركة التي تُعتبر رمزاً وطنياً.
حددت الشركة العام الماضي خططاً لطرح سلسلة بقالة "فريشيبو" وذراع الشركة اللوجستي "سايناو". لكن يبدو أن تساي خفف موقفه من تلك الخطط الشهر الماضي، قائلاً إن "علي بابا ليست في عجلة من أمرها لطرح أسهم سايناو، لأن ظروف السوق الصعبة ستمنعها من جني القيمة العادلة".
اقرأ أيضاً: "علي بابا" تكشف عن حصص حكومية صينية في أكثر من 10 شركات تابعة
وقدرت قيمة "سايناو" التي تقدمت بطلب الاكتتاب العام قبل نحو ستة أشهر في سبتمبر، بنحو 10.3 مليار دولار في عملية شراء مساهمي الأقلية.
وأضاف أن "علي بابا" التي تسيطر الآن بعد سنوات من الاستثمار المحموم على مجموعة واسعة من الأصول، تتطلع الآن بنشاط لبيع بعض تلك الممتلكات غير الأساسية. أفادت "بلومبرغ نيوز" أن الشركة تستكشف طرقاً لبيع سلسلة متاجر "إين تايم" (InTime) متعددة الأقسام، وعمليات البيع بالتجزئة الأخرى.
