مؤشر "ناسداك 100" يسجل أكبر انخفاض يومي له منذ يناير

أسهم التكنولوجيا الكبرى تهبط بـ"وول ستريت" بعد صعودها القوي

متداول يتابع حركة التداول في بورصة نيويورك  - المصدر: بلومبرغ
متداول يتابع حركة التداول في بورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط بيعية في ظل تراجع أسعار ثلاثة من أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى، فضلاً عن تقييم المتداولين للبيانات الاقتصادية المتباينة مع اقتراب شهادة جيروم باول أمام الكونغرس.

فقدت الأسهم زخمها بعد الارتفاع الذي أثار القلق بشأن التقييمات المرتفعة، خاصة في الأسهم الضخمة، مما ترك المجموعة عرضة للتحرك بعنف عند ورود الأخبار السيئة. تعمقت مشاكل "أبل" في الصين، في حين اصطدمت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices) بقيود أميركية حيال بيع شريحة ذكاء اصطناعي إلى الدولة الآسيوية. وزاد سعر سهم "تسلا" هبوطه وسط تراجع الشحنات في الصين.

بلغت المراكز المراهنة على الصعود في أسهم التكنولوجيا الأميركية أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، مما يزيد من خطر التراجع، وفق كريس مونتاغو من "سيتي غروب" والذي أشار إلى أن المراكز الشرائية في عقود مؤشر ناسداك 100 الآجلة "مجهدة للغاية".

قال كيني بولكاري من "سلات ستون ويلث" (SlateStone Wealth): "هناك حدود لكل شيء.. ما بدأ يثير قلق بعض المستثمرين هو ما إذا كانت أسعار بعض أسهم شركات التكنولوجيا التي صعدت بقوة، يمكنها في الواقع أن ترقى إلى مستوى التقييمات المرتفعة التي وضعها المستثمرون لها".

تقيّم وول ستريت أيضاً البيانات التي تظهر تباطؤ قطاع الخدمات الأميركي، حتى رغم ارتفاع الطلبيات والنشاط التجاري. كما ساد الحذر، في ظل توجه باول إلى الكابيتول هيل للإدلاء بشهادته نصف السنوية أمام الكونغرس، حيث من المتوقع أن يكرر رئيس الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على عدم وجود إلحاح لخفض أسعار الفائدة.

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 1%، فيما سجل مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أكبر انخفاض له منذ يناير، وواصل سهم "تسلا" هبوطه فاقداً 11% في يومين، وانخفض سعر سهم "أبل" للجلسة الخامسة على التوالي، وارتفع سعر سهم "إنفيديا كورب". وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ثماني نقاط أساس إلى 4.13%. وفي أحدث علامة على زخم السوق، وصل سعر "بتكوين" إلى مستوى قياسي، قبل أن يمحو مكاسبه. كما لامس سعر الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق.

أسهم التكنولوجيا.. طفرة، أم فقاعة؟

قادت أسهم "العظماء السبعة"، التي تضم شركات "أبل" و"مايكروسوفت"، و"إنفيديا"، و"أمازون"، و"ميتا بلاتفورمز"، و"ألفابت"، و"تسلا"، مؤشر "إس آند بي 500" إلى أعلى مستوياته على الإطلاق هذا العام، مدفوعةً جزئياً بهوس الذكاء الاصطناعي.

وأشعل الصعود تسابق الاستراتيجيين لرفع مستهدفات عام 2024، بينما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت أسهم التكنولوجيا تشهد طفرة أم فقاعة.

يرى ماركو كولانوفيتش، من "جيه بي مورغان" أن الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم الأميركية و"بتكوين" يشير إلى تراكم الزبد، أي الظروف التي تسبق عادة الفقاعة عندما ترتفع أسعار الأصول بوتيرة غير مستدامة. وفي الوقت نفسه، يُعد ديفيد كوستين، من "غولدمان ساكس"، من بين أولئك الذين يجادلون بأن التقييمات المرتفعة لشركات التكنولوجيا الكبرى تدعمها الأساسيات.

ارتفع متوسط ربحية أسهم "العظماء السبعة" بنسبة 55% في الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ساعدت معظم هذه المجموعة في دفع مؤشر "ناسداك 100" للارتفاع للشهر الرابع على التوالي.

قال توم إيساي، مؤسس "ذا سِفنز ريبورت" (The Sevens Report): "جنون الذكاء الاصطناعي هو سباق اكتناز الذهب المعاصر، وتشهد شركات التكنولوجيا التي تصنع الأدوات والبنية التحتية اللازمة لهذه التقنية أرباحاً قويةً في ظل شراء الشركات الرقائق والمساحات السحابية لتغذية النمو. ولكن إذا لم يؤد الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الربحية لبقية الشركات المدرجة في (إس آند بي 500) خلال السنوات المقبلة، فإن الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي سوف يتبخر وكذلك الطلب على الخدمات السحابية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي".

التعرض لأسهم التكنولوجيا

ووسط التوقعات بأن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي هو محور النمو لهذا العقد، يواصل مكتب الاستثمار الرئيسي لدى "يو بي إس" الاعتقاد بأن أسهم التكنولوجيا الأميركية يجب أن تشكل جزءاً كبيراً من محافظ أسهم المستثمرين. ومع ذلك، تقول الشركة إن المستثمرين ذوي التعرض المفرط يجب أن يفكروا في توسيع نطاق التعرض للتكنولوجيا لاغتنام فرص النمو القادمة.

