ارتفع أغلب الأسهم الآسيوية، اليوم الخميس، بعد تقدم نظيرتها الأميركية، مدعومة بتعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن أسعار الفائدة ستنخفض على الأرجح هذا العام. وارتفع الين إلى أعلى مستوى خلال شهر مقابل الدولار.
صعدت الأسهم من أستراليا إلى اليابان والصين لتدفع المؤشر الإقليمي للارتفاع لليوم الثاني. وخالف مؤشر "هانغ سينغ" هذا الاتجاه، وتذبذب في افتتاح التداولات. وانخفضت العقود الآجلة الأميركية بعد أن ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 0.5% أمس الأربعاء مسجلاً 5100 نقطة، وتقدم مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7%.
تم تداول الين حول أعلى مستوى خلال شهر واحد، بعد أن ارتفع إلى ما دون 150 مقابل الدولار أمس، مدعوماً جزئياً بأسرع وتيرة لنمو الأجور منذ يونيو. يتعرض بنك اليابان لضغوط لإنهاء سياسة أسعار الفائدة السلبية، وهي خطوة يتوقع معظم الاقتصاديين رؤيتها هذا الشهر أو الشهر المقبل. وترددت أنباء أن البنك المركزي لديه ضوء أخضر ضمني من بعض المسؤولين الحكوميين لهذه الخطوة، في حين سيراقب المستثمرون أيضاً المزيد من الأفكار من بنك اليابان عندما يتحدث عضو مجلس إدارته جونكو ناكاجاوا في وقت لاحق اليوم.
دعمت التوقعات المتزايدة لإنهاء أسعار الفائدة السلبية في اليابان أسهم البنوك اليوم، مما دفع أسهم البنوك على مؤشر "توبيكس" للارتفاع بنسبة 2.3%.
الوقت المناسب لخفض الفائدة
وانخفض مؤشر الدولار بعد تراجعه أمس عندما انخفضت عوائد السندات الأميركية. واستقر المؤشر القياسي لأجل 10 سنوات في آسيا بعد أن خسر خمس نقاط أساس إلى 4.1% في الجلسة السابقة.
وقال باول في شهادته أمام لجنة بمجلس النواب إنه على الرغم من أنه لا يرى ضرورة ملحة لخفض أسعار الفائدة نظراً لقوة الاقتصاد الأميركي، فمن المرجح أن يكون من المناسب القيام بذلك "في وقت ما هذا العام".
قال خوسيه توريس من "إنتراكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "في حين أن باول لم يتعهد بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، فإن إيجابيته حيال مسار التضخم وسط ثقة في أن سعر الفائدة الحالي للبنك المركزي ربما وصل ذروته، كانت كافية للمشاركين في السوق".
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي أيضاً إنه من المرجح أن يغير البنك المركزي خطته بشكل كبير لمطالبة كبار المصارف بالاحتفاظ بمزيد من رأس المال، وهي خطوة من شأنها أن تمثل فوزاً كبيراً للبنوك الأميركية الكبرى.
بشكل منفصل، تلقى بنك "نيويورك كوميونيتي بانكورب"، المقرض العقاري التجاري، استثماراً في الأسهم بقيمة مليار دولار، مما حد من الانخفاض في سعر أسهمه.
ظلت بيانات فرص العمل في الولايات المتحدة مرتفعة، في حين سجلت الوظائف الخاصة شهراً قوياً آخر من الزيادات في فبراير، وإن كانت أقل بقليل من التقديرات. وأظهر مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يطلق عليه "بيج بوك" (Beige Book) أن الاقتصاد الأميركي توسع بوتيرة متواضعة منذ مطلع العام، في حين أظهر المستهلكون حساسية أكبر لارتفاع الأسعار.
استمرار الزخم الصيني
في آسيا، تتضمن البيانات المقرر صدورها بيانات التجارة الأسترالية والتضخم في تايوان والتجارة الصينية والتقارير العكسية الخارجية، بينما ستقوم ماليزيا بإصدار قرار بشأن السياسة النقدية.
تستمر الجلسة البرلمانية السنوية للصين اليوم، مع أبرز الأحداث بما في ذلك المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الصيني وانغ يي المقرر عقده في الساعة 10 صباحاً بتوقيت بكين. وستكون تصريحات "وانغ" بشأن موضوعات تتراوح بين العلاقات الصينية الأميركية وتايوان موضع اهتمام.
وقال رئيس البنك المركزي الصيني للصحفيين أمس إنه لا يزال هناك مجال لخفض نسبة متطلبات الاحتياطي للبنوك، وهو شكل من أشكال التيسير النقدي، في حين حذر كبير منظمي الأوراق المالية الجديد في البلاد من أن السلطات ستتحرك لإصلاح "إخفاقات السوق" في الحالات القصوى.
تركز الاهتمام أيضاً على التكنولوجيا الصينية، حيث ارتفع سهم "جي دي دوت كوم" (JD.com Inc) بما يصل إلى 9.2% في هونغ كونغ بعد أن بدأت الشركة برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 3 مليارات دولار عقب زيادة في الإيرادات تجاوزت التوقعات المتفق عليها.
من ناحية أخرى، تراجعت عملة بتكوين بشكل طفيف ليتم تداولها بحوالي 66 ألف دولار، بعد أن لامست أعلى مستوى لها في وقت سابق من الأسبوع. واستقر الذهب بعد تسجيله للأرقام القياسية مؤخراً، حيث بعثت مكاسب العملة المشفرة والمعادن الثمينة برسائل متضاربة إلى المشاركين في السوق.
لم تتغير أسعار النفط كثيراً بعد ارتفاعها أمس لتدفع خام غرب تكساس الوسيط للارتفاع بنسبة 1.3%. وشمل التوتر الإضافي في الشرق الأوسط أول حالة وفاة مؤكدة لطاقم تجاري بعد أن بدأ المسلحون الحوثيون هجماتهم في المنطقة.