ارتفعت أسعار الأسهم الأميركية لأعلى مستوياتها على الإطلاق وسط مكاسب في عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى في ظل تأهب متداولي وول ستريت لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي المرتقب يوم الأربعاء.
محت أسعار الأسهم خسائرها بعد انتعاش مجموعة شركات التكنولوجيا الكبرى "العظماء السبعة" في ما أطلق عليه "بنك أوف أميركا" اسم "التجارة الأكثر ازدحاماً". ارتد سعر سهم "إنفيديا كورب" لأعلى وسط رهاناتها أن رقائقها الجديدة ستغذي ارتفاعاً أضاف بالفعل تريليون دولار إلى قيمة الشركة هذا العام. استقرت السندات بعد الانخفاض الذي دفع المتداولين إلى تأجيل رهاناتهم على توقيت خفض أسعار الفائدة.
باول: الاحتياطي الفيدرالي يحتاج لمزيد من الثقة حيال التضخم
ينصح استراتيجيو "غولدمان ساكس" بقيادة كريستيان مولر جليسمان، المستثمرين باقتناص الأسهم عند الأسعار المنخفضة في حالة التراجع وسط خلفية من النمو الاقتصادي الجيد وعودة معدلات التضخم إلى طبيعتها. وقالوا: "رغم أن زخم الأسهم دعم إلى حد ما شهية المخاطرة على نطاق أوسع، فإننا نرى آثاراً محدودة لاستمرار الهبوط ما لم تحدث صدمة كبيرة تتعلق بأسعار الفائدة الأميركية".
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى حوالي 5180 نقطة على الرغم من أن حجم التداول كان أقل بكثير من متوسط الشهر الماضي. وارتفعت سندات الخزانة، حيث اجتذب مزاد لبيع سندات لأجل 20 عاماً بقيمة 13 مليار دولار طلباً قوياً. وانخفضت قيمة الين مع إحجام بنك اليابان عن الإشارة إلى أي زيادات مستقبلية للفائدة بعد الخروج من أسعار الفائدة السلبية الأخيرة.
وول ستريت منقسمة
اختلفت البنوك الأميركية الكبرى إلى حد كبير حول ما إذا كان الصعود الصاروخي الذي سجلته سوق الأسهم الأميركية قد بلغ حد المبالغة، وبسرعة أكبر مما ينبغي، لدرجة أنه حتى استراتيجيو "بنك أوف أميركا" يختلفون فيما بينهم.
هناك أدلة قليلة على أن جنون الذكاء الاصطناعي يدفع السوق إلى فقاعة، وفق سافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أميركا". وتتعارض وجهة نظرها مع ما قاله مايكل هارتنت، كبير استراتيجيي الاستثمار في الشركة، الأسبوع الماضي.
وقالت سوبرامانيان في مقابلة مشتركة مع جيل كاري هول، رئيسة استراتيجية الشركات الصغيرة والمتوسطة في تلفزيون بلومبرغ: "ليس هناك نشوة واسعة النطاق". وأضافت: "المخاطر خارج سوق الأسهم العامة"، مشيرة إلى أن الائتمان الخاص والأسهم الخاصة، إلى جانب البنوك الإقليمية، هي الأماكن التي تتزايد فيها مخاطر الائتمان.
"سوسيتيه جنرال": 20% تفصل "S&P 500" عن مستوى فقاعة التسعينيات
أظهر أحدث استطلاع لمديري الصناديق في "بنك أوف أميركا" أن المستثمرين منقسمون حول ما إذا كانت أسهم الذكاء الاصطناعي في فقاعة أم لا، حيث قال 40% "نعم"، وأجاب 45% بـ"لا".
تراجعت المراكز المراهنة على صعود الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، وفقاً لاستراتيجيي "سيتي غروب" بقيادة كريس مونتاغو. وأشاروا إلى أنه في حين أن المراكز الاستثمارية في "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100" لا تزال تسجل صافي شراء، ومجهدة إلى حد ما، فإن الإعداد الحالي يترك مخاطر تمركز أقل لكلا المؤشرين.
في سياق موازٍ، أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أن 56% من المستثمرين يعتقدون أن الحركة التالية البالغة 10% لمؤشر "إس آند بي 500" ستكون أعلى. بالإضافة إلى ذلك، كشف الاستطلاع أن 37% يتوقعون رد فعل "يحتوي على مخاطرة" حيال قرار الاحتياطي الفيدرالي، بينما قال 33% "بدون مخاطرة" و31% "ضئيل/مختلط".