اوضحت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "بينما نرى مجالاً أكبر لاستمرار الارتفاع الحالي في أسعار أسهم التكنولوجيا، نعتقد أنه يجب على المستثمرين مراجعة تعرضهم لأسهم التكنولوجيا وتحسينه للحماية من الانخفاضات المحتملة والاستفادة من الفرص التي تتجاوز أسهم التكنولوجيا الكبرى".

من جهته، قال كيث ليرنر، من "ترويست أدفايزوري سرفيسز" (Truist Advisory Services): "رغم أننا نرى قدراً من المضاربة، وأن قطاع التكنولوجيا قد يكون في حاجة إلى التقاط الأنفاس، إلا أننا لا نرى فقاعة.. فالتقييمات غنية بمعظم المقاييس، ولكن مع التكنولوجيا، يميل زخم الأرباح المقارنة إلى أن يكون محركاً أكثر أهمية على المدى القريب. ولا تزال اتجاهات الأرباح قوية، كما أنها وصلت إلى مستويات قياسية جديدة".

أوضح ليرنر أن الأداء المتفوق لقطاع التكنولوجيا على مدار ثلاث سنوات على مؤشر "إس آند بي 500" يزيد قليلاً عن 30%. وهو يتماشى تقريباً مع متوسط ​​30 عاماً، وفي الوقت نفسه هو بعيد عن الذروة التي تجاوزت 250% بقليل والتي حققها في مارس 2000.

وفي سياق مواز، قال روس مايفيلد، من "بايرد" (Baird): "يجب توقع إجراء مقارنات مع فقاعة الدوت كوم، نظراً لتركيز المكاسب في قطاع التكنولوجيا وانتشار الإثارة حول التكنولوجيا الجديدة.. ولكن منذ 1996 وحتى 1999، كان متوسط ​​العائد على مدى ثلاث سنوات 96%. نحن لم نقترب بعد من تلك المستويات. هناك مجال للصعود".

تقييمات داعمة

تدحض التقييمات واتجاهات الأرباح ومعنويات السوق التكهنات القائلة بأن فقاعة التكنولوجيا التي يقودها الذكاء الاصطناعي قد عادت إلى الظهور في الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة، وفقاً لاستراتيجيي بلومبرغ إنتليجنس بقيادة جينا مارتن آدامز.

وكتبوا: "تُظهر الأسهم التي نتابعها بمجال الذكاء الاصطناعي أن المبيعات تدعم بشكل عام مكاسب الأسعار، كما تقع المكررات في منتصف نطاق الخمس سنوات.. وما لم تظهر أوجه قصور أساسية، ليس من المتوقع أن يشكل تركيز القيمة السوقية العالية على أسهم التكنولوجيا الكبرى، والعوائد القوية للذكاء الاصطناعي، أن تشكل خطراً مادياً على مؤشر (إس آند بي 500)".

تُتداول أكبر خمسة أسهم في مؤشر "إس آند بي 500" بأقل من نصف مكررات "الفرسان الأربعة" -شركات "إنتل"، و"سيسكو"، و"مايكروسوفت"، و"دِل تكنولوجيز"- في مارس 2000، والتي تجاوزت 80 مرة على أساس السعر إلى الأرباح الآجلة، وفق بلومبرغ إنتليجنس.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن التقييمات محتواة نسبياً عبر موضوعات التكنولوجيا المتسارعة -مثل الذكاء الاصطناعي، ومستقبل التمويل، والسحابة، والروبوتات- إذ تتداول معظم مجموعات الأسهم عند أو أقل من مكررات متوسط ​​السعر إلى المبيعات لمدة خمس سنوات، وفق محللي بلومبرغ إنتليجنس.

وقال نيكولاس كولاس، في المؤسسة البحثية "داتا تريك" (DataTrek): "بينما نتمسك بحجتنا بأن الأسهم الأميركية ليست في فقاعة، فإن التقاء دورة تيسير الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية المحتملة، والتكنولوجيا الجديدة التي تجذب الانتباه، يزيد من خطر تشكل فقاعة في وقت لاحق من هذا العام وحتى 2025".

وأضاف: "أسهل طريقة لتجنب هذه المشكلة هي أن يؤخر الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أسعار الفائدة لأطول فترة ممكنة".

في حين أن أسعار الأسهم ليست جزءاً من التفويض الرسمي للاحتياطي الفيدرالي، يقول كولاس إنه يتساءل عما إذا كان باول سيحاول تثبيط حماس السوق الأخير من خلال تقديم رسالة أكثر تشدداً من المتوقع هذا الأسبوع.

"جنون الذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جنب مع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة في 2024، أدى إلى تجديد سلوك المستثمرين الداعم لتكون الفقاعات"، وفقاً لفريق تخصيص أصول لدى "جي إم أو" (GMO). وأضافوا: "إذا فشلت التخفيضات المتوقعة من الاحتياطي الفيدرالي أو فشلت الشركات النامية في تحقيق التوقعات القوية، فمن المرجح أن ينتهي الأمر بخيبة أمل مستثمري أسهم النمو".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% كما في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.8%.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي 1%.
  • هوي سعر "بتكوين" 7.9% إلى 62170.83 دولار.
  • تراجعت قيمة "إيثر" 4.7% إلى 3415.67 دولار.
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 2129.88 دولار للأوقية.
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك