عادت "روسنفت" (Rosneft) عملاقة الطاقة الروسية إلى الخسائر في الربع الثالث، مما يثير تساؤلات حول مصير التوزيعات النقدية السنوية لأول مرة في 14 عاماً.
وظلَّت الشركة تدفع بثبات توزيعات نقدية للدولة منذ عام 1999، وللمساهمين الآخرين أيضاً منذ أن أصبحت شركة عامة متداولة في 2006. لكنَّ دخل الشركة التي تتخذ موسكو مقرَّاً لها، قد تآكل بسبب انهيار أسعار النفط الخام في العام الجاري، والإنتاج المنخفض، وضعف الروبل (العملة الروسية)، إذ يلقي هذا شكوكاً حول خطط الدفع.
وبلغت الخسارة الصافية للشركة 64 مليار روبل خلال الربع الماضي متجاوزة متوسط توقعات المحللين التي ترجح خسارة 53.3 مليار روبل (الدولار يعادل 76.5 روبل).
وفقد الروبل أكثر من 8% من قيمته أمام الدولار، وأكثر من ذلك أمام اليورو، فوصلت خسائر "روزسنفت" جراء فرق العملة الأجنبية إلى 161 مليار روبل، بحسب التقرير المالي للشركة.
خيارات "روسنفت" لتعويض مساهميها
وبدأت الشركة بدفع توزيعات نقدية دورية في 2017؛ إذ كانت تخصص نصف أرباحها لهذه الغاية، وهو ما ساعدها على بقاء مساهميها إلى جانبها في ظل العقوبات الأمريكية، والقيود على الإنتاج التي اتفقت عليها مع تحالف "أوبك+" ، لكنَّ "روسنفت" قد تخلت عن دفعاتها المرحلية أول مرة في النصف الأول من العام الحالي بعدما منيت بخسارة خلال الفترة، على الرغم من تحقيقها بعض الربح في الربع الثاني.
وتشي خسارة الشركة في الربع الثالث أنَّ "روسنفت"، قد لا تتمكَّن من دفع توزيعات نقدية عن السنة بأكملها، بحسب "ميتش جينينغز" كبير محللي النفط والغاز في شركة "نوفا كابيتال" (Nova Capital) التي تتخذ من موسكو مقراً لها. وقال"جينينغز" في مكالمة معه يوم الجمعة" إنَّ إدارة الشركة قد تفكر ببرنامج إعادة شراء لأسهمها، لتكون خطوةً لإعادة القيمة لمساهميها.
تعافي الإيرادات
وقالت "روسنفت"، إنَّ عائداتها صعدت خلال الربع الثالث بنسبة 39 في المئة بالمقارنة مع الربع الثاني إلى 1.44 تريليون روبل، مما يعكس أسعاراً أعلى للنفط الخام خلال فترة الاتفاق مع "أوبك+"، وزيادة مبيعاتها المحلية من المنتجات النفطية.
وشهد سعر أسهم الشركة تحركاً متواضعاً عند 412.75 روبلاً للسهم خلال تعاملات الجمعة، مقلِّصاً خسائره المبكرة.
وتعافت الأنشطة التجارية للشركة في الربع الثالث بعد تراجعها في الربع الثاني إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، عندما تقلَّص حجمها بتأثير هبوط الطلب على النفط، والعقوبات الأمريكية.
وصعد مشتريات النفط الخام من الشركة خارج روسيا بنسبة 35 في المئة إلى 27.4 مليون برميل في الربع الثالث، لكنَّها كانت متراجعة بنسبة 57 بالمئة بالمقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي. وفيما استخدمت "روسنفت" بعض ذلك الخام لتزيد مصافيها في الخارج؛ فإنَّ الباقي كان تجارة صافية، بحسب قول ألسكندر بورغانسكي" المحلل في شركة "رينيسانس كابيتال" (Renaissance Capital).