الإبقاء على الفائدة للمرة الخامسة
وفي ظل توقع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند نفس مستوياتها للمرة الخامسة على التوالي يوم الأربعاء، سيتحول الاهتمام إلى توقعات البنك المركزي فيما يسمى بمخطط النقاط.
سيكشف ملخص التوقعات الاقتصادية ما إذا كان استمرار البيانات القوية سيعطي مسؤولي السياسة النقدية سبباً للتراجع عن نواياهم لخفض أسعار الفائدة، أو ما إذا كانت توقعاتهم لخفض الفائدة 3 مرات هذا العام لا تزال على المسار الصحيح.
مسؤولو "الفيدرالي" يشيرون إلى اقتراب خفض أسعار الفائدة
قال وين ثين وإلياس حداد من "براون براذرز هاريمان" (Brown Brothers Harriman): "ما إذا كان ارتفاع العائدات والدولار يمكن أن يستمر، يعتمد بشكل حاسم على ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيعتمد النهج المتشدد أم لا.. إذا التزم جيروم باول بالسيناريو المتشدد، فستظل الرسالة ثابتة ومن المرجح أن يكون رد فعل السوق محدوداً. إذا انحرف عن السيناريو وقدم ميلاً للتيسير، فمن المرجح أن يكون رد فعل السوق عنيفاً للغاية".
من جانبه، قال مارك كابانا، من "بنك أوف أميركا"، إنه إذا أظهرت توقعات الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة مرتين فقط في 2024، فسوف تهبط السندات لأجل عامين بمقدار 10 نقاط أساس، وسيرتفع سعر الدولار وستتأثر الأصول الخطرة إلى حد ما.
وفي حديثه في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الثلاثاء، قال كابانا إنه إذا أظهر مخطط النقاط خفض الفائدة 3 مرات، وهي الحالة الأساسية التي يتوقعها اقتصاديو "بنك أوف أميركا"، فإن السندات لأجل عامين سترتفع بعد ذلك بمقدار خمس نقاط أساس، وسيضعف الدولار وستصعد أسعار الأصول الخطرة.
تخفيف وتيرة التشديد الكمي
على صعيد آخر، ينتظر أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي أيضاً مناقشات متعمقة حول ميزانيته العمومية هذا الأسبوع، بما في ذلك متى وكيف يبطئ وتيرة قيام البنك المركزي باستنزاف الأموال الزائدة من النظام المالي.
منذ 2022، سمح الاحتياطي الفيدرالي بحلول آجال ما يصل إلى 60 مليار دولار من سندات الخزانة، وما يصل إلى 35 مليار دولار من ديون الرهن العقاري المدعومة من الوكالات، والتي تستحق السداد كل شهر وتقليص ميزانيته العمومية، وهي عملية تعرف باسم التشديد الكمي.
كيف سينهي الاحتياطي الفيدرالي برنامج التشديد الكمي؟
وقال كريس سينيك، من "وولف ريسرش" (Wolfe Research): "من وجهة نظرنا، فإن التعليق حول خطط الميزانية العمومية لبنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون على الأقل بنفس أهمية التعليق حول التوقيت المحتمل لخفض أسعار الفائدة.. ورغم أننا لا نتوقع إعلاناً رسمياً عن تقليص فترة التشديد الكمي حتى اجتماع مايو، فإننا نأمل في التلميح للتوقيت المحتمل ووتيرة التخفيض".
أعرب الاحتياطي الفيدرالي عن تفضيله للعودة في النهاية إلى محفظة مكونة من سندات الخزانة فقط، لذلك من المتوقع أن تستمر وتيرة الاستمرار في وتيرة التخلص من ديون الرهن العقاري، إلا أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدي مرونة حيال تمديد الجدول الزمني، مما يؤدي إلى إبطاء التشديد الكمي، وفق نعومي فينك من "Nikko Asset Management".
وأضافت فينك: "هناك أيضاً تحيز اتجاه الأوراق المالية التي تمنح عوائد، وهو ما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي يتعين عليه بمرور الوقت زيادة حيازاته من أذون الخزانة مقارنة بحيازاته التي تمنح عوائد، والتي في حال بقاء باقي العوامل الأخرى ثابتة، ترجح تراجع الدعم للأوراق طويلة الأجل".
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% حتى الساعة 4 مساء بتوقيت نيويورك
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%
- مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.8%
- صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.2%
- انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.30%
- هبط سعر "بتكوين" بنسبة 4.4% إلى 64398.15 دولار
- انخفضت قيمة "إيثر" 5% إلى 3334.02 دولار
- هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2157.63 دولار للأوقية